مسؤول مصري: «فرعون» جاء من منطقة عسير في السعودية

الجمعة 22 أبريل 2016 11:04 ص

قدم مسؤول مصري كبير في قطاع الآثار بحثاً مثيراً للجدل اعتبر فيه أن «فرعون»، المذكور في القرآن الكريم، لم يكن في حقيقة الأمر مصرياً، بل كان عربياً من منطقة «عسير»، التي تقع حالياً جنوب غربي السعودية، معتبراً أن المصريين أبرياء من القسوة ضد «بني إسرائيل»، التي تم ربطها بالفراعنة.

البحث أعده الدكتور «مصطفى وزيري»، مدير عام آثار الأقصر (محافظة جنوبي مصر)، ليعرضه في محاضرة على عدد من الطلاب الأجانب القادمين لمصر خلال الأسبوع المقبل.

وقام باستقاء معلوماته من استقرائه لقصة «فرعون» في القرآن الكريم مع ربطها ببعض المعلومات المعروفة عن تاريخ مصر القديم.

وزيري عرض في حوار مطول مع صحيفة «اليوم السابع» المصرية (خاصة) تفاصيل رؤيته، مقدماً ما اعتبره «17 دليلاً»، بعضها من القرآن، على أن «فرعون» ليس مصرياً، ولكنه من الهكسوس الذين وصفهم بأنهم أعراب رعاة احتلوا مناطق من مصر في بعض الأزمنة.

والخلاصة الثانية المدهشة التي حاول التدليل عليها كانت أن «فرعون» ليس لقباً لحاكم مصر، ولكنه كان اسماً لشخص يُدعى «فرعون»، وأنه نتيجة لجبروت هذا الحاكم تحول اسمه إلى لقب لكل الملوك المصريين، مثلما تحول اسم «قيصر» إلى لقب لحكام الرومان.

وأشار إلى أن اسم «فرعون» مشتق إما من اسم البلدة العربية التي جاء منها وتدعى «فاران»، أو من اسم قبيلة «فر عا» الموجودة حالياً في عسير؛ فهو اسم علم لرجل من الرعاة الأعراب الهكسوس الذين استولوا على جزء من مصر لفترة زمنية طويلة قبل أن يطردهم أحمس (أحد ملوك مصر القديمة).

وأضاف «وزيري» في حديثه أن وصف القدماء المصريين بالفراعنة من الأخطاء الشائعة في التاريخ التي نشرها، وروّج لها البعض؛ كي يلصقوا بالمصريين «تهماً باطلة».

17 دليلاً

وأوردت الورقة 17 سبباً ودليلاً تؤكد الخلاصات التي توصل إليها، ومنها أن كلمة «فرعون» لم تأت معرّفة في القرآن مثل كلمة الملك أو الأمير وغيرها؛ وهو ما يدل على أنها اسم علم، وليست صفة، كما أن الاسم لم يأتِ بصيغة الجمع أبداً؛ لأن أسماء الأعلام لا تجمع.

وأضاف أن اسم فرعون جاء مصحوباً في القرآن بياء النداء «يا فرعون»، وهي تأتي مع الأعلام مثل «يا أحمد»، ولو كان هذا الاسم لقباً أو صفة لكانت جاءت «يا أيها الفرعون».

كما استشهد المسؤول المصري بآية «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إلى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّى رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ» (الزخرف/الآية 46)، فهنا ارتبط اسم «فرعون» بعلم قبله هو النبي موسى، عليه السلام.

وقال في حديثه إن القرآن الكريم يثبت لنا ذلك فى آيتين من سورة التحريم.

الأولى هي الآية رقم 10 التي تقول: «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ» (الآية )؛ فهنا تم تعريف الزوجة باسم العلم وهو اسم زوجها، وبالنسبة لامرأة «فرعون»، أيضاً، تم تعريفها باسم زوجها.

والثانية هي الآية رقم 11 التي تقول: «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِى عِندَكَ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ»× فهنا يتضح لنا أن الله في كتابه العزيز كما عرّف النبيين«نوح» و«لوط»، عليهما السلام، باسميهما عرّف كذلك «فرعون» باسمه، وليس لقبه.

واستشهد بآية أخرى تقول: «وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أن يَقُولَ رَبِّي اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ» (غافر/الآية 28)، مضيفاً: «يُعتقد أن هذا الرجل هو سمعان بن إسحاق كما جاء بتفسير الألوسي، وفي تفسير الثعلبي يقول إن هذا الرجل هو حزقيل بن صبورة، وهذه الأسماء ليس لها أي علاقة بالأسماء المصرية القديمة مثل (سن نجم – سن نفر- رخ مى رع)».

وذكر أيضاً أن اسم «فرعون» جاء كاسم علم خالص في عشرات المواضع في التوراة مثل «فرعون ملك مصر»، وهي توضح أن «فرعون» هو الاسم، وملك مصر هي الصفة أو اللقب.

  كلمات مفتاحية

السعودية مصر عسير فرعون بنو إسرائيل مصطفى وزيري مدير عام آثار الأقصر