استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أمريكا والعالم في خدمة إيران وإسرائيل!

الثلاثاء 30 سبتمبر 2014 01:09 ص

أي نظرة مجملة وتحليل متأن للفوضى والخراب السياسي والسيادي الذي يحدث في المنطقة العربية تقود إلى ذات النتيجة: المشروع الإيراني يزداد توسعا ورسوخاً، والمشروع الإسرائيلي يتعمق احتلالا واستيطاناً، وذلك كله على حساب العرب دولا، وشعوبا، وقضايا، وسيادات.

اليوم تقود الولايات المتحدة حربا عريضة وقائمة على تحالف عالمي ربما كان الأوسع والأكبر منذ الحرب العالمية الثانية ضد عدو تافه اسمه داعش. وتنخرط في هذه الحرب معظم الدول العربية بعضها بحماس. وبعضها بتردد. وبعضها الآخر شبه مرغم إذ لا خيار آخر، المستفيد الأول والأكبر من هذه الحرب هو إيران، والتي يبدو وكأن العالم كله وبقيادة أوباما نفسه ينفذ لها أجندتها الإقليمية ويطهر لها مساحات النفوذ ويهيئ لها الأرض كي تتمدد بسهولة، كل انتصار على داعش تحققه أمريكا وحلفها سوف يفتح مدى جديدا للنفوذ الإيراني الذي يمتد هلاله فوق العراق وسوريا ولبنان، ويبتلعها كلها ويتوقف عند الحدود الإسرائيلية ويحترمها!

داعش. واستباقاً لأي سوء فهم أو مظنة بأن هذه السطور تدافع عنه بأي شكل من الأشكال، جماعة ظلامية وإرهابية وتستحق أن تُدار ضدها كل الحروب، ما قامت وتقوم به من جرائم لم يدمر سوى العرب والمسلمين وبلدانهم، ولم يجر عليهم سوى المصائب والويلات، إنها الجماعة التي يلتقي فيها الفكر الماضوي المنغلق مع إخفاقات الحاضر واستبداداته وإفرازاته. وتسلط التفسيرات المتطرفة للنص والسياق التاريخي والسياسي معاً.

داعش هي عمليا وتاريخيا إفراز تحالف الاستبداد الداخلي في البلدان العربية والإسلامية مع الاستغلال القاتل للنص الديني سواء من قبل الحكومات أو التنظيمات. وذلك كله تحت مظلة التدخلات الخارجية التي لم تتوقف في المنطقة وعمقت من تطرف جماعاتها المتطرفة ودفعت بها إلى مربعات قصوى من التعصب. معطوفاً على ذلك بهارات قادمة من الخارج هي النواتج لفشل عملية إدماج الجيل الثاني والثالث من المهاجرين المسلمين في الغرب. وليس هناك من لكن هنا بحق هذه الجماعة وتفاهاتها. اللاكن هي بحق التدخل الأمريكي والغربي الذي يفشل في التوقيت وفي التدخل ضد الطرف المناسب في الوقت المناسب، هذا التدخل بل وأقل منه بكثير كان سيحسم كل المعركة التي دارت في سوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف. وكان سيوفر دماء وحياة مئات الألوف من الأبرياء. وكان سيقطع الطريق على بروز داعش وأخواتها وكل ما هو قريب منها.

كانت ثورة السوريين السلمية والراقية والبطولية تتصلب في التمسك بسلميتها في حين تعاظم بطش النظام الأسدي بها لدفعها نحو الهاوية. وقفت الولايات المتحدة ودول عربية كثيرة تراقب تردي تلك الثورة. وفتك النظام بها. وتدخل إيران الفج والوقح لمناصرة النظام وقمع الثورة. واستمرت القصة المعروفة تفاصيلها إلى أن وصلت درجة بروز الجماعات المسلحة التي عسكرت الثورة وفتحت بوابات سوريا لكل من هب ودب من متطرفي العالم. المسؤول الأول عن تدهور تلك الثورة وعدم نجاحها هو الدول العربية المحيطة والغرب بمجمله. والطرفان هما المسؤولان عن نشوء داعش واستقوائها وتوسع سيطرتها.

