استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

تنظيم داعش إلى «العدو البعيد» من جديد

الثلاثاء 21 يونيو 2016 11:06 ص

في توجيهاته الأخيرة كما عكستها أوراق البيت الذي قتل فيه في “أبوت أباد”، كان أسامة بن لادن يجاهد من أجل إقناع أتباعه بالتركيز على أميركا “رأس الكفر”، أو ما كان يُعرف بـ”العدو البعيد”، بينما كان يراهم منشغلين بصراعات داخلية مع الأنظمة في عدد من الدول.

نشأ تنظيم القاعدة أو قاعدة الجهاد وفق التسمية الأصلية عندما تمكن بن لادن من إقناع الظواهري بترك الجهاد ضد “العدو القريب” (النظام المصري في حالة تنظيم الجهاد)، والانشغال بقتال “رأس الكفر” أميركا التي تعتدي على العالم الإسلامي، وتدعم الأنظمة الفاسدة وتحميها. وكان العنوان الأول هو “الجبهة العالمية لقتال اليهود والصليبيين” التي أعلنت عام 97.

على هذا الأساس بدأت فكرة التنظيم الجديد، ومن أجله بدأت عملياته الكبرى؛ من السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام، إلى ساحل اليمن (عملية المدمرة يو أس أس كول)، وصولا إلى ما سمي “غزوة مانهاتن” في الولايات المتحدة، أيلول/ سبتمبر عام 2001.

والحق أن الفكرة التي قاتل من أجلها بن لادن قد حققت جزءا معتبرا من أهدافها، ورحل الرجل بينما كان أثخن في عدوه (الولايات المتحدة) التي تورطت في العراق وأفغانستان، وانتهت بعد مواجهة طويلة مع “الإرهاب” إلى الهبوط من مرتبة أكبر إمبراطورية في التاريخ البشري كما استلمها جورج بوش الابن، إلى واحدة من القوى الكبرى، وإن تكن أقواها إلى الآن.

مشروع الغزو الأميركي للعراق، والذي أريد له أن يكون محطة لإعادة تشكيل المنطقة برمتها انتهى إلى فشل ذريع ساهم تنظيم القاعدة فيه بشكل كبير لا ينكره مراقب محايد، فيما يمضي مشروع الغزو لأفغانستان في ذات الاتجاه.

في المواجهة الطويلة، والمضنية خسر تنظيم القاعدة أهم قادته واحدا تلو الآخر، بينما كانت الولايات المتحدة تدفع أعدادا كبيرة من أرواح أبنائها ، وأموالا ضخمة أورثتها أزمة مالية كبرى، الأمر الذي أفضى في النهاية إلى تراجع سياسي دفع قوىً كثيرة إلى التمرد عليها في أكثر من مكان في العالم مع صعود قوىً جديدة منافسة.

اغتيل بن لادن، لكن الفكر الذي أنتج تنظيم القاعدة (السلفية الجهادية) لم يلبث أن عاد من جديد إلى أبجدياته السابقة، من حيث تركيز المواجهة مع العدو القريب تاركا العدو البعيد دون اهتمام يذكر، ربما باستثناء مغامرات فردية هنا وهناك.

بل إن بعض تجليات هذا الفكر لم تجد حرجا على سبيل المثال في قبول دعم أميركي غربي من أجل الصراع مع طاغية محلي كما حصل في ليبيا على سبيل المثال، وإن تكن الجماعة الليبية المقاتلة قد تركت عمليا فكر القاعدة والسلفية الجهادية بطبعتها التقليدية وانخرطت في مراجعات فكرية تشبه، بل ربما تتفوق على المراجعات التي أنتجتها الجماعة الإسلامية في مصر، ومعها عدد من رموز تنظيم الجهاد.

وبينما كان التيار يتراجع بشكل عام بعد ربيع العرب، فيما يتحوّل فرع القاعدة الأهم في العراق إلى تنظيم سري مطارد (كان قد تحوّل إلى الدولة الإسلامية في العراق)، لم يلبث أن جاءه مدد استثنائي عبر مواجهة العرب السنّة مع المالكي، وعبر الثورة السورية، ولاحقا العدوان الحوثي في اليمن، وتمكن من إنشاء ما يشبه دولة على مساحة واسعة من العراق وسوريا، ما لبثت مجموعات كثيرة أن بايعت أميرها، الذي أعلن تاليا “الخلافة”.

