ترميم السعودية آثارا إسلامية في إيطاليا بتكلفة 30 مليون يورو يجدد الجدل حول تدمير آثار مكة

السبت 11 يونيو 2016 07:06 ص

قالت صحيفة «إيل سولي 24 أورو» الإيطالية إن السعودية وقعت اتفاقا مع الجانب الإيطالي؛ لترميم آثار إسلامية وعربية في جزيرة صقلية، جنوبي إيطاليا.

الصحيفة أوضحت أن ممثلين عن الحكومة السعودية التقوا مسؤولين في «أيدوني»، وهي بلدة صغيرة في مقاطعة «إنا»، التي تضم المدينة اليونانية القديمة «مورجانتينا»، وهي واحدة من المواقع الآثرية الأكثر إثارة للاهتمام في جزيرة «صقلية».

وأثمر هذا اللقاء عن توقيع اتفاقية تقوم بموجبها السعودية باستثمار 30 مليون يورو في ترميم الآثار التي ترتبط بالحضارة الإسلامية في بلديات «إيدوني»، و«بياتسا أرميرينا» و«فالغارنيرا» بجزيرة صقلية، في مساهمة كبيرة لتطوير هذه الأماكن.

ووقع الاتفاقية كل من عمدة بلدية «إيدوني»، «فينتشنزو لاكشيانا»، و«أحمد سعيد» ممثلا عن الأمير «سلطان بن سلمان بن عبد العزيز»، رئيس «الهيئة العليا للسياحة والتراث الوطني» في السعودية.

وتشمل الاتفاقية تمويل بناء «مركز الملك سلمان للثقافة والتراث العربي الإسلامي».

وقالت الصحيفة الإيطالية إن هدف السعوديين من الاتفاقية هو تشجيع تنظيم فعاليات للتعريف بالحضارة الإسلامية في صقلية، من خلال ترميم الآثار القائمة.

وقال عمدة «إيدوني»: «سيتم استخدام التمويل السعودي في دعم بعض المعالم الأثرية التي تحتاج إلى أعمال ترميم عاجلة»، مضيفا: «يجب علينا أن نحاول التوفيق بين احتياجاتنا واحتياجات السعوديين الذين يهتمون بشكل خاص بأرضينا، التي للعرب تاريخ في ماضيها».

وحسب صحيفة «إيل سولي 24 أورو»، كانت جزيرة صقلية جزءاً من العالم الإسلامي بداية من عام 827 ميلادية وحتى قرابة العام 1000 ميلادية.

وبينما تسعى السعودية إلى ترميم آثار إسلامية في الخارج، تواجه انتقادات واسعة على خلفية تدمير الكثير من آثار العهد النبوي في مدينتي مكة والمدينة المنورة (غرب)؛ بحجة الحاجة إلى الأراضي التي تضم هذه الآثار في توسعات عمرانية، وزيادة مساحة الحرمين المكي والنبوي.

حيث تم هدم مواقع تاريخية ذات صلة بحياة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، والبناء عليها في العقود الأخيرة. فمثلا يقف فندق هيلتون و«برغر كينغ» الآن على أنقاض منزل «أبو بكر الصديق» أقرب رفيق للرسول (ص) والخليفة الأول للمسلمين، ومنزل السيدة خديجة زوجة النبي، وأصبح جزء منها موقعا لقرابة 1400 من المراحيض العامة. 

وعلى الرغم من إنفاق الممكلة مليارات من الدولارات، في حملة البناء والتوسعة بمكة المكرمة، إلا أن مراقبين يشيرون إلى ما يجري بوصفه اعتداءا على الطابع الجمالي والثقافي للمدينة المقدسة وتدمير العشرات من المواقع التاريخية والمزارات في جميع أنحاء المدينة المقدسة، ما يثير سخط نقاد في العالم الإسلامي. 

فمثلا قلعة أجياد، المترامية الأطراف، والتي بنيت في العهد العثماني، والتي كانت حصنا لأكثر من 200 عام ضد تهديدات الغزو، والتي تعود للعهد العثماني؛ تمت إزالتها لإنشاء 11 برجا سكنيا وفندق فئة خمس نجوم وسوق تجاري ومواقف للسيارات يسع 1600 سيارة، وهو الأمر الذي أثار أزمة بين تركيا والسعودية عام 2002 ووصفها وزير الثقافة التركي بـ«المذبحة الثقافية».

بالإضافة إلى ذلك، فإن تم بناء برج الساعة في 2012 على أنقاض نحو 400 موقع تاريخي وثقافي، بما في ذلك المباني القليلة المتبقية والتي يعود عمرها لأكثر من ألف سنة.

  كلمات مفتاحية

إيطاليا السعودية صقلية الأثار الإسلامية مكة المكرمة الحرم المكي

«فورين بوليسي»: ثورة البناء في مكة تدمر المدينة المقدسة

«تليجراف»: السعودية تشرع في بناء أكبر فندق في العالم بمكة المكرمة

الأروقة العثمانية تعود من جديد حول الكعبة المشرفة

تدمير مكة: عن الذي فعلته السعودية بالمسلمين

سعودي يكتشف صخرة أثرية منحوت عليها آيات قرآنية