الأسئلة التي تزدحم بها عقول الملايين من عرب المنطقة لا تجد أجوبة عليها. والخشية كلها أنها ستواصل الضغط على عقول أصحابها حتى تصل إلى درجة الانفجار. وعلى رأس تلك الأسئلة: لماذا أعرض أوباما وأمريكا ومن ورائهم الغرب كله عن حرب إرهاب النظام الأسدي وإيقافه عند حده رغم كل المجازر التي قام بها. وترك الشعب السوري ضحية لآلة القتل اليومية. فيما نرى أوباما نفسه وأمريكته وغربه يتملكهم النشاط والقوة والإصرار على خوض حرب ضد داعش وفقط. ويُستثنى من الحرب إرهاب النظام الأسدي وكل الجماعات القادمة من إيران ولبنان والتي تؤيده في إجرامه ضد الشعب السوري؟ لماذا لم يتحرك العالم وعلى رأسه الولايات المتحدة عندما قصف النظام الأسدي شعبه بالأسلحة الكيماوية التي كان يزعم بأنه يدخرها لحربه الإستراتيجية مع إسرائيل. وهي الحرب التي لم تحدث ولن تحدث أبداً؟

 الأجوبة الأسرع نفاذا إلى عقل كل مراقب تتمحور حول مصلحة إسرائيل وأمنها واستقرارها بكون ذلك هو المحرك الأهم في أي سياسة أمريكية وغربية في المنطقة العربية. عوض ضرب النظام الذي ارتكب جريمة حرب بحق الإنسانية بحسب كل الشرائع الدولية. استغلت الولايات المتحدة وإسرائيل خوف النظام من ردة الفعل الدولية وفرضوا عليه نزع سلاحه الكيماوي. وهو الأمر الذي خضع له النظام "الممانع" بكل سرعة واستجابة. مقابل أن يبقى في كرسي الحكم. إلى جانب إسرائيل تقف إيران اليوم في نفس الدرجة لجهة الاستفادة والحصاد الذي تجنيه من وراء السياسة الأمريكية التي تتحالف فيها العنجهية والعنصرية العميقة ضد العرب والفلسطينيين والدعم الأعمى لإسرائيل مع الغباء وقصر النظر الذي نشهده في كل حلقة من حلقات الحروب العمياشنها واشنء التي تطن في المنطقة. في كل دورة من هذه الدورات تقدم هدايا إضافية لإيران.

إذا اقتربنا أكثر لنا أن نقول إن تطور الحالة الداعشية في المنطقة العربية كان وليد حرب غزو العراق سنة 2003. والتي أفرزت نواتج وعمليات سياسية وإستراتيجية لا تسير في ذات الاتجاه. فمن ناحية أولى أسقطت الحرب صدام حسين واستبداده. لكن جاءت بما هو أسوأ منه: استبداد جديد ومن نوع طائفي هذه المرة. ومن ناحية جيو إستراتيجية قدمت الولايات المتحدة التي قادت الحرب مفاجأة ذهبية وخارقة للتوقع إذ قدمت العراق كبلد وحكومة ومنطقة نفوذ هدية على طبق من فضة لإيران. من تلك اللحظة الزمنية الحالكة في التاريخ العربي الحديث والمنطقة تسير من انحدار لآخر. ومن حلقة تجزئة وتفتت إلى أخرى ـ وفوق ذلك كله من جولة توسيع لنفوذ وسيطرة إيران على الجوار الإقليمي إلى أخرى.

إذا صدقت بعض التقارير الصحفية التي نسبت إلى أحد نواب العاصمة الإيرانية في خطبة عصماء قال فيها إن إيران تسيطر الآن على أربع عواصم عربية: بغداد، ودمشق، وسوريا، وصنعاء. فإن ما يحدث الآن من حرب لن ينتج إلا تكريسا للتوسع الإيراني الذي جوهره المشروع الفارسي الذي لا علاقة له بالدين ولا حتى بالشيعة والتشيع.

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

إيران سوريا بشار الأسد الدولة الإسلامية

موقع إسرائيلي: طيار إيراني منشق يهدد باللجوء لـ(إسرائيل)

مسؤول إيراني سابق يقر باتصال بلاده مع (إسرائيل)