معبر رفح على صفيح ساخن.. لا اقتحام فلسطيني وإسرائيل تواصل التنعت في إدخال المساعدات

الجمعة 16 فبراير 2024 07:31 م

كشف مسؤولان فلسطيني ومصري، حقيقة ما تردد على مواقع التواصل الاجتماعي حول اقتحام معبر رفح، من الجانب الفلسطيني، بعد نشوب حريق بالقرب منه، في الوقت الذي لا تزال السلطات الإسرائيلية تتعنت في إدخال المساعدات للقطاع.

وقال المسؤول الفلسطيني، الجمعة، إنه لا صحة لما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل بشأن هذا الأمر، موضحاً أن مجموعة من المواطنين النازحين بجوار معبر رفح البري، من الجانب الفلسطيني أشعلوا إطارات السيارات أمام البوابة الرئيسية للمعبر.

وأضاف: "قام النازحون بعدها بفتح بوابة المعبر والاعتداء على شاحنات تحمل مساعدات غذائية كانت في طريقها للقطاع".

وتابع المسؤول، أنه تم إرسال دوريات تابعة للشرطة الفلسطينية، لضبط الوضع الميداني وتأمين شاحنات المساعدات.

الأمر ذاته، ذكره مصدر مسؤول مصري، في تصريحاته لـ"القاهرة الإخبارية" (رسمية)، نفى فيه تقارير إعلامية متداولة، حول اقتحام معبر رفح من الجانب الفلسطيني.

يذكر أنه منذ اندلاع الحرب في غزة يوم السابع من أكتوبر نبهت مصر مراراً وتكراراً من التهجير القسري للفلسطينيين نحو سيناء، وهو مشروع إسرائيلي قديم جديد، حسب العديد من الخبراء والمراقبين.

إلا أن نبرة هذا التنبيه المصري تصاعدت مؤخراً مع تشبث المسؤولين الإسرائيليين باجتياح رفح التي تؤوي نحو 1.4 مليون شخص، معظمهم نزحوا بسبب الغارات الإسرائيلية على شمال ووسط القطاع.

كما لوح عدد من المسؤولين المصريين بتعليق اتفاقية السلام أو ما يعرف بـ"كامب ديفيد" قبل أن يعود وزير الخارجية سامح شكري وينفي ذلك رسمياً.

ويعتبر موضوع رفح حساساً بشكل خاص لمصر الملاصقة للقطاع، لعدة أسباب إنسانية وسياسية وأمنية أيضاً، ما دفع القوات الأمنية إلى رفع جهوزيتها مؤخراً على الحدود.

في حين تتمسك إسرائيل بدخول رفح بعد خان يونس، لاعتقادها أن عدداً من كبار قادة "حماس"، على رأسهم زعميها في القطاع يحيى السنوار قد يكونون متواجدين داخلها، في أنفاق تحت الأرض.

وتدعو مصر بشكل مُتكرر إلى تسهيل تدفق مزيد من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة.

ودعا رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الأسبوع الماضي، لـ"توفير المساعدات الإنسانية المطلوبة للفلسطينيين بقطاع غزة"، موضحاً أنه "تم تقديم 130 ألف طن مساعدات لأهالي غزة، من بينها 100 ألف طن مساعدات أسهمت بها مصر وحدها".

وفي المقابل، لا تخفي إسرائيل، أو على الأقل قطاعات نافذة فيها، رغبتها في أن يكون عمل ذلك المعبر في اتجاه واحد فقط، يخرج منه سكان غزة بلا عودة، فيما العراقيل والعقبات، بذرائع أمنية غالباً، كفيلة بتعطيل حركة الدخول، وتحويل المعبر إلى شريان متخثر.

وهذا "الشريان" لا يمنح غزة حياة ينتظرها الملايين وراء أسوار المعبر الوحيد الذي لا تسيطر عليه سلطات الاحتلال رسمياً، لكنها قادرة على تعطيل الجانب الفلسطيني منه بسلطة الأمر الواقع، وقد فعلت ذلك مراراً.

وما بين الموقفين، يتردد اسم معبر رفح على ألسنة الساسة والنشطاء، وأولئك الذين يتابعون الأحداث عبر شاشات التلفزيون. وجُل هؤلاء، وإن كانوا لا يستوعبون كثيراً تعقيدات السياسة والاتفاقات القانونية التي تحكم عمل المعبر، يأملون بنية صادقة أن يروا أبوابه مفتوحة في الجانبين، تحمل آمالاً بيضاء لسكان غزة بقرب انتهاء آلامهم الدامية، بعدما اختزلت الأسابيع الماضية اللون الأبيض في عيونهم في لون الأكفان.

