إحصائية حديثة: 190 مسجدا سنيا تعرضوا للقصف خلال العام الحالي بالعراق

الخميس 9 أكتوبر 2014 08:10 ص

اتهم شيوخ عراقيون الحكومة بمجاملة فصائل مسلحة متورطة في أعمال طائفية على حساب مساجد وأوقاف الكتلة السنيّة في البلاد، مؤكدين أن بعضها تحول إلى حسينيات أو حتى مكبّات للنفايات. بحسب قولهم.

كشفت إحصائية نشرتها شبكة متخصصة في الرصد الإعلامي بالعراق عن وجود 190 مسجدا وجامعا سنيا قد تعرض للقصف المباشر، أو تضرر نتيجة للعمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش والميليشيات المساندة له، وذلك خلال العام الحالي فقط، مبينة أن هذه الاحصائية ليست نهائية وقابلة للزيادة في ظل استمرار الهجمة على تلك المناطق.

وبينت الإحصائية التي أجرتها شبكة «حراك» ونشرتها صحيفة «القدس العربي»، بيّنت أسماء وأماكن المساجد المتضررة، وأشارت إلى أن منطقة «جرف الصخر» في محافظة بابل شمال العاصمة بغداد جاءت في المرتبة الأولى من حيث حجم الاستهداف الطائفي، حيث أحصت 59 مسجداً هدم بالكامل أو أصيب بأضرار متفاوتة، وتلتها محافظة الأنبار بـ58 مسجدا توزعت بواقع 30 مسجدا في مدينة «الرمادي» و28 في «الفلوجة».

وورد في الاحصائية أن محافظة «صلاح الدين» حلت ثالثاً وضمت 51 مسجداً تعرضت للقصف والتخريب، بينما كانت محافظة ديالى صاحبة أعلى نسبة من المجازر التي استهدفت المساجد وخلفت أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى ومنها استهداف جامع سارية ومصعب بن عمير من قبل الـ«ميليشيات الطائفية»، بحسب الإحصائية.

كما بينت الإحصائية أن الاستهداف الذي تعرضت له مساجد أهل السنة في العراق متعدد الأشكال، فهناك قصف مباشر او استهداف للمصلين بالقنابل والأسلحة الرشاشة، فضلا عن حوادث الاستيلاء على المساجد وتحويلها الى حسينيات، فيما ارفقت مع الاحصائية ملحقًا مصورًا يظهر عددا كبيرا من المساجد المهدمة أو المتضررة وأخرى تم استبدال أسمائها وتم إلحاقها رسميًا بأملاك الوقف الشيعي.

بدوره، قال الشيخ «نجم اللهيبي» لـ«القدس العربي»، أن الإحصائية التي قامت بها شبكة «حراك» هي الثانية من نوعها وسبقتها أخرى مماثلة للمساجد التي تعرضت للاعتداء بعد تفجير مرقد العسكريين في سامراء خلال شهر فبراير/شباط من عام 2006، مبيناً أن الإحصائية ربما تكون أكبر لو كانت هناك مساحة حرية للفرق العاملة في الرصد.

وأضاف «اللهيبي» الإمام وخطيب مسجد في حي البياع جنوبي بغداد سابقا، أن السلطات الحكومية تعمل على تكذيب هذه الإحصائيات وتعارضها بكل قوة، لافتاً الى اعتقال قوة من الشرطة لإثنين من الشباب قاموا بتصوير بقايا مسجد هدمته الجماعات الطائفية المسلحة في حي الإسكندرية بمحافظة بابل، بينما أصاب عناصر أسماها بـ«ميليشيا العصائب» موظفا بديوان الوقف السني كان يعمل على تسجيل الأضرار في مسجد بمنطقة الشرطة الخامسة جنوبي العاصمة.

ولفت الشيخ المستقيل إلى أن عناصر «الميليشيات الطائفية» لم يكتفوا بقتل المصلين وسرقة محتويات المساجد وتحويلها إلى حسينيات شيعية وإنما قاموا بتحويل المسجد الذي كان يخطب فيه الجمعة في حي البياع إلى مكب للنفايات بعد هدم جانب كبير منه، وأن سيارة تابعة لميليشيا المهدي دعت عبر مكبرات الصوت الأهالي إلى رمي نفاياتهم داخل باحة المسجد وأن البعض منهم قام بتصوير مقاطع لهذه الحادثة ونشرها على موقع «يوتيوب».

ينما ألقي إمام مسجد في غرب بغداد كنى نفسه بـ«أبو عبيدة» اللوم على ديوان الوقف السني ومجاملاته التي قال بأنها «لا تنتهي بين الحكومة والميليشيات الطائفية على حساب الحقوق لأبناء المكون السنيّ»، والتي جعلت الميليشيات تتمادى في حرق ونهب والاستيلاء على عائدية المساجد، على حد قوله.

وأشار «أبو عبيدة» إلى أن ديوان الوقف قد تحول بالفعل إلى مؤسسة مجاملات وعلاقات عامة تحرص على مراعاة مشاعر الفصائل المسلحة أكثر من حرصها على ملكية المساجد والأوقاف الأخرى التي تعتبر بمثابة «أمانة في عنق رئيس الديوان ومساعدية الكبار»، بحسب تعبيره، مشدداً على أن «الذي يعجز عن رعاية الأمانة فعليه ترك المنصب الذي يستوجب شخصًل لا يخشى في الله لومة لائم».

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

العراق المساجد بغداد

عدة مرات.. تعرض أحد مساجد نيومكسيكو الأمريكية للتخريب