كاتب إسرائيلي يرجح قرارا من مجلس الأمن بإقامة دولة فلسطين

الاثنين 19 فبراير 2024 06:36 ص

قال الكاتب الإسرائيلي تسفي بارئيل إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخسر مسار التطبيع ومستعد للمخاطرة باتفاقات السلام الحالية، بينما سيتزايد الدعم الدولي لإقامة الدولة الفلسطينية إلى أن يتحول إلى قرار ملزم من مجلس الأمن.

بارئيل تابع، في تحليل بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية (Haaretz) ترجمه "الخليج الجديد": "بينما يتعب المجتمع الدولي من انتظار انتهاء حرب غزة، بدأ عدد متزايد من الدول في تأييد إقامة دولة فلسطينية".

ولفت إلى قول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مؤتمر ميونخ للأمن مؤخرا إن "كل دولة عربية تريد الآن بصدق دمج إسرائيل في المنطقة لتطبيع العلاقات وتقديم الالتزامات والضمانات الأمنية حتى تشعر إسرائيل بمزيد من الأمان".

وأضاف بارئيل أن "رؤية الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي عبَّر عنها بلينكن، مشروطة بإقامة دولة فلسطينية، لكنها تجد آذانا صماء في إسرائيل؛ بسبب الثمن السياسي الباهظ المرتبط بها".

وبيَّن أن "الحرب في غزة، والتهديد بهجوم واسع على رفح، وتقييد دخول المصلين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المقبل، والقيود على شحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة، كلها توضح أن المسار المفضل لحكومة نتنياهو ليس التطبيع، بل إنها مستعدة لتعريض اتفاقيات السلام القائمة مع دول عربية للخطر".

افتراض كاذب

و"لم توفر اتفاقيات إبراهيم لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب في عام 2020، بوساطة أمريكية، أساسا واقعيا لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولم يكن من الممكن أن تكون بمثابة أساس للسلام الشامل بين إسرائيل وجميع الدول العربية"، بحسب بارئيل.

وأردف: "والأهم أن اتفاقيات التطبيع هذه أعطت إسرائيل المبرر النهائي للتوقف عن الانخراط في القضية الفلسطينية، وافترضت أنها دليل على أنه يمكن الحصول على اتفاقيات سلام دون حل المشكلة الفلسطينية أو الانسحاب من الأراضي المحتلة أو إزالة المستوطنات أو حتى الانسحاب من مرتفعات الجولان، وهو ما تتضمنه مبادرة السلام العربية".

وشدد على أن "هذا الافتراض الكاذب دمرته الحرب الحالية في غزة، والتي تتطلب من إسرائيل أن تقدم إجابات على المطالب الملموسة التي فرضتها هذه المرة الولايات المتحدة وأعقبتها الدول الأوروبية".

ويأمل نتنياهو في البقاء في منصبه بعد الحرب، بل والنجاة من محاكمة يخضع لها بتهم فساد، وذلك عبر تحقيق أهدافه المعلنة من الحرب، لاسيما استعادة الأسرى الإسرائيليين، وتدمير القدرات العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

موقف السعودية

بارئيل قال إنه "أصبح واضحا لواشنطن أن "اليوم التالي للحرب" لا يظهر في التقويم الإسرائيلي، لذا اضطرت إلى وضع خطة عمل استراتيجية خاصة بها ومحاولة إملاءها على نتنياهو".

واعتبر أن "نجاح هذه المبادرة الدبلوماسية يعتمد على استعداد السلطة الفلسطينية "المعاد تنشيطها" لتحمل المسؤولية عن إدارة غزة أو على الأقل شؤونها المدنية، وعلى استعداد إسرائيل للسماح للسلطة الفلسطينية بالعمل كإدارة مدنية في غزة".

ولفت إلى أن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس فرض شرطا أساسيا لعودته إلى غزة، وهو الاعتراف بالدولة الفلسطينية أو على الأقل اتخاذ خطوات جوهرية لا رجعة فيها نحو إقامتها، مثل عقد مؤتمر دولي".

واستطرد: "ويتمسك عباس بتوفير ضمانات دولية وجدول زمني محدد ينهي الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين ويقيم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967".

و"هذا هو الآن موقف السعودية المتصلب، والذي حل محل موقفها قبل الحرب، عندما بدا أن محادثات التطبيع على وشك أن تؤتي ثمارها، وكانت ستكتفي بخطوات لتحسين الأوضاع المعيشية للفلسطينيين"، كما زاد بارئيل.

والأحد، قال نتنياهو إن تل أبيب ترفض الإملاءات الدولية وإقامة دولة فلسطينية من جانب.

لكن بارئيل رجح أن "حملة الدعم الأمريكي والبريطاني والفرنسي لإقامة الدولة الفلسطينية ستستمر في اكتساب المزيد من الزخم إلى أن تتحول إلى قرار ملزم من مجلس الأمن الدولي، ما دامت إسرائيل ليس لديها خطة عمل سوى الخطابة الفارغة".

المصدر | تسفي بارئيل /هآرتس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حرب غزة دولة فلسطينية نتنياهو بايدن عباس السعودية

معضلة نتنياهو بغزة.. شراء مزيد من الوقت على أمل تدمير حماس

لماذا تريد إسرائيل تطبيع السعودية؟.. هدفان لا يبشران بسلام