ف.بوليسي: هل تندلع حرب ناقلات جديدة في مضيق هرمز؟

الأربعاء 7 فبراير 2024 01:28 م

توقعت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن يصبح الشحن البحري في مضيف هرمز في موقف أكثر صعوبة بعد شن الولايات المتحدة ضربات على أهداف مرتبطة بإيران في العراق وسوريا خلال الأيام الماضية ردًا على مقتل 3 جنود أمريكيين في هجوم بمسيّرة نهاية يناير/كانون الثاني الماضي.

وقالت المجلة إنه أيا كانت الخطوات الأخرى التي ستتخذها واشنطن، سيصبح الشحن البحري في مضيق هرمز في موقف صعب، نظرًا لأن السفن التجارية تعتمد بشدة على الممر المائي الذي تتحكم إيران في جانب منه وتضايق السفن باستمرار.

وتأمل الولايات المتحدة أن تبعث الضربات الأخيرة رسالة واضحة لإيران دون تصعيد الصراع غير المباشر إلى مواجهة مباشرة. وقد تتبع الضربات أعمال انتقامية أخرى.

ووفقا للمجلة فإنه حتى إذا لم ينتشر القتال، فإن المضيق أصبح أكثر خطورة.

ومضيق هرمز مسطح مائي حيوي. وفي 2022، عبر 21 مليون برميل من النفط المضيق يوميًا، أي ما يساوي 21% من الاستهلاك العالمي للسوائل البترولية.

((1))

وهو مسطح ضيق منقسم بين إيران وعمان، حيث يمكن تعطيل حركة الملاحة بسهولة بسبب العواصف، أو الحوادث، أو الأفعال المتعمدة من الأطراف المعنية.

حرب الناقلات

وخلال حرب إيران والعراق في الثمانينات، بدأ العراق مهاجمة السفن المتجهة لإيران، وبعد فترة انتقمت إيران، وسرعان ما أصبح الخليج العربي ومضيق هرمز غارقان في ما أصبح يُعرف بـ"حرب الناقلات".

وبحسب المجلة، فقد كانت حربًا جامحة، واستهدفت الدولتان السفن بالصواريخ والألغام البرية، وتعرضت سفن من بلاد مختلفة للهجوم.

إلا أن السفن واصلت الإبحار في المضيق والخليج على أية حال لأن العالم احتاج إلى النفط.

وبنهاية حرب الناقلات، قُتل أكثر من 320 بحارًا تجاريًا، أو أُصيبوا، أو فُقدوا، في حين تضررت 340 سفينة تجارية، وحوالي 30 مليون طن من الشحنات، وغرقت 11 سفينة.

ورغم أن حرب الناقلات لم تكن فكرة إيران، إلا أن الإيرانيين تعلموا الدرس الواضح، وهو أنه طالما العالم يحتاج إلى النفط، ستحتاج السفن إلى التوجه إلى الخليج العربي، وهذا يمنح طهران فرصة مثالية لاستهداف السفن التي تختارها، بحسب المجلة.

وهذا هو ما كانت تفعله على مدار الـ5 أعوام الماضية. وفي أغسطس/آب الماضي، دفعت هذه الهجمات على السفن التجارية الولايات المتحدة إلى إرسال قوة مهام تضم بحارة، وجنود مارينز، وسفينة هجومية برمائية، وسفينة إنزال، وغيرها من السفن، إلى المضيق لحماية سفن الشحن.

الآن، بما أن واشنطن سترد على مقتل جنودها الـ3، قد تنتقم طهران عن طريق إيذاء السفن التي تعبر مضيق هرمز. وفي هذا الصدد، قال الأدميرال الأمريكي المتقاعد، أندرو لويس، إن خسارة نفط الخليج العربي "لن تؤثر في أمريكا كثيرًا، لكنها ستؤثر في حلفائنا".

((2))

وتقيّم صناعة الشحن خطر وقوع المزيد من الهجمات في المضيق. وفي هذا الشأن، قال مدير شركة "دي إن كيه" للتأمين البحري، سفين رينجباكين: "بغض النظر عما إذا كانت هذه نهاية الرد الأمريكي أو قررت الولايات المتحدة الانتقام من الحرس الثوري، يمكن أن يهاجم الإيرانيون السفن التجارية. وهذا هو ما كانوا يفعلونه لسنوات، ولا يوجد سبب للاعتقاد بأنهم لن يستغلوا هذه الفرصة".

حرب غير معلنة

وأشار رينجباكين إلى أن الإيرانيين قد يختارون فعل ذلك خلسة، وقال: "يمكن أن يختبئوا خلف الإنكار المقبول ويتظاهروا أن التدخل مرتبط بحادثة سابقة، مثل التهريب أو ما شابه، أو ينفذون هجمات خارج مياههم مثلما فعلوا في 2019".

وطالما لا تعلن إيران الحرب على الولايات المتحدة أو الدول الأخرى المرتبطة بالسفن التي تعبر مضيق هرمز، لا يوجد الكثير لتفعله القوات البحرية الأمريكية أو غيرها لحماية السفن هناك.

وفي هذا السياق، قال الأدميرال المتقاعد لويس: "إذا لم تكن حربًا معلنة، توجد حدود بناءً على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار".

وأضاف رينجباكين: "القوات البحرية يمكنها المراقبة وربما التدخل في المياه الدولية، لكن بخلاف ذلك، لا يوجد الكثير لتفعله".

((3))

من جهة أخرى، قال أمين لجنة الحرب المشتركة، التي تقيّم المخاطر البحرية، نيل روبرتس، إن إيران "أثبتت قدرتها، لكنها لن تستفيد من إغلاق مضيق هرمز، ولهذا كانت حريصة على إبقاء أعمالها السابقة محدودة".

وتابع "إيران لن تحتاج إلى محاولة إغلاق المضيق، ويمكنها فقط أن تشير إلى أن المخاطر على الشحن التجاري هناك سترتفع. وإذا كانت طهران ستصعّد للدرجة التي تؤدي إلى حرب ناقلات جديدة، سيتعين على شركات الشحن والتأمين إجراء حسابات كبيرة.

وبطبيعة الحال، إذا قامت إيران بالتصعيد بشكل كبير إلى الحد الذي أدى إلى اندلاع حرب ناقلات جديدة، فسيتعين على صناعة الشحن وشركات التأمين التابعة لها إجراء حسابات دراماتيكية. لقد أدت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر بالفعل إلى زيادة المخاطر التي يتعرض لها البحارة، لكن الهجمات المتزايدة على الشحن في مضيق هرمز ستكون أكثر خطورة بكثير.

المصدر | فورين بوليسي + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مضيق هرمز إيران العراق أمريكا