استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الدور العالمي الأليق بالجزيرة العربية

السبت 10 فبراير 2024 02:32 ص

الدور العالمي الأليق بالجزيرة العربية

هل المملكة بحاجة إلى وساطة طرف ثالث للتعامل مع واشنطن ولماذا؟

هل المملكة بحاجة إلى إسرائيل وإسرائيل بالذات وشروطها في تعاملها مع واشنطن ولماذا؟

ألم تفضح عبقرية السنوار واستشهادية رفاقه عنكبوتية آلة إسرائيل العسكرية وتبعيتها المطلقة لراعيتها الأميركية؟

لا يجوز أن تعاني المملكة وسدنة الحرمين من مركّب النقص أو الهلع أو جنون العظمة الذي تعاني منه الإمارات أو البحرين أو المغرب ولماذا؟

هل تتمتع واشنطن باحتكار صنع الأسلحة المتطورة بحيث يتعذر الحصول عليها إلا منها وبشروطها؟ هل ينطبق الأمر ذاته على خبرات واشنطن النووية؟

هل يليق بسدنة الحرمَين تعميق الخلاف المذهبي الداخلي بين أهل السنّة والشيعة بالتواطؤ مع ألدّ أعداء الإسلام من بين زعماء الصهيونية نتنياهو وغلاة الصهيونية؟

هل يليق بالجزيرة العربية منبت العربية والعروبة ومنشأ رسولنا ومورد النبوّة والإسلام الوقوف موقف الأصلخ الأصمّ الأبكم تجاه دواهي غزة هاشم... وامعتصماه!

ألا يدور في خلد أُولي الأمر بالمملكة أنه في أي حلف ثلاثي يضمهم إلى التوأمين واشنطن وتل أبيب، فإنّ دورهم حتماً هو دور المولى المهمَّش بعد امتصاص دولاراتهم؟

* * *

من الجليّ كلّ الجلاء لكلّ من يتابع جولات بلينكن المتكررة في ما تسمّيه وسائل الإعلام الغربي بـ"العالم العربي" أي تخصيصاً الإمارات والمملكة (على اعتبار أن سائر حواضر الأعاريب أصفار من منظار واشنطن)..

من الجليّ لمن يتابع هذه الجولات أن هاجس القابع في البيت الأبيض/ الأسود في ما يخص مشرقنا هو هاجس سلفه الأخرق، أي السعي المتهالك لإبرام صفقة ثلاثية بين السعودية (على رأس تحالف عربي سنّي ذليل تابع) وكل من واشنطن وتل أبيب تؤمن للطرفين الأخيرين هيمنة ناجزة على المشرق العربي بحجة التصدي لعدوانية إيران.

وذلك عن طريق تجذير الخلاف السنّي الشيعي العتيق تجذيراً أبدياً يضمن سيادة إسرائيل التلمودية على المقدسات الإسلامية المقدسية إلى كامل التراب الفلسطيني باسم أبراهامية زائفة برضى سدنة الحرمين ورضوانهم استثابةً لخبراتٍ نووية وأسلحة متطورة وضمانات أمنية أميركية يحصلون عليها بفضل وساطة نتنياهو المحظيّة مع أُولي الأمر في العاصمة الأميركية.

والشاهد على ما سلف تكرار تطمينات بلينكن إياه لوسائط إعلامه عقب كل جولة من جولاته هذه إلى الإمارات والسعودية عن ثبات نوايا المحمدَين في حواضرهما في صدد المضيّ بمسار التطبيع، رغم أهوال ما يحدث في غزة هاشم وإن كان لأحد المحمدَين هذا التحفظ أو ذاك على سابق ما بدر منه.

ويشهد بالأمر ذاته ما يرد على ألسِنة هذا السيل غير المنقطع منـذ السابع من أكتوبر من الزائرين الأميركيين إلى محمد بن سلمان تخصيصاً من أمثال الصحافي توماس فريدمان والخبير دينيس روس ومن أعضاء مجلس الشيوخ ولجانه المتخصصة.

