اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، بالاحتجاج والغضب بين نشطاء أقباط وذلك عقب لقاء البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية بالملك «سلمان» دون أن يحمل صليبه معه كالمعتاد.
وتحت وسم «#فين_صليبك_ياقداستك»، غرد النشطاء الأقباط بين الاحتجاج والغضب والرد على التبرير بعدم حمل «تواضروس» للصليب وفقا للبروتوكول.
وتبادل النشطاء صورا لـ«تواضروس» في لقاءات جمعته بعدد من المسؤولين أبرزهم الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» ووزراء مصريين وهو يحمل الصليب للرد على أنه ترك الصليب في لقاء «سلمان» وفقا للبروتوكول.
كتب «فادي يوسف»، مؤسس «ائتلاف أقباط مصر»، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» قائلا: «محبتي كبيرة لقداسة البابا تواضروس وهو يعلم ذلك ولكن لقاءه الوطني بملك السعودية بدون الصليب المعتاد حمله فى يده ليس مألوفا لدي وأعتقد لدى العديد من الأقباط».
وأضاف «يوسف» أن «الصليب هو فخر واعتزاز لكل المسيحيين»، مؤكدا «أتمنى أن يقبل قداسته مني تلك الكلمات بأبوته المعتادة ومحبته الكبيرة وثقتي أنه يعلم أني بعيد كل البعد عن المزايدة بل بكل محبة واحترام قدمت رؤيتي للمشهد دون الصليب».
من جانبه قال الناشط والصحفي «ريمون فرينسيس»: «حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح».
وعلق الناشط «مينا منسي»: «على فكرة الصورة اللي ظهر فيها البابا من غير الصليب فوتو شوب، لا مش فوتوشوب وبلاش عرعرة ع المسا.. يبقى أكيد أجبروه يسيب الصليب برة لدواع أمنية، ليه هو البابا مخبي في الصليب ذخيرة حية؟!.. لا طبعا بس خافوا أحسن حد يستخدم الصليب ويضرب الملك سلمان على دماغه، يعني خافوا على سلمان من الصليب ومش خايفين عليه من العصاية الزان اللي كانت في إيد البابا؟!! دي هبدة واحدة منها تودي دماغ سلمان السعودية».
وأضاف «مينا» في حوار تخيلي مع من يبرر الصورة، «يبقى أكيد الصورة ملعوب فيها، والله في سماه ما في حد ملعوب فيه غيرك.. على فكرة بقى لو على الصليب هدوم البابا عليها صلبان، مهي مش هتوصل للقلع يعني.. مش كفاية عواد قلع لهم سلبوتة؟!»
وقال الناشط «نبيل غبرائيل» إن «زيارة قداسة البابا لملك السعودية في مقره بفندق الفورسيزون وبدون وجود الصليب في ايده.. ده كله شأن خاص بالسياسة أو المواطنة.. ويدل على أن الحاشية حول البابا التي تتبع النظام.. تمكنت من التأثير عليه، بعكس قداسة البابا شنودة.. عندما كان يصل لطريق مسدود مع النظام.. يرفع صلواته للسماء».
وتابع: «أكبر دليل عن حرية العقيدة في مصر والمساواة.. اللي السيسي بيقولها في العيد وبيصدقها الناس إن ملك السعودية هو اللي راح لشيخ الأزهر إنما بابا الأقباط اللي أكبر رؤساء وملوك الدول بتروح تزوره في الكاتدرائية.. ترك صليبه من إيده.. وراح الفورسيزون عشان ملك الوهابية».
وعلق «عماد توماس» قائلا: «أين صليبك يا بابا؟.. هل تخليت عنه؟»، فيما علق أخر «ما هو هدف الزيارة الغريبة دي ؟ لا يوجد أي موضوعات مشتركة بين الكنيسة وملك السعودية، ولو كانت للترحيب كان ممكن قداسة البابا يستقبله في المطار وخلاص، أخشى أن يكون هناك ترجمة معينة لهذه الزيارة الغريبة، ولا بد من إعلان ما تطرق له الحوار في هذه الزيارة وهذا حقنا».
وكان العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز»، استقبل الجمعة الماضية، في مقر إقامته في القاهرة، البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في أول لقاء بينهما.
يذكر أن المركز الإعلامي القبطي الأرثوذكسي قال في بيان له، إنها المرة الأولى التي يلتقي فيها عاهل سعودي ببابا للكنيسة القبطية.
وأشار إلى أن العاهل السعودي الراحل الملك «عبد الله بن عبد العزيز» قد التقى ببابا الفاتيكان السابق بندكت السادس عشر في عام 2007.
وحضر اللقاء مجموعة من الوزراء السعوديين بينهم، وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ «صالح آل الشيخ»، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور«مساعد العيبان»، ووزير المالية الدكتور«إبراهيم العساف»، ووزير التجارة والصناعة الدكتور «توفيق بن فوزان»، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور «عصام سعيد»، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور «عادل الطريفي»، ووزير الخارجية «عادل الجبير»، وسفير السعودية في مصر «أحمد قطان».
