واشنطن بوست: إيران طلبت سرا من وكلائها عدم استفزاز أمريكا

الاثنين 19 فبراير 2024 11:45 ص

 قالت مصادر لبنانية وعراقية مطلعة إن إيران لا ترغب في اندلاع حرب إقليمية واسعة؛ ولذلك طلبت "سرا" من الجماعات المسلحة الموالية لها عدم استفزاز الولايات المتحدة ووقف استهداف قواتها، وفقا لصحيفة "ذا واشنطن بوست" الأمريكية (The Washington Post).

وأضافت المصادر، لم تكشف الصحيفة عن هويتها في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "عندما شنت القوات الأمريكية ضربات في 2 فبراير/ شباط الجاري ضد الجماعات المدعومة من إيران في اليمن وسوريا والعراق، حذرت طهران علنا من أن جيشها مستعد للرد على أي تهديد. ولكن في السر، يحث كبار القادة الإيرانيين على توخي الحذر".

و"للتأكيد على التوجيه الجديد (وقف التصعيد ضد القوات الأمريكية)، أرسلت إيران قادة عسكريين ودبلوماسيين في جميع أنحاء المنطقة للقاء المسؤولين المحليين وأعضاء الميليشيات"، بحسب ما نقلته الصحيفة.

وأضافت أن "مسؤولين إيرانيين التقوا بأعضاء من "حزب الله" بلبنان في وقت سابق من الشهر الجاري، وكانت رسالة طهران للجماعة: لا نريد إعطاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي ذريعة لشن حرب أوسع على لبنان أو في أي مكان آخر".

وقال المسؤولون الإيرانيون لقادة "حزب الله" إن "محور المقاومة ينتصر". لكنهم حذروا من أن هذه المكاسب قد تضيع إذا فتحت إسرائيل جبهة أخرى في لبنان، بحسب الصحيفة.

وكشف عضو بـ"حزب الله" عن ملخص الرسالة الإيرانية للجماعة وهي أن "نتنياهو محصور في الزاوية الآن. دعونا لا نعطيه مخرجا لشن شن حرب أوسع نطاقا، لأن ذلك سيجعله منتصرا".

وتضامنا مع غزة، التي تتعرض منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي، شنت جماعات موالية لإيران في دول عربية هجمات ضد أهداف إسرائيلية و/أو أمريكية، ما ردت عليه تل أبيب وواشنطن بهجمات خلَّفت قتلى، بينهم قادة في هذه الجماعات.

الانسحاب الأمريكي

و"في العراق، كانت الرسالة مختلفة، إذ قال المسؤولون الإيرانيون إن تجدد الصراع في البلاد يهدد بإضعاف الزخم وراء محادثات الانسحاب العسكري الأمريكي من البلاد"، وفقا للصحيفة.

وقال مسؤول عراقي له علاقات وثيقة مع القوات المدعومة من إيران إن "إيران تبذل قصارى جهدها لمنع توسع الحرب ووصول التصعيد إلى نقطة اللاعودة".

وتابعت الصحيفة أنه "بعد أيام من إعلان "كتائب حزب الله" مسؤوليتها عن هجوم أودى بحياة 3 جنود أمريكيي (في الأردن)، وصل قائد عسكري إيراني إلى بغداد في يناير/ كانون الثاني الماضي، للقاء قادة الجماعة، وضغط عليها فأصدرت بيانا بتعليق هجماتها على الأهداف الأمريكية".

وبحسب المصدر العراقي فإن "زعماء الجماعة لم يكونوا راضين عن التعليق، لكنهم استجابوا لطلب الدولة (إيران) التي قامت بتدريب وتسليح قواتهم".

هدوء غير عادي

واعتبر مسؤولون أمريكيون أن "الرسالة (الإيرانية بوقف التصعيد) ربما يكون لها بعض التأثير". ولم تهاجم الجماعات المدعومة من إيران في العراق وسوريا القوات الأمريكية منذ أكثر من 13 يوما، وهو "هدوء غير عادي منذ بدء الحرب في غزة"، كما أضافت الصحيفة.

 وقال مسؤول أمريكي: "ربما أدركت إيران أنها لا تخدم مصالحها من خلال السماح لوكلائها بقدرة غير مقيدة على مهاجمة القوات الأمريكية وقوات التحالف (الدولي لمحاربة "تنظيم الدولة" في الجارتين العراق وسوريا)".

الصحيفة اعتبرت أن "إدارة الرئيس الأمريكي جو بادين اتخذت نهجا حذرا مماثلا مع طهران، فقد استهدفت القوات الأمريكية وكلاء إيران في العراق وسوريا، لكنها لم تضرب الداخل الإيراني".

وأردفت أنه "على الرغم من أن إيران تمولها وتدربها، إلا أن المجموعات الموالية لها تعمل بشكل مستقل وخارج جهاز الأمن الرسمي في طهران، وهو ترتيب سمح بتعزيز أهداف السياسة الإيرانية مع عزل طهران عن المسؤولية المباشرة والانتقام المحتمل".

و"قد أججت الحرب الوحشية، التي شنتها إسرائيل في غزة، الصراع بين الولايات المتحدة والقوات التابعة لإيران على جبهات متعددة، ومع عدم وجود وقف لإطلاق النار في الأفق، فإن إيران يمكن أن تواجه الاختبار الأكثر أهمية حتى الآن لقدرتها على ممارسة نفوذها على الميليشيات المتحالفة معها"، بحسب تقدير الصحيفة.

المصدر | واشنطن بوست-  ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران أمريكا حزب الله قوات أمريكية حرب إقليمية حرب غزة

الطاقة الذرية: تخصيب اليورانيوم في إيران يلامس صنع الأسلحة النووية