وعلى رأسهم العَلِج ليندزي غراهم وأقرانه من ممثلي الشركات الأميركية الكبرى من تطمينات تؤكد ثبات التزام المحمدَين بمسار التطبيع يضمن جنيهم لثمرات سمسرتهم إثر إنجاز صفقات الخبرات النووية والأسلحة المتطورة المرتقبة.

ولكن على رِسلكم أيها السادة فريدمان وروس وغراهم ومن لفّ لفكم: ما هي مصلحة المملكة وسدنة الحرمين في عقد الصفقة المبتغاة؟

هل يحقق الحلف العسكري مع الغريب البعيد المتعدد المصالح العالمية المتضاربة الضمان الحقيقي لأمن المملكة تجاه الجار التاريخي الجغرافي الثابت الأكبر والأهم إيران، أم هل ثمة سبل شتى غير ذلك توجب التقصي؟

هل تتمتع واشنطن باحتكار صنع الأسلحة المتطورة بحيث يتعذر الحصول عليها إلا منها وبشروطها؟

هل ينطبق الأمر ذاته على خبرات واشنطن النووية؟

هل المملكة بحاجة إلى وساطة طرف ثالث للتعامل مع واشنطن ولماذا؟

هل المملكة بحاجة إلى إسرائيل وإسرائيل بالذات وشروطها في تعاملها مع واشنطن ولماذا؟

هل يليق بسدنة الحرمَين تعميق الخلاف المذهبي الداخلي بين أهل السنّة وأهل الشيعة بالتواطؤ مع ألدّ أعداء الإسلام من بين زعماء الصهيونية بنيامين نتنياهو وغلاة التلمودية الصهيونية؟

هل يليق بالجزيرة العربية منبت العربية والعروبة ومنشأ رسولنا ومورد النبوّة والإسلام الوقوف موقف الأصلخ الأصمّ الأبكم تجاه دواهي غزة هاشم... وامعتصماه!

ألم تفضح عبقرية السنوار واستشهادية رفاقه عنكبوتية آلة إسرائيل العسكرية وتبعيتها المطلقة لراعيتها الأميركية؟

ألا يدور في خلد أُولي الأمر في المملكة أنه في أي حلف ثلاثي يضمهم إلى التوأمين واشنطن وتل أبيب، فإنّ دورهم حتماً هو دور المولى المهمَّش بعد امتصاص دولاراتهم؟

حاشى أن تعاني المملكة وسدنة الحرمين من مركّب النقص أو الهلوع أو جنون العظمة الذي تعاني الإمارات أو البحرين أو المملكة المغربية منه ولماذا؟

وبعد، فالدور الذي يرتئيه القدَر لأُولي الأمر في الجزيرة وسدنة الحرمين باسم ما يقارب البليونين من المؤمنين هو دور الحامي لبيضة الدين وشرف الإسلام والصائن لحرمة مقدساته أينما كانت والضامد لجراحه والمخفف من آلامه والجامع لمذاهبه والموفق بين بنيه والرفيق بمستضعفيه ومحتاجيه.

أما في الباحة الدولية، فإن الأليق بحماة الإسلام نهج المنهج الوسطي في خضمّ الخلافات بين الكتَل العالمية الكبرى (الولايات المتحدة وأوروبا الغربية من ناحية، وروسيا والصين من الناحية الأخرى) ولا ضير باقتفائهم خطى من سلف باتّباع ما سمّي بالحياد الإيجابي بين المعسكرين لما فيه من مصلحة الإسلام الذاتية والخير للإنسانية وشعوب العالم أجمعين

*د. وليد الخالدي مؤرخ وأكاديمي، مؤسس مؤسسة الدراسات الفلسطينية

المصدر | الأخبار

  كلمات مفتاحية

السعودية بن سلمان أميركا التطبيع إسرائيل الإمارات الإسلام الجزيرة العربية المنهج الوسطي الحياد الإيجابي