في لبنان .. تقديم الكهرباء لمنازل الفقراء كـ«صدقة رمضان» بدلا من المساعدات الغذائية

الثلاثاء 14 يونيو 2016 03:06 ص

«إنها ليست مزحة بل حقيقة».. بهذه الكلمات اختصر المسؤول في وحدة توليد كهرباء مملوكة لأحد الأشخاص بضاحية بيروت الجنوبية، فكرة تقديم الكهرباء للمنازل الأكثر حاجة كـ«صدقة رمضان» خلال الشهر الكريم، بدلاً من المساعدات الغذائية نظراً لما تعانيه لبنان من مشكلة في الطاقة الكهربائية على مدار أكثر من 30 عاماً، مع ارتفاع التكلفة.

الوحدة التي يطلق عليها «مولدات النور»، يملكها الحاج «عامر الدمشقي»، ابتكرت مشروع توزيع الكهرباء مجاناً طوال شهر رمضان على المنازل الأكثر حاجة لها والتي لا يستطيع أصحابها دفع رسوم الاشتراك الكهربائي الخاص (كل 5 أمبير بـ36 دولارًا أميركيًا شهريًا)، في محاولة للتخفيف من التأثيرات السلبية لأزمة الكهرباء الرسمية في لبنان.

وتقدم «مولدات النور» الكهرباء لمئات المشتركين في عدة مناطق بضاحية بيروت الجنوبية، حيث تنتشر مثل هذه المؤسسات والشركات والمحال في مختلف المناطق اللبنانية للتعويض عن الانقطاع اليومي لـ«كهرباء الدولة»، أي الكهرباء المزودة من المحولات الحكومية.

ويؤكد القائمون على هذا المشروع أنه «عمل خيري» بعيد عن أي أهداف تجارية، يعطي لرمضان «نكهة خاصة» في ظل الانقطاع اليومي للتيار الكهربائي في البلاد.

طبيعة المشروع

علي بدران، المسؤول في «مولدات النور»، شرح لـوكالة «الأناضول» التركية طبيعة المشروع وأهدافه، مشيراً إلى أنه «لقي ترحيباً كبيراً في منطقة عملنا في الضاحية، خاصة أن هذا الأمر هو الأول من نوعه في المنطقة».

بدران قال إن «صاحب المولدات ابتكر فكرة استبدال تقديم الصناديق والمساعدات الغذائية، في شهر رمضان، بتقديم الكهرباء مجاناً للمنازل المحتاجة»، لافتاً إلى أن «الفكرة تطورت خلال الشهر الفضيل، حيث إننا نقدم بشكل شهري هدايا لأكثر من 70 مشتركاً معنا، فأحببنا أن يكون لرمضان نكهة خاصة».

وتابع أن «تخصيص رمضان بهذه المساعدة، كونه شهر العبادة والمحبة والتقارب بين الناس»، مشيراً إلى أن «للكهرباء أهمية كبرى في حياتنا اليومية خاصة خلال شهر رمضان، حيث يستفيد منها كل أفراد العائلة».

وشدد بدران على أن «تقديم الكهرباء مجاناً في شهر رمضان ليس لغايات تجارية أو دعائية، فهذه الفكرة تشمل المنازل السكنية فقط دون المحال والمؤسسات والشركات التجارية»، مشيراً إلى أنه «مشروع خدماتي محض لوجه الله».

حقيقة  

وأشار إلى أن «الكثيرين ظنوا بداية أن إعلاننا بمثابة مزحة، ولكنها كانت حقيقة فعلاً»، لافتاً إلى أن "أعداداً كبيرة جداً من السكان في مناطق عملنا في الضاحية قدمت طلبات لتحصل على الكهرباء مجاناً في رمضان، ونحن نقوم بالتلبية وتمديد الأسلاك اللازمة مجاًنا أيضاً».

وأوضح أنه «يمكن للذين حصلوا خلال شهر رمضان على الكهرباء المجانية أن يلغوا اشتراكهم دون أن يدفعوا أي مبلغ مالية، ومن أحب أن يستمر فنحن ملتزمون بتسعيرة البلدية».

يشار إلى أن لبنان يعاني من أزمة في الكهرباء، حيث تشهد بعض المناطق انقطاعًا في الكهرباء لمدة طويلة، بدءًا من العاصمة بيروت التي ينقطع عنها التيار الكهربائي لمدة 3 ساعات يومياً، لترتفع المدة شيئاً فشيئاً وتصل 14 ساعة في بعض المناطق.

وتعتبر تكلفة الإنتاج في لبنان مرتفعة جداً مقارنة بالمعدل العالمي، إذ تصل تكلفة إنتاج كل 1 ميغاواط/ ساعة في لبنان الى 255 ألف ليرة، استناداً الى الخطة الاستراتيجية لقطاع الكهرباء التي أعلنها الوزير باسيل خلال تسلمه وزارة الطاقة والمياه، 75% منها تكلفة فيول في الوقت الذي تراوح فيه هذه التكلفة عالميا ما بين 1 أورو (ما يقارب 1600 ليرة) و30 أورو، اي نحو 50 ألف ليرة لكل 1 ميغاواط الساعة، كما أن الكفاية الحرارية المستخدمة في لبنان متدنية جداً، ما يعني أن عدد الكيلواط/ ساعة المنتجة لكل برميل من الفيول هي أيضاً من الأدنى عالميا.

وتعتبر 75% من الشركات اللبنانية أن الكهرباء تشكل عائقا رئيسيا أمام النمو والقدرة التنافسية. أما على المستوى الاجتماعي، فإن متوسط فاتورة الكهرباء للأسرة في لبنان يقدر بأكثر من 1200 دولار سنوياً تدفع أكثر من ثلثيها للمولدات الخاصة التي تنتج بدورها ما يقارب 750 ميغاواط من الكهرباء، أي ان أكثر من 40% من حاجات اللبنانيين للطاقة تعتمد على هذه المولدات.

المصدر | الأناضول + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

لبنان صدقة رمضان كهرباء أزمة فولت