«المونيتور»: تركيا تزيد نفوذها في القدس على حساب الأردن

الأحد 22 مايو 2016 10:05 ص

قال تقرير نشره موقع «المونيتور» إن تركيا تزيد نفوذها في القدس المحتلة على حساب تراجع الدور الأردني.

وأضاف الموقع الأمريكي أن «تراجع الأردن عن اتّفاقه مع إسرائيل بتركيب كاميرات تصوير في ساحات المسجد الأقصى في 19 أبريل/بيسان الماضي، لضبط الوضع الأمنيّ في الحرم القدسيّ، شكّل علامة واضحة على تراجع الدور الأردنيّ في القدس، في ضوء الاحتجاجات الفلسطينيّة على هذا الاتّفاق بين عمّان وتلّ أبيب، من دون التشاور معهم، منذ بدأت مباحثات الأردنيين والإسرائيليين في أكتوبر/تشرين الأول 2015 برعاية أمريكية، ولم يكن الفلسطينيون في صورة هذه المباحثات».

وتابع: «في الوقت ذاته يتزايد النشاط التركيّ الخاص بالقدس، وتمثل آخر مشاهده بتنظيم الجمعيات غير الحكومية العربية مهرجان كبير بمدينة اسطنبول التركية يوم 25 أبريل/بيسان، بعنوان «شكرا تركيا» لدورها في حماية المقدسات الإسلامية بالقدس، بحضور قادة فلسطينيين بينهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، وعكرمة صبري مفتي القدس، لدورها في رفع مستوى المساعدات الماليّة والعينيّة للمقدسيّين، والقيام بسلسلة مشاريع خيريّة وتنمويّة في المدينة، تقترب قيمتها التقديرية من عشرات ملايين الدولارات؛ وهو ما قد يشير إلى تناسب عكسيّ للدورين في القدس؛ تقدّم تركيّ وتراجع أردنيّ».

الدعم التركي المتزايد للمدينة المقدسة أشاد به مفتي القدس وخطيب المسجد الأقصى الشيخ، «عكرمة صبري».

وقال «صري»، لـ«المونيتور»، إنّ «الدعم التركيّ للمدينة المقدّسة ساهم في إعمارها في شكل عامّ، وعمل على تخفيف معاناة المقدسيّين عبر تمويل مشاريع إنسانيّة واجتماعيّة».

وأضاف: «ونحن كمقدسيّين نشكر تركيا رئيساً وحكومة وشعباً، على المساعدات المقدّمة إلى المدينة، في ذات الوقت الذي نرى فيه تقصيرا عربيّا واضحا في دعمها، بسبب مشاكلهم الداخليّة وصراعاتهم الدمويّة؛ مّا أدّى إلى إهمالهم المدينة، من دون الحاجة إلى الحديث عن تنافس في النفوذ بين تركيا وغيرها من البلدان العربيّة».

موقع «المونيتور» اعتبر أن « إجراء مقارنة بين كيفيّة استقبال المقدسيّين للمسؤولين الأردنيّين والأتراك حين يزورون مدينتهم تعطي إشارة واضحة إلى زيادة الترحيب المقدسي بالأتراك، وتراجع ترحيبهم بالأردنيّين، وقد يحمل إشارة ضمنية للمكانة الكبيرة التي يكنها المقدسيون لتركيا، بسبب الخدمات التي تقدمها للمدينة المقدسة وأهلها».

 إذ استقبل المقدسيّون بـ«حفاوة بالغة» وزير الشؤون الدينيّة التركيّ، «محمّد غورماز»، الذي زار القدس في 15 مايو/أيار 2015، وجعلوه يخطب في المسجد الأقصى، ويؤمّ المصلّين، فيما كان استقبالهم لقاضي القضاة الأردنيّ، «أحمد هليل» في 22 مايو/أيار 2015 «مهيناً»؛ فمنعوه من إلقاء خطبة الجمعة في المسجد الأقصى، وأداء الصلاة فيه، وحاولوا الاعتداء على الوفد الأردنيّ، الذي ضمّ وزير الأوقاف، «هايل داود»، وأخرجوه من باحة الحرم القدسيّ، حسب الموقع الأمريكي.

وتنخرط بعض المؤسّسات التركيّة في دعم القدس، وتقديم المشاريع الخيريّة للمقدسيّين، مثل «وكالة التعاون والتنسيق التركيّة» (تيكا) الحكومية، و«جمعيّة مشعلة»، و«مؤسّسة قناديل».

وحول ذلك، قال منسّق برنامج فلسطين في وكالة «تيكا»، «بولانت كوكماز» إنّ «المشاريع التي تقدّمها تركيا إلى القدس إنسانيّة وإغاثيّة خلال السنوات السابقة حتى يومنا هذا في 2016، ومنها إنجاز سكن الطالبات في جامعة القدس بتكلفة ١٠ ملايين دولار، وتجهيز أرشيف المحكمة الشرعيّة، وترميم دار العجزة للمسنّين، وتقديم آلاف وجبات السحور والإفطار في شهر رمضان للصائمين، وتزويد مدارس مقدسيّة بالتجهيزات الإلكترونيّة، وترميم البيوت والمحلّات التجاريّة، وزيادة عدد صفوف بعض المدارس، وتزويدها بآلات رياضيّة وحواسيب».

ويمكن الحديث، حسب «المونيتور»، عن سببين لزيادة النفوذ التركيّ في القدس؛ أوّلهما وجود مشاعر تركيّة إسلاميّة جارفة تجاه إخوانهم من المسلمين، السنة على وجه الخصوص، تدفع الأتراك إلى نصرة المسجد الأقصى، وثانيهما وجود طموحات للقادة الأتراك للعب دور إقليميّ على الطراز العثمانيّ في العالم العربيّ والإسلاميّ، وهو ما قد يفسّر زيادة الدعم التركيّ عموماً في الأراضي الفلسطينيّة بصفة عامّة.

وعن ذلك، قال «خليل تفكجي»، وهو من أبرز الخبراء الفلسطينيّين في القدس، ومدير دائرة الخرائط في بيت الشرق، مقرّ منظّمة التحرير الفلسطينيّة في القدس، إنّ «تنافس الأتراك والأردنيّين في القدس واضح جدّاً، رغم أنهما لا يتحدثان به بصورة علنية، لكن المساعدات التركيّة، ودعم السياحة الدينيّة، يشير إلى زيادة نفوذ تركيا في القدس لكونها دولة قويّة، مقابل تراجع أردنيّ ملموس فيها».

  كلمات مفتاحية

القدس تركيا الأردن تيكا

هل حان الوقت لتقسيم القدس؟