نتحدث هنا عن تنظيم الدولة “داعش” الذي أصبح الممثل الأكبر لتيار السلفية الجهادية، وإن بقيت القاعدة موجودة بفروع عديدة أهمها جبهة النصرة في سوريا، وطبعا بعد الانشقاق الشهير بينهما قبل أكثر من عامين.

تنظيم القاعدة (الأصلي) إن جاز التعبير ظل على تحولاته السابقة التي لم تعجب بن لادن، ممثلة في ترك العدو البعيد، والانشغال بالعدو القريب، كما في اليمن وسوريا، باستثناء حالات محدودة، وكذلك حال تنظيم الدولة الإسلامية في مجمل نشاطاته في الأقطار التي بايعته فيها مجموعات جهادية.

التطور الأبرز الذي نحن بصدده الآن هو عودة تنظيم  “داعش” إلى سياسة استهداف العدو البعيد، كما تجلى ذلك في هجمات باريس وقبلها تفجير الطائرة الروسية، وصولا إلى أورلاندو، إلى جانب تنفيذ هجمات في دول عربية أيضا بدعوى مشاركتها في التحالف الدولي (بمنطق “النكاية” وليس “التمكين”).

واللافت في هذا السياق أن العدو البعيد لم يعد هو أمريكا فقط، كما كان في حالة أسامة بن لادن، والقاعدة، بل شمل إلى جانبها روسيا وأوروبا، بل حتى الصين، كما في بعض التهديدات، فضلا عن إيران، لكن الفرق هنا أن الاستهداف يتم من دولة وليس من تنظيم، بمعنى أن المواجهة ستكون أصعب، لأن هناك ما يمكن خسارته (مثل تجربة طالبان 2001)، خلافا للتنظيم “الأممي” الذي يقدر الأرباح والخسائر بناءً على الأهداف المرسومة، وقد اعتبر تنظيم القاعدة أنه نجح في تحقيق أهدافه، أو جزء معتبر منها بضربه لأمريكا وإضعافها بعد “استدراجها” للعراق وأفغانستان.

هكذا يفتح تنظيم داعش أو “الدولة الإسلامية” مواجهة مع أغلب دول العالم بعد استهدافه لعدد منها، ما يجعل السؤال الكبير هو: إلى أي مدىً يستطيع الصمود في مواجهة من هذا النوع؟

وفيما يرى بعض قادته وأنصاره أن المواجهة تمضي في اتجاه معركة كبرى في مرج دابق وفق قراءتهم لنصوص حديثية، فإن المشكلة هي أن يخطئ هذا التقدير، وهو كذلك من وجهة نظر كثيرين، ونحن منهم، ولا يكون بوسعه الانتصار في مواجهة قوة عاتية من الجو والبحر، مع أخرى تزحف على الأرض، لم تحدد هويتها بعد (قد يصمد طويلا بوجود إرادة قتال قوية)، بدليل ما حصل في كوباني وتكريت وديالى وسنجار وتدمر والرمادي والفلوجة.

كل ذلك لا صلة له بالصراع الأشمل مع المشروع الإيراني، فأن يتراجع تنظيم الدولة، لا يعني نجاحا للمشروع، لأن مقاومته هي مقاومة أمة، وليست مقاومة تنظيم بعينه.

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية

داعش تنظيم أسامة بن لادن أميركا أورلاندو الظواهري العالم الإسلامي الدولة الإسلامية

زوال تنظيم «داعش»

إعلان «داعش» مسؤوليته

«داعش» بوصفه بديلا!

دولة العراق أم دولة داعش؟

«داعش».. الأسطورة والواقع!

عن فهم «داعش» والراديكالية

النسخة الجديدة من «داعش»

عن «داعش» والراسخون في علومه

عامان من الحرب على «داعش»

«الحرب على داعش» .. حصيلة مقلقة