استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ .. وبياناته

الأحد 8 مايو 2016 05:05 ص

كلف الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ، خاطرَه، وأتعب نفسَه، فأصدر بياناً، الأسبوع الماضي، بشأن المقتلة الجارية في حلب، باسم الاتحاد الذي انتخبَه (أو اختاره على الأصح) أميناً عاماً له في مؤتمره العام في أبوظبي في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. ويحتاج أيٌّ منا أرطالاً من الحماقة، إذا انتظر من الاتحاد المذكور موقفاً أخلاقياً في شأن المذبحة التي يقترفها نظام دمشق بهمّةٍ لا تنقطع.

ليس فقط لأن هذا النظام من المقرّر أن يستضيف اجتماع المكتب الدائم للاتحاد في يونيو/ حزيران المقبل، بل أيضاً لأن البيانات التي صدرت عن المؤتمر العام في أبوظبي، (2 يناير 2016) وقبلها عن مؤتمري المكتب الدائم في طنجة وأبوظبي، ( 12 يوليو 2015)، كانت واضحةً في انحيازها ضد الشعب السوري، عندما لم تجد في محنته سوى "محاربة التطرّف والإرهاب والتكفيريين".

بل جاءت هذه البيانات التي وقّعت عليها التشكيلات العربية الأعضاء (13 تجمعاً قُطرياً) بالغة السفور في تثمينها الثورة المضادة في مصر، و"تصحيح الثورة في تونس (!!)"، وفي صمتها المخزي عن مباذلَ بلا عددٍ في سجون أنظمةٍ عربيةٍ معلومة.  

الطريف في بيان حبيب الصايغ الجديد أنه يُحاول أن يستر عورةً مكشوفة، أو يغطّي خِزياً مفضوحاً، حين يذهب إلى خطابةٍ إنسانيةٍ (هل تجوز إنسانوية؟)، رسوليةٍ، كأن الأم تيريزا هي التي كتبته، إذ يدعو الأطراف المتناحرة في حلب إلى صوت العقل والحكمة، وتغليب مصلحة الشعب السوري وأمنه واستقراره.

ولا يملك قارئ البيان إلا أن يؤيده في أن الضمير الإنساني يأنف أمام هذا القصف المتواصل لمنازل المدنيين ومنشآتهم. وربما يُغالب القارئ نفسُه تعاطفاً واجباً مع الزميل حبيب الصايغ ورفاقه في اتحادهم، إذ تنتابهم "مشاعر الاشمئزاز والغضب البالغيْن جرّاء استهداف الأبرياء وقتلهم".

وبمثل هذا التذاكي، يُمارس الصايغ احتيالاً خائباً، وهو ينسب الجريمة الماثلة في حلب إلى مجهول، كأن أشباحاً ارتكبتها، بتعبير الشاعر زهير أبو شايب، وكذلك وهو يساوي بين العنق والسكين، بتعبير الشاعر نوري الجرّاح. إنه يبرّئ نظام الأسد من أي مسؤوليةٍ عن أي قصفٍ، في حلب وغيرها.

لم يرمِ على الإرهابيين والتكفيريين المسؤولية عن ضرب المستشفيات وقتل الأطباء والممرضين في حلب، مع مدنيين آمنين بلا عدد، في أسواق حلب وحواريها، ربما لشعوره بأنه لو فعل فريةً كبيرةً كهذه، لصار صعباً تمريرُها، فآثر توسّل هذه اللغة العائمة. وكان الأدعى أن يصمت، فلا أحد سيعتب على الصايغ، ولا على الاتحاد المسروق لدى أنظمة الثورات المضادة، لو لم ينطق بشيءٍ عن حلب وشقيقاتها. 

جاء هذا البيان بعد أيامٍ على آخر سبقه، دسّ فيه حبيب الصايغ أنفه في خلافٍ داخلي تم حله في رابطة الكتاب الأردنيين، العضو في الاتحاد العام، وهو خلافٌ أشبه بخراريف المصاطب، غير أن ما بادرت إليه الهيئة الإدارية للرابطة بشأن هذا التجاوز من الصايغ كان طيباً. وفي بيانها الذي أصدرته، وجاء محموداً ويستحق الثناء، وصفت العضو في الرابطة، تيسير النجار، المحتجز في أحد سجون أبوظبي، بأنه "مغيّب قسرياً في دولة الإمارات الشقيقة"، وهذه هي المرة الأولى التي تُشهر فيها الرابطة هذا التوصيف لاعتقال الزميل النجار في مطار أبوظبي منذ 13 ديسمبر/كانون الأول.

وقد بقّ بيانها البحصة، في قوله إن قضية النجار لم تحظ بمتابعة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ولا باهتمامه. والمعلوم أن الأمين العام، حبيب الصايغ، خوطب في هذا الأمر، إلا أن شيئاً لم يُعلن عن جهد جديٍ بذله الاتحاد، في هذه القضية.

وليس المطلوب سوى أن تُصدر سلطات الإمارات إيضاحاً لسبب احتجاز تيسير النجار، وتهمته، بدل هذه التعمية المريبة والمقلقة، منذ أكثر من خمسة أشهر، والمعلوم أنها أمتار فقط بين مكان احتجاز الكاتب والأديب والصحافي عضو الرابطة والاتحاد العام ومكتب الصايغ في أبوظبي، والأدعى أن يلتفت الأخير إلى هذه المسألة، بدل افتعال نصرتِه أهلَ حلب، فهم ليسوا في حاجةٍ إليها منه، ومن اتحاده.

* معن البياري كاتب وصحفي من الأردن رئيس قسم الرأي بـ«العربي الجديد».

  كلمات مفتاحية

الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ رابطة الكتاب الأردنيين الثورة المضادة تيسير النجار زهير أبو شايب مذبحة حلب