كيف تحرض وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية على كراهية العرب والمسلمين؟

السبت 10 فبراير 2024 01:59 م

شهد الأسبوع الماضي، 3 أشكال من التغطية المضللة المؤيدة للحروب الأمريكية الإسرائيلية، التي تتكشف في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.

ويستند تقرير لموقع "ميدل إيست آي"، وترجمه "الخليج الجديد"، إلى 3 وقائع في شبكة "سي إن إن"، وصحيفتي "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال".

ويكشف تقرير الصحيفة "الجارديان" هذا الأسبوع من كريس ماكجريل، أن شبكة "سي إن إن" شوهت بشكل منهجي تغطيتها للقضية الفلسطينية-الإسرائيلية، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، عندما اندلعت الحرب في غزة.

ويستند المقال إلى روايات 6 من موظفي شبكة "سي إن إن" وأكثر من 12 مذكرة داخلية ورسائل بريد إلكتروني، ويقول إن كبار المسؤولين في الشبكة يسعون إلى ممارسة أقصى قدر من السيطرة على المراسلين لتشكيل التغطية بحيث تتماشى مع التفضيلات السياسية لإسرائيل.

وأفاد ماكجريل أن شبكة "سي إن إن" تحد من المساحة المخصصة لوجهات النظر الفلسطينية بينما تسمح بشكل روتيني ببث ادعاءات المسؤولين الإسرائيليين دون معارضة.

وقد دفع هذا الاتجاه، على سبيل المثال، الشبكة إلى تقديم قصة كاذبة مفادها أن "حماس" قطعت رؤوس 40 طفلاً وطفلاً إسرائيليًا كما لو كانت حقيقية.

وظلت القصة حية حتى بعد اعتراف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن الرئيس لم ير، كما ادعى سابقًا، دليلاً غير موجود على عمليات قطع الرأس.

وعلاوة على ذلك، يجب أن تحصل تغطية "سي إن إن" لفلسطين على موافقة مكتبها في القدس، وهو ما يقول موظفو الشكبة إنه يحرف التقارير لصالح إسرائيل.

ويشير العاملون في الشبكة، إلى أن سياسات "سي إن إن"، خاصة في المراحل الأولى من الهجوم الإسرائيلي، أدت إلى "تركيز أكبر على الرواية الإسرائيلية عن الحرب باعتبارها مطاردة لحماس وأنفاقها، والتركيز غير الكافي على حجم القتلى المدنيين الفلسطينيين والدمار في غزة".

وبالمثل، فإن تحليل لتغطية شبكة "سي إن إن" للحرب الإسرائيلية على غزة، يكشف عن ندرة القصص التي تضع أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، في سياقها أو تركز على المعاناة الفلسطينية التاريخية والمستمرة.

واستمر هذا على الرغم من الخسائر البشرية الفادحة التي لحقت بالمدنيين على الجانب الفلسطيني والكارثة الإنسانية التي تحدث في غزة.

كما أن حقيقة أن إسرائيل استعمرت الفلسطينيين واضطهدتهم منذ فترة طويلة، وأنها تشن حرب إبادة ضد جميع جوانب الحياة الفلسطينية، هي معلومات ذات صلة حذفتها شبكة "سي إن إن" من الغالبية العظمى من تقاريرها.

ونظراً للفشل الواسع النطاق لوسائل الإعلام الأمريكية في تغطية فلسطين بدقة، يشك المرء في أن عملية مماثلة لتلك السائدة في شبكة "سي إن إن" تعمل في مؤسسات إخبارية أخرى.

وحول مقال "فهم الشرق الأوسط من خلال مملكة الحيوان"، الذي كتبه توماس فريدمان، في صحيفة "نيويورك تايمز"، فيركز على تصور المستشرقين بأن المنطقة عبارة عن "غابة" تسكنها الوحوش وليس البشر.

ويوضح فريدمان، أن "الولايات المتحدة مثل الأسد العجوز، وما زالت تعتد أنها ملك الشرق الأوسط".

ويضيف: "الأسود الأمريكان مخلوقات نبيلة وشجاعة وجميلة، والإيرانيون وحلفائهم هم حشرات طفيلية".

ووفقا لصحيفة "ساينس ديلي"، فإن الدبور "يحقن بيضه في يرقات حية، وتأكل يرقات الدبور الصغيرة اليرقات ببطء من الداخل الى الخارج، وتنفجر بمجرد أن تأكل حتى شبعها".

