تصريحات «عودة» دور السينما بالسعودية .. تهيئة للمجتمع الرافض؟

الخميس 26 مايو 2016 08:05 ص

33 يوما فقط، فصلت بين تصريحين لمسؤولين سعوديين، حول قرب «عودة» دور السينما إلى السعودية، وسط استمرار الرفض الشعبي لها.

ففي 24 أبريل/ نيسان الماضي، توقع «سلطان البازعي» رئيس مجلس إدارة «الجمعية السعودية للثقافة والفنون» (حكومية)، «عودة قريبة لدور السينما»، لافتا إلى أنها «كانت موجودة في هذا البلد منذ زمن طويل، ولكنها توقفت خلال الأعوام الماضية».

وقال في تصريحات لصحيفة «الحياة» السعودية، على هامش مهرجان «أفلام السعودية»، في مدينة الدمام إن السينما في المملكة تتعرض لضغوط عدة من تيارات، وصفها بـ«المتطرفة فكرياً»؛ لمنع إقامة مهرجانات الأفلام السينمائية؛ وعزا ذلك إلى أنهم «يعتقدون أننا نمهد للسماح بافتتاح دور السينما في المملكة».

وعزا تفاؤله إلى أن «القرار ليس في أيديهم (يقصد «التيارات المتطرفة فكريا» حسب وصفه)، والوضع تغيّر الآن، ونظرة وفكر المجتمع تغيرت. وإننا لا نقف عند هذا الحد، وفكر المجتمع متطور، والإسلام أعطانا مساحة كبيرة للفكر والإبداع».

واعتبر إقامة مهرجانات الأفلام السينمائية في السعودية «انتصاراً للإبداع والفكر»، لافتاً إلى أن المرحلة التي تعيشها المملكة، حالياً، تشهد «تحولاً حقيقياً، وهو فكر المجتمع السعودي بشكل عام، وهذا أمر طبيعي، ويتناسب مع المرحلة الحالية، وهذا عائد إلى ارتقاء المجتمع في تفكيره»، لافتاً إلى أن قضية السينما للمجتمع السعودي «قديمة ومتجددة».

وبعد مرور 33 يوما، نقلت صحيفة «عكاظ»، الخميس الماضي، عن الدكتور «أحمد الزيلعي» رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار في مجلس الشورى (البرلمان)، قوله إن «الآلاف من السعوديين يسافرون إلى بعض الدول المجاورة لارتياد دور السينما لمشاهدة الأفلام الجديدة».

وتابع: «متى توفرت دور السينما في الداخل فإننا سنحد كثيرا من السفر للخارج».

يشار إلى أن الاقتصادي «محمد القحطاني» قدر معدل صرف المواطنين السعوديين سنويا على الترفيه بالخارج بأكثر من 7 مليارات ريال.

وتمنى «الزيلعي» أن تكون الانطلاقة من «خيمة عكاظ» في محافظة الطائف في نهاية الأسبوع، وتكون مقسمة ما بين الرجال والنساء، معتبرا هذا المكان ملتقى لسكان مكة وجدة والطائف.

وطالب «الزيلعي» بإسناد أنشطة السينما والمسرح والمسارح العامة إلى هيئة الترفيه الجديدة، مبينا أن هناك علاقة بين مهمات وأعمال هيئتي «السياحة» و«الترفيه».

وأعرب عن أمله بأن تستفيد هيئة الترفيه من تجارب الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وأن يسعى رئيسها الجديد إلى التكامل معها، من خلال عقد ورش عمل للهيئة الجديدة، تبين ماهية أبعاد الترفيه الذي يمكن أن ترعاه وتشرف عليه، وكيفية الاستفادة من القطاع الخاص نحو الاستثمار في المجالات الترفيهية على مستوى الوطن.

