استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مراجعات "30 يونيو"

الجمعة 1 يوليو 2016 08:07 ص

مرت ثلاث سنوات على أحداث 30 يونيو/ حزيران في مصر، التي شهدت خروج حشود كبيرة للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، والتي أفضت عملياً إلى انقلاب الثالث من يوليو/ تموز. قد لا يُلام من خرجوا وتظاهروا واستخدموا حقهم في التعبير عن مطالب سياسية، لكن اللوم يقع على القوى والرموز الثورية التي اعتبرت، ولا تزال، أن ما حدث كان "ثورة" أو "موجة ثورية" تستكمل ما بدأ في ثورة يناير.

كذلك يُلام كل من استسلم لمنطق الثورة المضادة، وتبنى شعاراتها ومنطقها الفاشي الذي أفضى، في النهاية، إلى إقامة نظام سلطوي قمعي، لا يُقارن مطلقاً بما كان قبل وقوع الانقلاب. 

وفي الوقت الذي يطالب فيه "ثوار" 30 يونيو الإسلاميين بعمل مراجعاتٍ لأفكارهم وخطابهم واستراتيجيتهم، وهو أمر مطلوب بحد ذاته، لم يبادر أيٌّ منهم بعمل الشيء نفسه، بعدما تأكد أنهم ورّطوا البلاد في حكم عسكري، لا ندري متى وكيف ستكون نهايته. فلم نسمع، حتى الآن، عن مراجعاتٍ قام بها من شاركوا في الثلاثين من يونيو، أو أن يعترفوا بخطأ حساباتهم، وبكلفتها الباهظة التي يدفع الجميع ثمنها الآن.

لا يتعلق الأمر، هنا، بخروجهم للتظاهر بحد ذاته، فهذا حق، وإنما بالاعتقاد الساذج أنه في وسعهم مشاركة العسكر في السلطة، أو بناء نظام ديمقراطي حقيقي، بعد تسليمهم لها. بل الأدهى أن بعضاً منهم لا يزال يدافع عن حركة تمرد، ويعتبرها حركة "ثورية" حقيقية، قادت حراك الثلاثين من يونيو. 

يكتفي هؤلاء بلوم جماعة الإخوان المسلمين على غطرستهم وغرورهم، وهو أمر لا يخلو من الصحة، لكنهم يفعلون ذلك من منطلق إراحة ضمائرهم تجاه التنكيل والقمع الشديد الذي يتعرّض له "الإخوان" منذ الانقلاب.

وقد وصل الأمر مداه مع بعض رموز 30 يونيو الذين لا يزالون يردّدون كلاماً فارغاً ومتهافتاً حول أن "عبد الفتاح السيسي أنقذ مصر من جماعة الإخوان"، أو أن "الفاشية العسكرية خير من الفاشية الدينية"، إلخ، مثلما فعل أحدهم، أخيراً، في مقال كتبه لإحدى الجرائد المصرية. 

يعيش "ثوار" 30 يونيو حالة إنكار أسوأ من التي يعيشها الإسلاميون، فمن جهةٍ لا يزاولون يدافعون عن خروجهم من دون الاعتراف بخطأ الحسابات، وفشلهم في إعداد سيناريو بديل بعد التخلص من "الإخوان".

من جهة ثانيةٍ، لا يخجلون، وهم المدّعون دوماً بأنهم الأكثر ديمقراطية وليبرالية، من التحريض والتشجيع على استئصال خصومهم. ومن جهةٍ ثالثة، لا يمانعون من استمرار الأوضاع على ما هي عليه، حتى وإن كانت تسير إلى أسوأ ما كان عليه الوضع قبل 30 يونيو.

ولعل فئة قليلة فقط، في مقدمتهم الناشط أحمد ماهر، مؤسس حركة السادس من إبريل، هي التي اعترفت بجسامة الخطأ الذي وقعت فيه بدعمها الانقلاب على أول تجربة سياسية بعد الثورة. وقد سجل ذلك كتابةً، في أحد مقالاته التي نشرها من داخل السجن. 

مياه كثيرة جرت منذ الثلاثين من يونيو/ حزيران 2013، وانتقلت البلاد من تجربةٍ سياسيةٍ في أعقاب ثورة يناير، كي تقع في براثن حكم عسكري سلطوي، لم تشهده مصر طوال تاريخها الحديث. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال بعضهم يدافع عن خياراته السياسية الخاطئة. ولا أعتقد أنه يمكن لثورة يناير أن تنهض وتحقق أهدافها، من دون مراجعةٍ حقيقيةٍ لكل أخطاء الأعوام الثلاثة الماضية.

* د. خليل العناني أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة جونز هوبكنز الأميركية.

  كلمات مفتاحية

30 يونيو مصر الثورة المضادة انتخابات رئاسية مبكرة الانقلاب حكم العسكر السيسي السلطة

ثورة مصر .. معركة الذاكرة

صحف القاهرة ووكالات أنباء: «جمعة الأرض» استعادة لروح «ثورة يناير»

نقاش حول ثورة يناير في مصر

فوبيا ثورة يناير

تحالف الإسلاموفوبيا والثورات المضادة