صواريخ روسيا لإيران تنذر بسباق جديد للتسلح في المنطقة

الأحد 15 مايو 2016 07:05 ص

رصد تقريرالتسليح الصاروخي الذي قدمته روسيا مؤخرا لإيران، معتبرا أن تحديث القوات المسلحة الإيرانية الذي طال تأجيله يعد نذير سباق جديد للتسلح في المنطقة.

وأفاد التقرير الذي نشرته صحيفة «العربي الجديد» أنه بعد اتمام إيران مؤخرا الاتفاق مع روسيا حول شراء أنظمة الدفاع الصاروخية إس 300،قد يتمكن الإيرانيون، لاحقا، من التفاوض من أجل اتفاق أفضل يمكّنهم من شراء الأحدث من هذه الأنظمة، والمعروف باسم س - 300 ب م و، والقريب من نظام إس ـ 400.

كما سيتم وصول الأنظمة الأربعة التي يطلق عليها أيضاً سرب الطائرات squadron، العام الجاري، بتكلفة إجمالية تقدر ب 800 مليون دولار.

ويمكن للنظام إطلاق النار على أهداف متعدّدة، وأخرى محلّقة، تصل إلى 90000 قدم، ويصل امتداد مدى فعالية راداره إلى حوالي 195 كيلومترا.

وتم التوقيع على اتفاق الدفاع هذا سنة 2007، إلا أن تنفيذه توقف حتى سنة 2010، عندما رفعت الأمم المتحدة العقوبات المفروضة على إيران، وقد تمكّنت إيران من تطوير صواريخ بافار 373 التي تشبه، إلى حد كبير، صواريخ نظام س ـ 300. وكان من المقرّر أن يستعمل أداة للتهديد والردع من القوات الإيرانية بحلول سنة 2017.

ومثل شبيهه الأصلي، فإن النسخة الإيرانية من الصاروخ قادرة على استهداف القذائف والصواريخ التكتيكية وكذلك الطائرات.

وقبل العقوبات المفروضة من الأمم المتحدة، كان آخر تحديث عسكري جاد قامت به إيران هو شراء دبابات ت ـ 72، وطائرات ميغ ـ 29 المقاتلة، وغواصتين من مزوّدها المفضل روسيا.

وبدأت مجموعة شركات ألماز أنتي للصناعات العسكرية في إنتاج أنظمة إس ـ 400، والتي لم يسمح لها بعد بالتصدير، على أن يصبح الصاروخ قابلا لاستعمال طهران، عندما تنتج موسكو أنظمة الصواريخ إس ـ 500، الموجودة حاليا تحت التجريب

وتشمل قائمة طهران الحالية للشراء مقاتلات سوخوي سو30 س. م الحديثة، وغواصات ومجموعة متنوعة من أحدث الطائرات والمروحيات العملية من روسيا.

واعتبر التقرير أنه منذ ثورة 1979، وطهران تفعل كل ما في وسعها لكي تلعب دور الحامي الطلائعي لشيعة العالم الإسلامي، بما في ذلك شيعة الجزيرة العربية. وبما أنها تستمر في تقديم الدعم لأنصارها في العراق وسورية واليمن، فإن مخططات إيران ما بعد العقوبات تبقى مقلقةً لدول الجوار.

ويتوفر أحدث تجريب لأنظمة صواريخ س ـ 300 على حلقةٍ، قد تصل إلى 195 كيلومترا حول حدودها. ولذلك، قد يتمكّن الإيرانيون من ضرب القوات الأمريكية في الخليج بصواريخ شهاب 2 وشهاب 3 أيضا

ثم إن إمكانية السيطرة على الخليج العربي تتمحور على المواقف الأمنية الإيرانية المتعلقة بعرض البحيرة الضحلة، والتي تضيق إلى 200 كيلومتر، وتصل إلى 50 متراً في العمق.

واستخدمت طهران هذا المضيق لمضايقة الجيران والولايات المتحدة على حد سواء. ومنذ مدة، وإلى الآن، اشترت إيران، ووطّنت، وحاولت صنع معدات عسكرية صينية س 801 س 802.

ووقعت السعودية، في العام الماضي، صفقة مع الولايات المتحدة تقدر بـ 5.4 مليارات دولار، من أجل اقتناء 600 من صواريخ باتريوت أخرى مع حاويات، وثمانية من الصواريخ للاختبار، ومجموعات قياس عن بعد، وصواريخ معدّلة التوجيه، وأجهزة كمبيوتر مضادة للصواريخ، ومجموعات تعديل القذائف، وغيرها من الوسائل اللازمة، كما أن السعودية تحاول أن تسبق موعد تسلّم إيران أنظمة صواريخ س 300، وذلك بتحديثها مخزونها الحربي الحالي وتجديده.

وبحسب التقرير فيبدو أن قلق دول الخليج من هذا التطور الجديد في القدرات العسكرية الإيرانية عميق، لا سيما وأن إيران استطاعت، عبر عقود، إعادة تصنيع التكنولوجيا المستوردة، خصوصاً المتعلقة بأجهزة الدفاع

ومن المحتمل جدا أن التدريب والخبرة الروسية بأنظمة س 300 سوف يُستفاد منها لمواصلة تحديث ترسانتها الصاروخية الأصلية، وكذلك لتحديث أنظمة الرادار والتوجيه

وأشار التقرير إلى أنه هذا العام، سوف يتم تدريب نحو 80 متخصصاً إيرانيا في أكاديمية مويسكي الروسية لأبحاث الفضاء العسكرية حول تشغيل صواريخ طويلة المدى، وتفعيل أنظمة الصواريخ.

وعلى الرغم من حداثة قوات دول مجلس التعاون الخليجي وديناميتها وتقدمها، وتدريباتها المتطورة في الحرب الجماعية، وتقاسمها القدرات الدفاعية في المجال الجوي والإنذار المبكر، يظلّ الإيرانيون في معركة عناد، ويتم تعبئة قواتها بمفاهيم القومية والعقيدة الطائفية، وفقا للتقرير

ويدل اكتساب إيران صواريخ أنظمة س-300 س، متبوعة بالطائرات المقاتلة والغواصات، على أن قواتها مُعَزّزة بمعنويات عالية.

ومع نشر طهران صواريخ إس-300 س، تفقد إسرائيل وأمريكا ميزة استراتيجية على الإيرانيين، ويمكن لطائرات الشبح أن تفلت من رادار إس-300 ما لم تحصل طهران على أجهزة مراقبة نطاق سي من الكرملين.

وعلى الرغم من الحفاظ على الخط الساخن مع موسكو، أعربت تل أبيب مراتٍ على عدم الارتياح بشأن نشر أنظمة S-400 على الأراضي السورية.

ولا ترتاح إيران لاحتضان باكستان قوات التحالف التي تقودها السعودية ضد الإرهاب، وأيضا مشاركتها في عاصفة الشمال. ومنذ عام 2002، لم توقع طهران اتفاق دفاع سري مع الهند فحسب، بل إنها أيضا قامت بتمويل مختلف الجماعات الشيعية، ووفرت لها تدريباً عسكرياً باسم الدفاع عن النفس ضد حركة طالبان.

وتتوقع وكالة أنباء سبوتنيك الحكومية الروسية صفقات تجارة أسلحة مستقبلية تبلغ 13 مليار دولار.

وفي الوقت نفسه، من المقرر أن تشكل قوات التحالف الإسلامي التي تقودها السعودية أولوية خاصة من الاهتمام الإيراني، كما إنشاء قاعدة تركية في قطر بحلول العام المقبل.

وللحفاظ على ممرٍّ شحن آمن، سوف تحتاج دول مجلس التعاون الخليجي إلى قوة ردع فعالة إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا المتمركزين هناك بالفعل.

وخلص التقرير إلى أن إيران ودول الخليج يحتاجون إلى آلية لمعالجة قضايا الحرب العرضية والحد من التسلح والأمن الإقليمي، يمكن أن تكون بمثابة نقطة انطلاق نحو نظام مكتمل متعدد الأطراف للخصوم والجيران التاريخيين.

 

  كلمات مفتاحية

إيران روسيا صواريخ باليستية إيرانية الحرس الثوري الإيراني حسن روحاني حزب الله الباكستاني سباق التسلح

سباق روسي أميركي لاستقطاب إيران

روسيا بين «إسرائيل» وإيران

«واشنطن تايمز»: أحلام إمبراطورية.. روسيا وإيران تتحالفان لحكم الشرق الأوسط

العلاقات الإيرانية الروسية تثير الشكوك بشأن دور موسكو في المنطقة

«و. س. جورنال»: كيف أصبحت إيران الطرف الفائز في صراعات الشرق الأوسط؟