وقال «الزيلعي»: «متى ما انتظرنا الدولة أن تعمل مسارح، وصالات سينما، سوف يأخذ الأمر وقتا طويلا، لذلك نتمنى أن يكون لدى هيئة الترفيه من القوة والصلاحيات ما يمكنها من توفير الفرص، والحماية والتسهيلات للمستثمرين الراغبين في الاستثمار».

وأوضح رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار في مجلس الشورى، أن إنشاء دور للمسارح وصالات للسينما، يعني أن تؤخذ مسؤولية هذه المهمات من الأمانات وتذهب إلى هيئة الترفيه الجديدة، لأن ذلك يدخل ضمن مهماتها واختصاصاتها.

وطالب الهيئة الجديدة بألا تعمل على نمط الأمانات، وأن يكون عملها على نحو أوسع وأكبر وأكثر استمرارية، «وإلا فكأننا لم نعمل شيئا».

واختتم «الزيلعي» تصريحه قائلا: «لا نعرف الرؤية والهدف من إنشاء هيئة الترفيه، ولكن في ظاهر الأمر أنها تعنى بكل ما يتعلق بالترفيه على المواطنين والمقيمين، وهنالك أمثلة على ذلك مثل المسرح، والسينما، والمهرجانات، وإدراج المسابح الترفيهية ضمن خطط البنية التحتية في الأحياء مستقبلا، من خلال التعاون مع القطاع الخاص».

واستحدثت الأوامر الملكية الصادرة في السعودية، الشهر الجاري، إنشاء الهيئة العامة للترفيه لأول مرة برئاسة «أحمد بن عقيل الخطيب»، وهو المر الذي لقي تفاعلا شعبيا واسعا ومرحبا في وسائل التواصل الاجتماعي.

وأطلقت هيئة الترفيه، لخيال السعوديين على «تويتر»، العنان نحو الرفاهية، مطالبين باستغلال جمال الطبيعة ووفرة الغطاء النباتي، وإنشاء قطار سياحي، ومدن ملاهي، ومسارح وأماكن الراليات والسباقات ودور سينما. (طالع المزيد)

وعن دور السينما، انقسم النشطاء، بين مؤيد ومعارض، ففي الوقت الذي طالبوا بفتح صالات سينما بالمملكة، في إطار التحول الثقافي والاقتصادي الذي تشهده البلاد، إلا أن هؤلاء اتهموا بأنهم «أدعياء الليبرالية».

ورفض نشطاء وجود دور سينما في المملكة، مشترطين في حالة الموافقة على ذلك، أن تكون دينية تعرض التاريخ الإسلامي، تحت إشراف هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ومنذ سنوات طويلة، تشهد السعودية جدلا واسعا حول إقامة دور للسينما بها، ويتنازع الجدل حول الأمر تياران؛ الأول يرفض أي مسعى لإقامة هذه الدور، والثاني يدفع باتجاه إقامتها.

وكان مدير فرع «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في مكة المكرمة (غربي السعودية) سابقا «أحمد الغامدي»، اقترح في تصريحات سابقة له إنشاء دور سينما مجاورة للمعالم الدينية والإسلامية في مكة، مثل: جبل ثور، وجبل النور، ومكان مولد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبئر طوى؛ بهدف تقديم معلومات تاريخية عن المعلم الديني قبل زيارته.

  كلمات مفتاحية

سينما السعودية مجتمع هيئة الترفيه

7 مليارات ريال إنفاق السعوديين على الترفيه سنويا

«هيئة الترفيه» تطلق العنان لخيال السعوديين نحو الرفاهية

وسم «الشعب يريد صالات سينما» ينقلب على مطلقيه بـ«تويتر»

مسؤول سعودي: دور السينما ستعود للمملكة قريبا

السماح بالسينما في السعودية يثير ضجة واسعة.. وهيئة الإعلام المرئي تنفي

«تام تام» أول فتاة سعودية تحترف الغناء بالولايات المتحدة

«حكايا مسك»: محاولة لإعادة الحياة في رئة صناعة السينما السعودية