دعت وزارة الشؤون الدينية في تونس إلى مراجعة جميع المصاحف الموجودة في البلاد، مشيرة إلى أنها اكتشفت وجود «أخطاء فادحة» في أحد المصاحف تتمثل في غياب 15 سورة؛ وهو ما اعتبره بعض النشطاء محاولة لـ«تحريف القرآن» وضمن «الحرب على الإسلام» في البلاد.
وأصدرت الوزارة بيانا، اليوم الأربعاء، أشارت فيه إلى وجود «مصحف معروض للبيع، ويتمّ تداوله بين المُواطنين، برواية قالون عن نافع المدني، مطبوع بتونس من طرف دار العلماء، طبعات عدّة، ومُتحصّل على ترخيص سنة 2005، يتضمّن أخطاء فادحة تتمثّل أساسا في سوء ترتيب صفحاته في مواضع عدّة، ونقص 15 سورة (من سورة الحشر إلى سورة الإنسان)»، حسب صحيفة «القدس العربي» اللندنية.
ودعت الوزارة الكتبيّين (المكتبات) إلى «الامتناع عن بيعه»، كما دعت الدّار النّاشرة إلى «المُبادرة بجمع النّسخ المتوفّرة بالمكتبات وإعادة مراجعتها».
ودعا البيان الوعّاظ المحلّيين والأئمّة إلى «تفقّد المصاحف الموجودة بمكتبات الجوامع والمساجد والكتاتيب ومقرّات الجمعيّات القرآنيّة وتسليم المصحف المُشار إليه أعلاه، إن وُجد، إلى الإدارة الجهويّة للشؤون الدّينيّة».
وكان وزير الشؤون الدينية في تونس، «محمد خليل»، كشف خلال ندوة حول «المسجد ومقاومة الإرهاب» في مدينة المنستير (شرق) عن وجود طبعة «منقوصة» لأحد المصاحف، مؤكدا على أهمية دور المساجد في «إعادة بناء العلاقة بين المسلم والقرآن الكريم والقيم والأخلاق».
وأثار الموضوع ردود فعل متفاوتة لنشطاء المواقع الاجتماعية، حيث طالب أحد مستخدمي موقع «فيسبوك» ويدعى «خالد» بمراقبة وزارة الشؤون الدينية جميع المصاحف الموجودة في البلاد والتصديق عليها بختم خاص يؤكد خلوها من الخطأ أو التحريف.
ورأى أن الأمر يدخل في إطار «الحرب المستعرة على الله والرسول (محمد صلي الله عليه وسلم)»، مضيفاً: «حتى المصاحف حرّفوها!».
يذكر أن عدد من المثقفين انتقدوا تصريحات لوزير الشؤون الدينية اتهم فيها المثقفين في بلاده بتجاهل قراءة القرآن، إلا أن الوزير أكد أنه حاول «توصيف الواقع»، مشيراً إلى أن تصريحاته تدخل في إطار الدعوة لحفظ القرآن.