ولو أن هناك وصف أفضل للبنان واليمن وسوريا والعراق، فهم اليرقات، والحرس الثوري الإسلامي هو الدبور، والحوثيون وحزب الله وحماس وكتائب حزب الله هم البيض الذي يفقس داخل المضيف، ويأكله من الداخل إلى الخارج.

وهذا هو خطاب الإبادة، لافتا إلى صحيفة "التايمز" التي نشرت مقالا يتمنى صراحةً أن يتم "قتل إيران بشكل آمن وفعال"، وهو ما يكشف عن الإفلاس الأخلاقي للصحيفة.

وبغض النظر عن أن هناك، بالطبع، "أوصافًا أفضل" للبنان واليمن وسوريا والعراق اليوم من "اليرقات"، فهي "مجتمعات غنية ومتنوعة"، ولكن يبقى السؤال: "هل فريدمان يستحق أن يؤخذ كلامه على محمل الجد؟".

إن الادعاء بأن هذه الأمم، أو فلسطين، يتم "أكلها" من الداخل إلى الخارج بواسطة "يرقات" إيرانية هو نشر استعارة عنصرية تخفي الدور القيادي للأسد الأمريكي في إطلاق العنان للدمار على السكان المدنيين في فلسطين.

أما الرواية الثالثة، خلال الأسبوع الماضي، فكانت في صحيفة "وول ستريت جورنال"، حينما أطلق ستيفن ستالينسكي خطاب معادٍ للإسلام ضد سكان ديربورن المسلمين في ميشيغان، وتشمل أدلته على هذا التهديد المزعوم، صور "المتظاهرين، والعديد منهم يرتدون الكوفيات ويغطيون وجوههم، ويهتفون الانتفاضة، الانتفاضة ومن النهر إلى البحر وفلسطين سوف تتحرر".

ووفق تقرير "ميدل إيست آي"، لا يقدم المؤلف أي سبب منطقي لماذا يجب على القراء اعتبار الأمر خبيثًا ومخيفًا أن يرتدي سكان ديربورن رمزًا للتضامن مع النضال الفلسطيني ضد إسرائيل، ويطالبون بإنهاء الاستعمار الاستيطاني بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، ويدينون جهود الحكومة الأمريكية.

لقد أطلق العنان لمجاز الولاء المزدوج، مستحضرًا "الحماس المحلي للجهاد ضد إسرائيل والغرب" وإمام المنطقة الذي يقول ستالينسكي إنه "يعلن بشكل أساسي الولاء لآية الله الإيراني الذي يدعو بانتظام إلى تدمير الولايات المتحدة".

ويخبر ستالينسكي قراءه أن "العديد من سكان ديربورن الحاليين أو الذين كانوا يقيمون فيها سابقًا قد أدينوا بجرائم تتعلق بالإرهاب في السنوات الأخيرة".

ويخلص المقال إلى أن "ما يحدث في ديربورن ليس مجرد مشكلة سياسية للديمقراطيين.. من المحتمل أن تكون قضية أمن قومي تؤثر على جميع الأمريكيين.. وينبغي لوكالات مكافحة الإرهاب على جميع المستويات أن تولي اهتماما وثيقا".

ووفق الموقع، فإن هذه التصريحات تشير إلى أن المسلمين الأمريكيين، بالنسبة لستالينسكي، يشكلون خطراً ويجب أن يخضعوا للمراقبة والمضايقة من قبل سلطات إنفاذ القانون، ناهيك عن سجلها الطويل في استهداف المسلمين.

ويضيف: "إن تصوير المسلمين كطابور خامس يساعد على خلق مناخ للحرب، وتعزيز الخوف والكراهية تجاه أقلية محلية يؤدي إلى تغذية الخوف، وكراهية الأجانب، والاحترام لسلطات الدولة، وكل هذا مفيد في دفع كتلة حرجة من السكان إلى مواكبة النزعة العسكرية التي تنتهجها حكومتهم".

ويختتم التقرير بالقول: "ما توضحه كل هذه الدعاية المتعصبة والمروجة للحرب هو أنه أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى اللجوء إلى وسائل الإعلام المستقلة ودعمها".

المصدر | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

انحياز إعلام غربي أمريكا حرب غزة عرب مسلمون