استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

كرامة العراق المهدورة

الخميس 5 مايو 2016 06:05 ص

اصطدم النظام الموضوع للعراق بنفسه، فانفجر أولاً من داخله. انفجرت تركيبته التي يُفترض أنها هُندست كمحاصصة بين "المكوّنات".

اكتشف العراقيون أن ذلك التوزيع للسلطة والثروة لا يشكو فحسب من سوء في كيفية التقاسم وأحجامه، ومن غبن يستشعره كل طرف، بل إنه بخلاف ما يدّعي، ليس عادلاً ولا يمكنه أن يكون، لأنه باب للنزاع الدائم على النِسب، الرجراجة بالضرورة، ولكن والأهم لأنه أقصر الطرق للحيلولة دون قيام الدولة كمؤسسة عامة، بكل مستويات هيئاتها وأجهزتها، ولحلّ الموجود منها، ولإطلاق النهب الصريح الذي يستند إلى منطق المحاصصة نفسه، ويعمِّم الفساد.

لا سقف للتنازع على المغانم ولا ضوابط.

وهو أقصر الطرُق لإلغاء "المجتمع".

من يتقاتلون في ما بينهم ليسوا "الشيعة" و "السنة" و "الأكراد".. (فهذه كيانات كلّية لا وجود لها)، بل هم من يتسلطون على الناس فيختزلونهم ويصنعون لأنفسهم صفة تمثيليّة.

هناك ألف وسيلة لذلك، منها تأجيج الاستقطاب المذهبي، والتخويف، وإفقار الناس وحرمانهم ليسهُل استزلامهم عبر توفير الخدمات المفقودة لهم، أي بالزبائنية. ومنها الاستقواء بالخارج، وهو متعدد.

هذا النظام يلغي "حصص" من يمكن استضعافهم، وهم هنا مَن يُعتَبرون "أقليّات" صغيرة، مذهبية ومناطقية وقبلية، تضطر للجوء إلى أجنحة حامية.. هذا نظام حرب أهلية دائمة.

.. وقد انفجر أيضاً من خارجه، من البؤس المتعاظم والعجز والفشل والتسيب على كل المستويات، من الكمّ الهائل من البشر الذين تنبذهم دورة النهب هذه، بينما إعادة توزيع الفتات محدودة بالضرورة. والبائسون ليسوا من مذهب واحد ولا من منطقة بعينها. هم الأغلبية التي لا تجد عملاً، فهذا النمط ليس إنتاجياً بل هو ريعي (حتى في البلدان التي لا نفط فيها، فما بالك بالعراق).. الأغلبية الساحقة محرومة من الخدمات الإنسانية الأساسية: التعليم والصحة والسكن والكهرباء و.. الأمان.

الشعار الذي دوّى في تظاهرات الصيف الفائت، "باسم الدين باگونا (سرقونا) الحرامية"، لا يُنسى.

والإصلاحات لا يمكن أن يكون أساسها التفاوض على ضبط توزيع حصص السلطة والثروة، أو إعادة تعريفها. هذه "قضية" تخص أصحابها الطامعين بالمغانم.

أما قضية العراقيين فتتعلق بإعادة تأسيس بلدهم الذي استباحته ودمرته الديكتاتورية والحروب المهولة المتلاحقة والحصار والاحتلال. ليتمكّن من استعادة مكانته ودوره و.. كرامتهم.

* د. نهلة الشهال كاتبة وناشطة لبنانية. 

المصدر | السفير العربي

  كلمات مفتاحية

العراق السياسة العراقية الفساد المجتمع العراقي التظاهرات الكيانات الكلية الشيعة السنة

زواج متعة آخر بين أمريكا والعراق الجديد

الطبقة السياسية الرثّة في العراق!

دولة العراق أم دولة داعش؟