حرب غزة.. 5 حقائق توضح موقف الدول الأفريقية من إسرائيل

الاثنين 12 فبراير 2024 11:20 ص

ثمة 5 حقائق توضح موقف الدول الأفريقية تجاه إسرائيل في ظل حرب مدمرة تشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي؛ مما استدعى خضوعها لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية، وفقا لدعوى قدمتها جنوب أفريقيا إلى أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بحسب آشر لوبوتسكي، هو باحث في السياسة الخارجية الإسرائيلية.

وقال لوبوتسكي، في تحليل بـ"معهد دراسات الأمن القومي" الإسرائيلي (INSS) ترجمه "الخليج الجديد"، إن دولا أفريقية، بينها كينيا وغانا وتوجو والكاميرون وزامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية أدانت هجمات حركة "حماس" على إسرائيل.

وتابع: "في المقابل، ألقت جنوب أفريقيا والدول العربية في شمال أفريقيا اللوم على إسرائيل في التصعيد، وبرزت جنوب أفريقيا باعتبارها الدولة الأفريقية غير المسلمة الأكثر عداء (انتقادا) لإسرائيل".

وأردف أن "معظم الدول الأفريقية، بما في ذلك عدد من الدول التي تتمتع بعلاقات ثنائية جيدة مع إسرائيل (مثل أوغندا وأنجولا)، إما استخدمت لغة غامضة ومحايدة في تصريحاتها أو تجاهلت الحرب تماما".

مكانة غامضة

"وتوضح ردود أفعال الدول الأفريقية على الحرب التباين الكبير في مكانة إسرائيل في مختلف أنحاء القارة، بناء على عوامل منها التدين السائد في كل دولة، والتاريخ المحلي لصورة إسرائيل، والتوجهات الدولية لكل حكومة والتحديات الأمنية التي تواجهها"، بحسب لوبوتسكي.

وأضاف: "أولا، مكانة إسرائيل ضعيفة نسبيا في معظم الدول الأفريقية الإسلامية. والدول الأفريقية التسعة التي لا تقيم أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، كلها دول إسلامية في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل والقرن الأفريقي".

وأوضح أن "الجانب الإسلامي لا يؤثر على الدول الأفريقية الأعضاء في جامعة الدول العربية (من موريتانيا إلى جيبوتي) فحسب، بل يؤثر أيضا على الدول التي تضم عددا كبيرا من السكان المسلمين غير العرب، مثل السنغال ونيجيريا، حيث شهدت احتجاجات ضد الحرب على غزة".

"ثانيا، موقف إسرائيل ضعيف في الجزء الجنوبي من القارة، حيث يتذكر الساسة وقطاعات كبيرة من السكان تعاون إسرائيل مع مضطهديهم البيض في السبعينيات والثمانينيات، وحيث تتمتع القضية الفلسطينية بدعم واسع نسبيا"، كما زاد لوبوتسكي.

ولفت إلى أنه "في العقود الأخيرة، كانت جنوب أفريقيا واحدة من الأصوات الأكثر انتقادا لإسرائيل في أفريقيا. وينبع موقف حكومة جنوب أفريقيا المناهض لإسرائيل من شعورها بالتضامن التاريخي والثقافي مع الفلسطينيين، مصحوبا بمشاعر عميقة معادية للصهيونية".

الصين وروسيا

"ثالثا: ضعف النفوذ الأمريكي في أفريقيا في مواجهة كل من الصين وروسيا في السنوات الأخيرة أثر سلبا على قدرة الولايات المتحدة على كسب دعم الدول الأفريقية للمصالح الغربية والإسرائيلية"، وفقا للوبوتسكي.

وأردف: "رابعا، تتمتع إسرائيل بعلاقات جيدة مع الدول ذات الأغلبية المسيحية في شرق ووسط وغرب أفريقيا. وبينها ساحل العاج وكينيا وأوغندا وإثيوبيا وغانا. وتستفيد إسرائيل أيضا من الدعم الشعبي الواسع في هذه الدول، في ظل صحوة دينية مسيحية إنجيلية".

وتابع: "خامسا، يجب التأكيد على أن معظم الدول الأفريقية، بما في ذلك تلك التي تنتقد إسرائيل بشدة مثل جنوب أفريقيا، لا تزال تتبع سياسة مزدوجة تشمل إقامة علاقات ثنائية واسعة مع إسرائيل والتعبير عن النقد أو الحياد تجاهها من خلال التصويت بشأن القضية الفلسطينية في المنتديات الدولية".

لوبوتسكي أكد أن "أفريقيا مهمة بالنسبة لإسرائيل لأسباب عديدة. وقد يؤدي قطع دولة أفريقية للعلاقات مع إسرائيل إلى تأثير الدومينو؛ مما يقوض احتمالات تجديد زخم اتفاقيات إبراهيم (للتطبيع مع دول عربية) بعد الحرب".

وزاد بأن "هناك أيضا فوائد أمنية واقتصادية للعلاقات مع أفريقيا، ويتطلب تصاعد التهديد الحوثي (لسفن الشحن التجاري المرتبطة بإسرائيل) في البحر الأحمر وجودا معززا في المنطقة وتحالفات استراتيجية أكثر جرأة، وقد تثبت دول مثل كينيا وإثيوبيا أنها شريك أمنية فعال في هذا السياق".

المصدر | آشر لوبوتسكي/ معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أفريقيا إسرائيل حرب غزة جنوب أفريقيا حماس فلسطين