دون تخدير أو رعاية صحية.. نازحات غزة يلدن على أرض المخيمات

الثلاثاء 6 فبراير 2024 06:17 م

أوضاع صعبة تواجهها النساء الحوامل في غزة؛ بسبب الوضع الصحي السيئ، والمؤسسات الصحية بالقطاع المثقلة بالأعباء، ومعظمها خارج عن الخدمة؛ نتيجة القصف الإسرائيلي، واقتحام المستشفيات، واعتقال العاملين في المجال الصحي، ولهذا تضطر النساء للإنجاب في الخيم على الأرض، ودون عناية صحية.

ولا يُعرف عدد الحوامل بمراكز الإيواء وخيم النازحين؛ بسبب توقف الجهات الصحية عن التوثيق نظرًا لظروف الحرب، والانقطاع المستمر لخدمات الاتصال والإنترنت، فيما تؤكد وزيرة الصحة، مي الكيلة، أن القطاع يسجل حالات الولادة في ظروف بالغة الصعوبة.

وتروي إحدى النازحات اللائي اضطررن للولادة بالمخيم لـ"إرم نيوز": "كنت أخطط للولادة في مستشفى خاص، وتحت رعاية طبية استثنائية؛ إلا أن الحرب غيرت جميع خططي، وتفاجأت بآلام المخاض تباغتني بعد أسابيع من نزوحي".

وأضافت: "ولدت في الخيمة بمساعدة الفريق الطبي المتواجد بمركز الإيواء، بمساعدة ممرضة وزميلها، وببعض الأدوات الطبية الأولية، ولولا ذلك لتوفيت أنا وطفلي".

وأضافت: "حاول زوجي التواصل مع سيارات الإسعاف أو أي مركز صحي؛ إلا أنه لم يفلح في ذلك بسبب صعوبة الاتصالات".

صعوبة الأوضاع

 وتروي نازحة أخرى تفاصيل ولادتها، قائلة: "نُقلت من خيمتي بمركز لإيواء النازحين إلى المستشفى في اللحظات الأولى من عملية ولادتي لطفلتي الجديدة".

وأضافت "مخاض الولادة جاء في وقت صعب للغاية، والطاقم الطبي بمركز الإيواء وصل بعد مدة من الزمن، لكن لم تكن لديه الخبرة الكافية للتعامل مع حالات الولادة، وحاولوا تقديم الرعاية الأولية فقط".

وأضافت: "بدأت عملية الولادة بالخيمة مع وصول سيارة الإسعاف لمركز الإيواء، وجرى نقلي في نفس اللحظة التي بدأت فيها طفلتي بإبصار النور".

وحسب أرقام الأمم المتحدة، كانت هناك حوالي 50 ألف حامل في غزة عندما بدأت الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ويعتبر معدل الولادة في غزة الأعلى بالمنطقة.

 وتضع حوالي 180 امرأة مواليدهن كل يوم، والكثير ينجبن اليوم دون عناية طبية أو إشراف طبيب، وأحيانا في الخيام والملاجئ التي لا تتوفر فيها أدنى الشروط الصحية، بل حتى داخل الحمامات العامة، بحسب ما يقول عمال الصحة في الأمم المتحدة، والسكان في القطاع.

ومنذ بدء الحرب قامت القوات الإسرائيلية بعمليات حول المستشفيات وداهمت أخرى مثل مستشفى الشفاء، وأصبح الجزء الشمالي من قطاع غزة مقطوعا ولا تصل إليه الإمدادات الطبية، أما المستشفيات في الجنوب، فتواجه طلبات متزايدة ولا يمكنها تقديم العناية المناسبة للحوامل.

تدني الرعاية الصحية

ولا يوجد سوى مستشفى واحد للولادة في قطاع غزة، وهو المستشفى الإماراتي في رفح قرب الحدود مع مصر، وذكر تقرير للأمم المتحدة، أن عدة نساء أنجبن بعمليات قيصرية دون تخدير.

وأوضحت طبيبة النساء والولادة بمستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، روان أبو معيلق، أن "مراكز الإيواء شهدت عشرات حالات الولادة والإجهاض، علاوة على الولادة المبكرة والقيصرية".

وأوضحت أبو معيل أن "الولادات التي تتم بمراكز الإيواء والخيام غير صحية، وتهدد حياة الأم والطفل".

وقالت: "من المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها الحوامل والأمهات حديثات الولادة التلوث وانتشار الأمراض المعدية، بالتزامن مع تدني الرعاية الصحية".

وبحسب الأخصائية، فإنه "بالرغم من عدم وجود توثيق لحالات الولادة ووفاة الأطفال حديثي الولادة بمراكز الإيواء؛ إلا أنه تم رصد عشرات حالات الوفاة، خاصة لأولئك الذين ولدوا في ظروف غير صحية وملوثة".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مخيمات اللاجئين النزوح نساء غزة

فورين بوليسي: تدمير إسرائيل القطاع الصحي بغزة "جريمة حرب"