أعلنت السلطات الأردنية، مقتل خمسة أشخاص في هجوم إرهابي استهدف مكتبا تابعا للمخابرات العامة في مخيم البقعة في العاصمة عمان، قبيل الساعة السابعة بالتوقيت المحلي صباح اليوم الاثنين.
ونقلت «وكالة الأنباء الأردنية الرسمية» (بترا) على لسان وزير الدولة لشؤون الإعلام، «محمد المومني» قوله: «إن الإرهابيين استهدفوا المقر الأمني صبيحة أول يوم من أيام شهر رمضان المبارك في دليل واضح على السلوك الإجرامي لهذه العناصر وخروجها عن ديننا الحنيف وأراقوا دماء زكية نذر أصحابها أنفسهم لحماية الوطن والمواطن والمنجزات».
وأضاف: «أسفر الهجوم الإرهابي عن مقتل خمسة من مرتبات المخابرات العامة هم الخفير وعامل المقسم وثلاثة ضباط صف من حرس المكتب، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية تلاحق الجناة وتتولى التحقيق في ملابسات وظروف الهجوم الإرهابي وستعلن عن كافة تفاصيله لاحقا».
وأكد «المومني» أن الأردنيين يقفون صفا واحدا في مواجهة محاولات النيل من أمنهم واستقرارهم وان هذه الأفعال الإجرامية لن تزيدهم إلا تماسكا وصلابة في مواجهة كل قوى الشر والظلام، كما عبروا عن ذلك في أكثر من مناسبة وظروف سابقة.
يذكر أن مخيم البقعة في العاصمة الأردنية عمان يعتبر من أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، وتأسس في العام 1968 لاستيعاب اللاجئين الفلسطينيين الذين تركوا مخيماتهم الموقتة التي أقيمت آنذاك في منطقة غور الأردن إثر حرب العام 1967.
وكان المخيم يضم حين تأسيسه خمسة آلاف خيمة خصصت لإيواء 26 ألف لاجئ فوق مساحة 1.4 كيلومترات مربع.
وقامت «وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى» (أونروا)، بين الأعوام 1969 و1971، باستبدال الخيم بما مجموعه 8 آلاف مسكن جاهز، وذلك من أجل حماية الناس من ظروف الشتاء القاسية، وقام معظم السكان منذ ذلك الوقت ببناء مساكن أسمنتية أكثر قوة ومتانة.
ويقطن المخيم في الوقت الراهن، وفق «أونروا»، 104 آلاف لاجئ مسجل، إلا أن أرقاما غير رسمية تشير إلى أن الأعداد تتراوح بين 130 و150 ألف لاجئ.
ويشترك مخيم البقعة مع غيره من المخيمات في جوانب عدة من المعاناة، سواء في مجال الصحة أو الخدمات أو غيرها.
ووفق «الأمم المتحدة»، يوجد في المخيم 16 مدرسة، ومركز توزيع أغذية واحد، ومركزان صحيان، ومركز إعادة تأهيل مجتمعي واحد، إضافة إلى مركز واحد لبرامج المرأة.
ويفتقر المخيم إلى إحصاءات رسمية حول نسب الفقر والبطالة، فيما يستفيد من خدمات الإغاثة 3920 شخصا، أي 1329 عائلة، من إجمالي 51 ألفا و722 حالة يشكلون نسبة 2.6% من مجمل اللاجئين المسجلين في «أونروا».
وتصل الكثافة السكانية في مخيم البقعة إلى معدلات عالية، حيث يقطن أكثر من 100 ألف نسمة في مساحة لا تتجاوز 1.4 كيلومترات مربع.