تحمل شقيقها وتطهو الطعام.. طفلة في غزة تقوم بدور أمها عقب استشهادها (فيديو)

الجمعة 16 فبراير 2024 08:47 م

في كل الحروب، يكون الأطفال أول الضحايا وأكثرهم تضررًا، وفقًا للمديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل، التي حذّرت من الوتيرة غير المسبوقة لقتل الأطفال في غزة أو تحولهم لأيتام، ومن تردّي الوضع الصحي والإنساني.

ومع دخول العدوان على غزة يومه الـ133، تخطَّى عدد الشهداء 28 ألفًا، وتجاوز عدد المصابين 70 ألفًا، معظمهم من الأطفال والنساء، في حين تشير الإحصائيات الأولية إلى أن قرابة 20 ألف طفل أصبحوا يتامى.

هؤلاء الأطفال يعانون من الصدمة والانكسار، وأصبح لهم تعريف خاص داخل المستشفيات (WCNSF)، وهي الحروف الأولى من جملة "طفل جريح من دون والدين على قيد الحياة".

وتشير التقديرات إلى وجود نحو 20 ألف طفل يتيم على الأقل، أي ما يوازي 1% من إجمالي عدد النازحين من قطاع غزة، حسب تصريحات منظمة "يونيسيف".

ووفق تقرير لصحيفة "تليغراف" البريطانية، فإن الحرب تسببت في امتلاء أروقة المستشفيات ومخيمات النازحين بالأيتام، وهو ما يعتبر سابقة من نوعها، أن يتيتم هذا العدد الكبير من الأطفال في فترة قصيرة.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لطفله من غزة، أصبحت هي من تقوم بدور الأم، بعد استشهاد والدتها.

الطفلة التي من حقها أن تلعب وتلهو، مثل بقية الأطفال، تظهر وهي تحمل أخيها الصغير بإحدى يديها، في وقت تقوم بطهي الطعام باليد الأخرى، وسط مراقبة من باقي الأطفال، الذي يعتقد أنهم إخواتها أيضا.

مقطع الفيديو أثار شجون رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين استنكروا ما وصل إليه حال أطفال غزة.

وقال الناشطون إن أطفال غزة كبروا قبل الأوان، وتحملوا مسؤولية كالجبل.

من جانبها، تقول الطبيبة النفسية في منظمة "أطباء بلا حدود" أودري ماكموان، إن "صك التعريف الجديد، في إشارة إلى (WCNSF)، أمر مرعب، وصادم، ومخز لنا جميعا، وهو بمثابة جرح معنوي للإنسانية".

فيما يقول مدير الاتصالات في "يونيسيف" بفلسطين جوناثان كريكس، إن الأطفال بشكل عام يعانون من حالات الصدمة الشديدة، ويتجلى ذلك أوقات القصف، ولكن أوضاع الأيتام في شمال ووسط القطاع أسوأ بكثير.

ويمكن أن يصبح أيتام الحرب رمزًا للصراع، مما يرسم الروايات التاريخية، ويمكن أن يشوهها في بعض الأحيان.

على سبيل المثال، تشير التقديرات إلى أن الحرب ضد الأرمن، في عام 1915، تسببت في تيتم ما يصل إلى 200 ألف طفل، وهو الأمر الذي لا يزال سببا في توتر العلاقات مع الأتراك حتى يومنا هذا.

في السياق ذاته، يصف المحاضر بالعلاقات الدولية والسياسية بجامعة بريستول فيليبو ديونيجي، الحرب في غزة بأنها "غير مسبوقة"، وأنها لا تقارن بأي صراع آخر في العصر الحديث.

ويضيف أن ما يزيد من صعوبة أزمة هؤلاء الأطفال، هو انعدام الخدمات التي من شأنها تحسين أوضاعهم، فهم في حاجة لرعاية ودعم خاص لتجاوز الصدمة.

وعلى سبيل المثال، صعوبة التبني خلال الفترة القصيرة المقبلة في ظل الأعداد الكبيرة، وضياع الأوراق الرسمية.

كما ستزداد المسألة تعقيدا في حالة خروج أيتام غزة من القطاع كلاجئين وهو الأمر الذي قد يمثل تهديدا أمنيا.

فيما تشير ماكموان إلى مأساة أكبر، تخص الأطفال الذين فقدوا آباءهم وأطرافهم قائلة إنه إضافة إلى صدمة الحرب والفقد، يتعلمون التعايش مع الإعاقة.

بينما يحذر استشاري الأعصاب في إمبريال كوليدج لندن رمزي ناصر، من خطورة ذلك على صحتهم النفسية والعقلية.

ووفرت "يونيسيف" الرعاية المطلوبة لنحو 40 ألف طفل و10 آلاف من القائمين على رعايتهم منذ بدء الحرب، ولكن باعتقاد ماكموان أن ذلك لا يشكل سوى نقطة في بحر الرعاية المطلوبة خاصة أن ما يعانيه أطفال القطاع سيكون له تأثير يمتد مدى الحياة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

طفلة حرب غزة إسرائيل استشهاد أيتام أطفال غزة