استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل تستخدم واشنطن الدول العربية في مواجهة «الدولة الإسلامية»

الأربعاء 15 أكتوبر 2014 01:10 ص

أعلنت عشر دول عربية وتحديدا في 11 سبتمبر/أيلول 2014 التزامها بالعمل مع «التحالف الدولي» الذي أعلنت الولايات المتحدة تشكيله في مطلع سبتمبر/أيلول 2014 لمواجهة تمدد تنظيم «الدولة الإسلامية» حيث استضافت المملكة العربية السعودية مؤتمرا في جدة وقعت فيه الدول العربية المشاركة بحضور وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» على البيان الختامي.

وفور هذا الإعلان انقسمت الآراء حول طبيعة الأدوار العربية في التحالف الدولي هل هي تشاركية نابعة من المصلحة الوطنية للمنطقة وللدول المشاركة أم هي خدماتية للأجندة الأمريكية تبعا للاستراتيجية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي.

يعتقد الكاتب المصري في صحيفة المصريون «محمود سلطان» أن عبارة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»: «إن أي جماعة تهدد أمريكا لن تجد أي ملجأ آمن لها»! كانت كافية لأن يرفض العرب المشاركة المهينة في التحالف ويكمل الكاتب قوله إن «الدولة الإسلامية» تمثل تحديا أساسيا لـ«أوباما»، فلم قبلت عشر دول عربية أن تكون أداة لـ«أوباما يؤدب بهم خصومه؟

ويضيف «سلطان» بأن الأكثر إهانة أن «أوباما» وقبل أن تعلن الدول العشر العربية مشاركتها في الحرب على «الدولة الإسلامية»، قال لهم صراحة «إنه أرسل 475 من عناصر الجيش الأمريكي إلى العراق، ولكنهم لن يلعبوا أي دور قتالي!!».

وعلى الصعيد الآخر يقرر مسئولون وسياسيون عرب بأن الأمر يندرج في إطار المشاركة في مواجهة الأخطار المهددة للجميع حيث يرى وزير الخارجية السعودي «سعود الفيصل» أن «الدولة الإسلامية» تمثل بلاء على كل المنطقة وليس على أمريكا فحسب، وأن دول المنطقة مصممة على مواجهة بلاء «الدولة الإسلامية», فيما صرح وزير الخارجية اللبناني «جبران باسيل» تصريحا مفعما بالشراكة قائلا: إنّ لبنان شريك العالم في الحرب ضد «الإرهاب»، مشيراً إلى أنّ الأولوية هي لاستئصال «الدولة الإسلامية»، وليس لتحجيمها أو احتوائها فقط.

 كما أن  البيان الختامي لـ«مؤتمر جدة» ينص بوضوح على أن الدول العربية تتشارك الالتزام بالوقوف متحدة ضد الخطر الذي يمثله الإرهاب على المنطقة والعالم بما في ذلك ما يعرف بتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام», كما أنها وافقت على أن تقوم كل منها بدورها في الحرب الشاملة ضد الدولة الإسلامية».

وكانت الإدارة الأمريكية أعلنت رغبتها في التنسيق مع المعنيين  من أجل  وجود  دور ريادي في التحالف  من قبل الدول «السنّية», حيث أعلن ذلك المتحدث باسم البيت الأبيض، «جوش ارنيست» قائلا: إن الولايات المتحدة ستنسق مع الدول «السنية» في المنطقة لبناء تحالف ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقد أكد وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» أهمية الدور العربي في التحالف حيث قال إن الدول المشاركة في المؤتمر ستكون جزءا أساسيا في تدمير قدرة «الدولة الإسلامية»، مشدداً على أن «التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية بدأ ينمو».

المحددات الأمريكية

يمكن للمحددات الأمريكية تجاه التحالف وطبيعة الأدوار المنوطة بالإطراف المشاركة أن ترسم طبيعة العلاقة بوضوح أكثر, فمنذ بداية تكوين التحالف كانت واشنطن أكثر صراحة بشأن إرسال قوات برية أمريكية ووضعت محددها الأول عندما أعلنت أنها لن ترسل قوات برية إلى ساحات القتال, حيث قال  الوزير «كيري»: «نحتاج لمواجهة «الدولة الإسلامية» دعم القوات العراقية وغيرها من قوات المنطقة المستعدة لقتالهم دون أن نلتزم بإرسال قوات»، وأضاف «من الواضح أن هذا خط أحمر للجميع هنا: لا قوات برية».

