استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

صادق خان.. المهاجر الرمز

السبت 14 مايو 2016 05:05 ص

كيف يمكن لمحامٍ مولود لوالدَين من أصول باكستانية ومن طبقة فقيرة، حيث كان والده يعمل سائقاً للحافلات، وأمه تعمل على ماكينة الخياطة، أن يصل إلى منصب عمدة أكبر مدينة أوروبية، وعاصمة للمال والأعمال؟ غير أنّ صادق خان حقّق كل ذلك، ولم يكن خان ينحدر من أسرة أرستقراطية عريقة، ولكن النظام الديمقراطي الذي يعيش في كنفه سمح لشخصٍ شبه مغمور، ومن أصول آسيوية، أن يحكم عاصمة بريطانيا العظمى. وربما لو علم جدّه المنحدر من جبال باكستان بأنّ حفيده قد أصبح عمدة مدينة لندن لتقلّب الرجل في قبره!

والغريب أنّ هذا الإنجاز ليس للرجل فحسب، ولكن لطبقة ناخبة عريضة، أرادت أن تقول إنّ الإنجاز أهم من النسب العريق والسحنة البيضاء أو العيون الزرقاء التي طالما حكمت لندن. ويتزامن هذا الانتخاب مع ارتفاع نبرة عنصرية بغيضة على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، بظهور «دونالد ترامب»، وضمانه لأصوات الناخبين من الطبقة العاملة والطبقة دون الوسطى التي فقدت وظائفها في الأزمة الاقتصادية لعامي 2008- 2009، ولم تستطع أن تستفيد من الازدهار والتعافي الاقتصادي الذي تعيشه الولايات المتحدة في الوقت الحاضر.

وهكذا يتزامن صوت العنصري الذي يريد منع المسلمين من دخول بلاده، مع صوتٍ آخر من العالم القديم يرفض مثل هذا الصوت، ويطالب بمنزلة أخلاقية عليا يتساوى فيها أبناء البشر للوصول إلى المناصب، بغضّ النظر عن أصولهم ودياناتهم ومذاهبهم، وانتماءاتهم العقدية.

ورمزية هذا الانتصار للقيم الأخلاقية، هي حقاً مرحلة مهمة، ليس في تطور بريطانيا السياسي وحسب، ولكن في انتصار روح الإنسان للحرية والمساواة، وإعطاء الفرص المتساوية لفوز الشخص الكفؤ، الذي يَعِد الناس بتحقيق إنجازات في مجال الخدمة العامة.

حيث إنّ عمدة لندن منذ عام 2000، يتمتّع بصلاحيات واسعة في توجيه مجلس إدارة المدينة المكوّن من خمسة وعشرين عضواً، والمسؤول عن الخدمات المدنية، وخدمات الشرطة والأمن والنظافة، وتوفير فرص العمل لمواطني المدينة، ويُشرف على ميزانية سنوية تبلغ أربعة عشر مليار جنيه إسترليني.

وقد تباينت ردود الأفعال لهذا الحدث المهم، فعلى شبكات التواصل الاجتماعي، احتفل الباكستانيون ومعظم العرب بوصول هذا الرجل إلى منصب عمدة المدينة. وهناك عدد بعض من حاول التقليل من هذا الإنجاز، أو من نظروا إليه على أساس أنه سيكون جزءاً من عجلة رأسمالية كبرى تجد في هذا المسلم المهاجر أداة طيّعة لإعطاء وجه مشرق لحقيقة كئيبة.

وقارنوا بين تحقيق مثل هذا الإنجاز وما آل إليه مصير الرئيس أوباما، الذي كانت حصيلة وصوله إلى رئاسة أكبر دولة في العالم مخيبة للآمال بعد أداء سياسي غير مقنع.

من جهته، حاول صادق خان طمأنة سكان مدينة لندن بشتّى انتماءاتهم العرقية والدينية، بأنه يمثّل جميع السكان وليس فقط سكانها من المسلمين. وكان أول عمل قام به بعد تنصيبه هو زيارة معبد يهودي للمشاركة في قدّاس ديني ليشعر الأقلية اليهودية في المدينة بأنه لن يكون عنصرياً أو متحيّزاً ضدهم، برغم ممارسته للعبادات الدينية الإسلامية.

وسيكون التحدي الأكبر هو أداء الرجل لعمله خلال الأعوام الأربعة القادمة في عمادة المدينة. فمعظم السياسيين الغربيين لا يوفون بوعودهم لناخبيهم، والنصف الآخر يعد الناخبين بالسراب. وحين يصلون إلى سدّة السلطة تذهب وعودهم سُدًى وتذروها الرياح.

ويبدو أنّ طريق أي أقلية لتسلّق سلم الهرم الاجتماعي هي التعليم، فالتعليم العالي المتميّز هو السبيل الأنجع لتحقيق النجاح والدخول إلى عالم النخبة. من هنا، فإنّ المسلمين في بريطانيا بحاجة إلى إنشاء جامعة إسلامية حديثة وقوية تنهض بتعليم أبناء الأقلية المسلمة في مختلف صنوف التعليم الحديث.

  كلمات مفتاحية

صادق خان مهاجرون باكستانيون عمدة لندن تعليم الأقليات النظام الديمقراطي أصول آسيوية

في مديح لندن… المدينة الإمبراطورية!

عمدة لندن المسلم والتاريخ الذي طمسناه

عمدة لندن: صيام رمضان سيجعلني أفتقد القهوة كثيرا