ولأن إسرائيل تدرك أنه لن يبقى للفلسطينيين سوى معبر رفح للبقاء على قيد الحياة، قصفت جانبه الفلسطيني عدة مرات، وأعلنت مصر في الأيام الأولى من الحرب أن "المعبر مفتوح، لكن لا يمكن استخدامه بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل، وتدمير البنية التحتية للبوابة للجانب الآخر منه".

وعلى سبيل المثال، في 10 أكتوبر/تشرين الأول قصف جيش الاحتلال منطقة المعبر من جانب غزة 3 مرات خلال يوم واحد.

وعبر سيل من الاتصالات السياسية والضغوط المتبادلة، عرفت شاحنات المساعدات المتكدسة أمام المعبر طريقها للمرة الأولى إلى القطاع في 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ورغم المعوقات الإسرائيلية، التي انتقدتها مصر أكثر من مرة، بقي دخول بضع عشرات من الشاحنات إلى القطاع الذي كانت تصله، وفق تقديرات الأمم المتحدة، نحو 500 شاحنة يومياً، رمزاً لمقاومة حصار إسرائيلي خانق ومساعٍ لا تهدأ من أجل دفع سكان القطاع إلى الهروب من جحيم القصف وسوء المعيشة، بينما لم تدخل أي شاحنة وقود سوى بعد أكثر من 40 يوماً من بداية العدوان الإسرائيلي.

في السياق، استقبل معبر رفح، الجمعة، 40 جريحاً ومصاباً فلسطينياً للعلاج في المستشفيات المصرية بمحافظات شمال سيناء والإسماعيلية والسويس وبورسعيد والقاهرة والجيزة والشرقية، بجانب 37 مرافقاً لهم.

وأكد مصدر مصري، أنه "تم استقبال 250 فلسطينياً ممن يحملون إقامات في مصر وعدد من الدول العربية والأجنبية، بجانب استقبال 55 من أصحاب الجوازات الأجنبية، و133 شخصاً من أصحاب الجوازات المصرية".

في السياق ذاته، قال مستشار رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" طاهر النونو، إن الجانب الإسرائيلي يعرقل التوصل لأي اتفاق لتبادل المحتجزين ويعطل كل محاولة جدية للتوصل لوقف إطلاق النار.

وتابع النونو وفق ما أوردت وكالة "أنباء العالم العربي"، أن "إسرائيل تمارس عملية خداع إعلامي للجمهور، وتدَّعي أن هناك حراكات تجاه صفقة تبادل في حين أنها متشبثة برأيها، ولا تريد أي شكل من أشكال وقف العدوان على قطاع غزة".

وأضاف أن "المشاورات مستمرة مع الجانب المصري، وإذا تطلبت المحادثات توجُّه وفد من الحركة لمصر سيتم ذلك، وقبل أيام كان هناك وفد من الحركة في مصر".

في الأثناء، لا يزال معبر كرم أبو سالم، الذي يسيطر عليه الاحتلال، يعمل لإدخال المساعدات لمنظمات الأمم المتحدة والمساعدات الأخرى.

وتتواصل مظاهرات منذ أسابيع أمام معبري كرم أبو سالم والعوجا القريبين من قطاع غزة، وذلك من أجل منع إدخال المساعدات إلى القطاع، وللضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في القطاع.

وتساءل مقال في صحيفة "فاينانشيال تايمز"، قبل أيام، عن السبب وراء إخفاق وصول المساعدات إلى سكان قطاع غزة، وهم في أمسّ الحاجة إليها.

وقال إن عمليات التفتيش والمشكلات الأمنية تعرقل وصول المواد الغذائية، رغم المجاعة التي تلوح في الأفق في القطاع المحاصر.

وأشارت الصحيفة إلى أن شِحنة المساعدات، التي كان من الممكن أن تطعم أكثر من مليون فلسطيني لمدة شهر، ظلت راكدة في ميناء أسدود الإسرائيلي لأسابيع، ثم قالت السلطات الإسرائيلية إنها لن تفرج عنها.

إلى ذلك، استقبل مطار العريش الدولي، في شمال سيناء، الجمعة، 6 طائرات محملة بـ170 طناً من المساعدات المتنوعة لقطاع غزة.

وقالت مصادر في المطار، إن "مطار العريش استقبل طائرتين من الأردن تحملان 20 طناً من المواد الغذائية، وطائرة إماراتية تحمل على متنها 37 طناً من المساعدات المتنوعة، بجانب طائرة من عمان تحمل 21 طناً من المواد الغذائية".

وأضاف: "كما تم استقبال طائرة من بلجيكا تحمل 51 طناً من المواد الغذائية، وطائرة من تركيا تحمل 41 طناً من المساعدات الغذائية".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

معبر رفح إسرائيل مساعدات حرب غزة مصر حريق تعنت اقتحام معبر رفح كرم أبو سالم

تحذير أممي جديد من تدفق نازحي غزة نحو مصر: كارثة