كما ارتقبت واشنطن مساعدة استخباراتية من الأردن ومساعدة مادية من المملكة العربية السعودية, إضافة لتوفير الدعم اللوجيستى من قواعد بحرية وبرية ومطارات جوية من دول «مجلس التعاون».

ويكمن المحدد الآخر للاستراتيجية الأمريكية في تخفيف عبء نفقات التحالف حيث لا تريد واشنطن تحمّل الفاتورة العسكرية والمالية للحرب لوحدها, وقد أكد هذا رئيس الأركان الأمريكي الجنرال «مارتن ديمبسى»، صعوبة تنفيذ الحرب التي كانت مرتقبة على سوريا في 2013 بسبب ضخامة تكلفتها المالية وثقل عبئها الكبير على الاقتصاد الأمريكي, وهي أصغر بكثير من الحملة الحالية.

كما أن عدم تحديد مدة الحرب على «الدولة الإسلامية» تجعل التكلفة المادية مفتوحة، ويزيد ذلك تعقيدا تضارب التوقعات بين استمرارها  3 سنوات أو 10 سنوات بل أكثر من ذلك مما يجعل الولايات المتحدة أكثر حرصا على مشاركة حلفائها خاصة فيما يتعلق بتمويل الحرب.

وفي سياق متصل فإن الدول العربية «السنية» يمكن لها توفير شرعية «مذهبية» لا تستطيع أن توفرها دول مثل فرنسا أو أستراليا كون الحرب ضد «تنظيم سني» متشدد, كما أن الخلايا النائمة وحجم التعاطف مع هذا التنظيم يتواجد بكثرة في هذه الدول مما يتطلب ضرورة مشاركتها في التحالف.

وتعزز نشأة التحالف الدولي ضد «الدولة الإسلامية» بين عشية وضحاها وفق مقتضيات الضرورة مسار تفكير واشنطن بالاستفادة من ادوار أصدقائها في المنطقة.

وفي هذا الإطار يرى «د. عزمي بشارة» رئيس «المركز العربي للأبحاث» أن المواقف الإقليمية ممثلة بموقفين اثنين: تمثل الأول إيران الراغبة بالانضمام إلى التحالف بشرط أن يحارب «الإرهاب» لمصلحة النظام, وتمثل الثاني تركيا التي تشترط وجود استراتيجية للتخلص من «الدولة الإسلامية» والنظام، أما الدول العربية فلا تشكّل محورا من أي نوع (لا اعتدال ولا مقاومة)، حيث تنضم دول عربية، جماعات ووحدانا، إلى أميركا بدون شروط، أما البقية فخارج السياق.

كما أن تصريحات «جو بايدن»  نائب الرئيس الأمريكي التي اتهم فيها السعودية وتركيا والإمارات بدعم الإرهاب تفتح الباب على مصراعيه أمام حقيقة من نوع آخر وهي طبيعة العلاقة بين واشنطن و«حلفائها», ويتبع ذلك الاعتذار السريع الذي قدمه للحلفاء الثلاثة من أجل طي الموضوع تلافيا لأي توتر، والذي يشير بصراحة إلى حرص واشنطن على عدم تأثر الدعم المقدم  أو المحتمل من هذه الجهات.

ويعزز القول أيضا بأن هناك أصواتا بدأت تعلو من داخل المنطقة تدعو للتفكير في المصلحة الوطنية للمنطقة مثل ما قاله «إياد مدني» الأمين العام لـ«منظمة التعاون الإسلامي» الذي  دعا دول المنطقة إلى اعتماد مقاربة جديدة تصنعها هي نفسها، يُعترف بها بالمصلحة الوطنية للكل للوصول إلى المصلحة التي تجمعها.

لكن واشنطن لا تهتم  كثيرا بتسمية العلاقة تشاركا أو استخداما غير أنها تحبذ أن تطلق عليها الوصف الأول لترسخ قوتها الناعمة ولتؤكد استراتيجيتها الجديدة القائمة على عدم التدخل المباشر والاعتماد على الحلفاء والأصدقاء.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة التحالف ضد الدولة الإسلامية السعودية جون كيري سعود الفيصل مجلس التعاون الإرهاب إيران تركيا أردوغان

«أوباما» وقادة عسكريون من 20 دولة يبحثون خططهم لمواجهة «الدولة الإسلامية»

4100 طلعة جوية أمريكية مقابل 40 عربية ضد «الدولة الإسلامية»

«أردوغان» يلمح لتغير موقف تركيا إلي المشاركة فى التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية