أهداف مختلفة ودول مختلفة .. صعوبة منع هجمات «الدولة الإسلامية»

السبت 9 يوليو 2016 10:07 ص

قال مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون إن هجمات دامية شهدتها مؤخرا أربع دول وارتبطت بتنظيم الدولة الإسلامية تبرز أوجه القصور في ما تقوده الولايات المتحدة من جهود لإضعاف قبضة التنظيم في سوريا والعراق ومدى صعوبة منع هجمات متفرقة في أنحاء العالم وفي غاية التباين من حيث اختيار الأهداف.

قال بول بيلار وهو محلل مخضرم بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية يعمل حاليا في جامعة جورج تاون "إنزال هزيمة منكرة بالرقة (عاصمة الدولة الإسلامية) من خلال القصف لن يوقف هذه الأمور."

وكثيرا ما وصف مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الأشهر القليلة الماضية الضربات المميتة التي نفذتها الجماعة في أنحاء العالم بأنها رد مباشر على نجاح التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في طرد الجماعة من مساحات كبيرة في العراق وسوريا.

وقال المسؤولون الأمريكيون الحاليون والسابقون إنه رغم صحة ذلك الوصف جزئيا فإنه مبسط أكثر من اللازم ويقلل من مدى تأثير تنظيم الدولة الإسلامية خارج الأراضي التي يسيطر عليها.

وقال المسؤولون إن ما بذلته الجماعة السنية المتشددة من جهود لتجنيد الأنصار ومن دعاية موجهة خارج المناطق التي أعلنت الخلافة فيها يسبق بفترة طويلة خسارتها لمدن رئيسية في العراق مثل الفلوجة التي خسرتها مؤخرا.

وقال مسؤول أمريكي يراقب الجماعات الإسلامية المتشددة عن كثب "الأدلة تتزايد منذ بعض الوقت على أن تنظيم الدولة الإسلامية يوسع مجال نفوذه والدعاية سواء من خلال الإنترنت أو من خلال مبعوثين بعد أن اتضح له الثمن العسكري والاقتصادي للحفاظ على دولة الخلافة الأصلية ناهيك عن توسيعها."

قال بعض المحللين إن تنظيم الدولة الإسلامية بمظهره الجديد يصبح أكثر شبها بتنظيم القاعدة الذي ركز في المقام الأول على الهجمات الكبيرة بدلا من السعي للسيطرة على أراض.

وقال المسؤول الأمريكي إن بناء خلافة والحفاظ عليها ربما كان أكثر تكلفة مما أدرك تنظيم الدولة الإسلامية في البداية.

وقال مسؤولون أمريكيون إنهم ما زالوا يحللون الصلات بين تنظيم الدولة الإسلامية وهجوم على مطار إسطنبول يوم 28 يونيو حزيران سقط فيه 45 قتيلا وهجوم على مقهى يرتاده الأجانب في داكا بوم الجمعة قتل فيه 20 شخصا وتفجير انتحاري شاحنة من منطقة تسكنها أغلبية شيعية في بغداد يوم الالسبت والذي أوى بحياة 250 شخصا وهجمات في السعودية استهدفت دبلوماسيين أمريكيين ومصلين شيعة ومكتب للأمن عند المسجد النبوي في المدينة المنورة.

ووقعت هذه الهجمات جميعا في شهر رمضان.

قال مسؤول أمريكي إن الهجمات في تركيا والعراق والسعودية لها صلة مباشرة على ما يبدو بتنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف أن الهجوم في بنجلادش قد يكون هجوما لجماعة تستلهم نموذج الدولة الإسلامية لكن لها جذورا محلية أيضا.

وقال مسؤول آخر إن رسائل لتنظيم الدولة الإسلامية جرى رصدها تشير إلى أهداف للهجوم من بينها أماكن تجمع لغير المسلمين أو للمسلمين الشيعة في المناطق التي تسكنها أغلبية سنية ومنشآت حكومية.

وأضاف هذا المسؤول "هناك قدر معقول يقع في منطقة ما بين الاستلهام وبين التوجيه المباشر... ليكن اسمه الإيحاء."

يقول خبراء مكافحة الإرهاب إنه لا يوجد حل سحري لمنع الهجمات على المدنيين في أماكن متفرقة من العالم واستخدام أساليب في الهجوم تتباين بين عمليات ينفذها مفجرون انتحاريون بشكل فردي واستخدام شاحنات ملغومة واحتجاز الرهائن.

قال بيلار "التحدي هو أن التحرك والمبادرة يأتيان من أماكن مختلفة كثيرة."

وأضاف أن التعاون الدبلوماسي الوثيق وتبادل معلومات المخابرات وتتبع تدفقات الأموال كلها أمور في غاية الأهمية.

وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء "أوضحنا دائما أن الحملة العسكرية ليست كافية لهزيمة داعش (الدولة الإسلامية) أو للقضاء على التهديد الذي تمثله.

"إن حملة شاملة تعالج الأسباب الجذرية للتطرف هي السبيل الوحيد لإلحاق هزيمة مستمرة بها."

المصدر | وارن ستروبل وجون والكوت - رويترز

  كلمات مفتاحية

السعودية العراق بنغلاديش سوريا هجمات الولايات المتحدة إدارة أوباما تنظيم الدولة التحالف الدولي