خالفت استشارية طب الأطفال والأمراض الوراثية في صحة جدة الدكتورة «نجلاء غفاري» إحصائية (نشرت الأسبوع الماضي) اعتبرت القطيف الأعلى عالميا في معدل الإصابة بالأمراض الوراثية بنسبة طفل واحد مقابل 700 طفل، حيث أكدت لصحيفة «عكاظ» أن جدة سجلت العام الماضي (1436) نسبة 7 أطفال مصابين مقابل 100 طفل (ما يعني 49 طفلا مقابل 700 طفل، أو معدل 700 طفل مقابل 10 آلاف طفل)، في وقت لم تتعد النسبة العالمية معدل طفل واحد مقابل 10 آلاف طفل.

وكانت استشارية الأمراض الوراثية بمستشفى القطيف المركزي الدكتورة «روضة سنبل» أكدت للعام الثاني على التوالي أن القطيف تعد الأعلى عالميا في نسبة الإصابة بالأمراض الوراثية، لكن غفاري وضعت أمس إحصائية رسمية تؤكد أن مستشفى النساء والأطفال والولادة في المساعدية سجل العام الماضي 106 أطفال مصابين بأمراض وراثية من بين 6036 ألف حالة ولادة تمت في المستشفى، فيما استقبل من الخارج 300 إصابة.

واعتبرت أن «الحاجة ماسة لاستصدار قرار رسمي وقانوني يمنع زواج المصابين بالأمراض الوراثية، وهو ما يعد تصعيدا للواقع حاليا الذي يقتصر على المشورة من خلال مشروع فحص ما قبل الزواج إذ لا يعد إلزاميا بمنع الزيجات».

وقالت «غفاري» «يجب اختراق العادات والتقاليد في مثل هذه الحالات، والمجتمع في حاجة إلى زيادة وعي في الأمراض الوراثية وطرق تشخيصها والإرشاد الوراثي المناسب لكل حالة، ومعظم الأمراض الوراثية ناتجة من زواج الأقارب، لأن الجين في هذه الحالة يكون متنحيا».

كما دعت إلى زيادة وعي الطلاب في المدارس بخطورة هذه الأمراض، وتأهيل كوادر بشرية متخصصة في هذا المجال، لأن أكثر الطلاب في مدارسنا لا يعرفون حجم المشكلة وبالتالي تجد القليل منهم يتخصص مستقبلا في الأمراض الوراثية، والواقع أن معظم أطباء الأمراض الوراثية لـ «التقاعد» ولابد من تأهيل كوادر.

وبينت أن وزارة الصحة أوشكت أن تطلق قاعدة بيانات معلوماتية موحدة لتسجيل جميع الحالات المصابة، وتضم جميع الجهات الطبية والمستشفيات الحكومية والأهلية والعسكرية.

ودعت إلى التشخيص أثناء الحمل، «وبالتالي تكون هناك فرصة لتفادي ولادة الطفل المريض الذي يتوجب معه المعاناة داخل الأسرة والتكلفة الاقتصادية العالية في العلاج، وبالتوعية في التشخيص المبكر وذلك عبر البرنامج الوطني للتشخيص المبكر للأمراض الوراثية».