استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

فتش عن القِطط السمان

الأربعاء 13 يوليو 2016 12:07 م

في الأصل فإن وصف القطط السمان هو ترجمة عربية للتعبير الإنجليزي fat cats، الذي يقصد به القوى المتنفذة في عالمي المال والاقتصاد والتي تدير اللعبة السياسية من وراء الستار في المجتمعات الغربية، فالديمقراطية في تلك المجتمعات ليست مطلقة.

ثمة قواعد للأداء السياسي متعارف عليها، لكنها لا تمس بمصالح هذه القوى، التي لها من قوة التأثير ما يجعلها تتحكم في اختيار الرؤساء ورؤساء الحكومات والوزراء وربما حتى النواب في المجالس التشريعية، مع مراعاة هامش اللعبة الديمقراطية الذي يتيح المرونة الضرورية لذلك.

شاع هذا المصطلح في العالم العربي انطلاقاً من مصر، حيث كثر الحديث منذ بدايات سياسة الانفتاح في عهد أنور السادات عن تلك الشريحة من كبار المقاولين ورجال الأعمال محدثي النعمة الذين استطاعوا خلال فترة قياسية الاستفادة من السياسات الجديدة وراكموا ثروات هائلة بشكل غير مسبوق.

ويقال إن أول من أطلق مصطلح «القطط السمان» هو المرحوم الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب في الثمانينات الذي اغتالته أيدي الإرهاب، في وصف الطبقة الطفيلية، وسرعان ما أصبحت هاته الظاهرة موضوعاً مطروقاً في الأدب، في بعض روايات نجيب محفوظ وسواه من كبار الكتاب، وأنتج فيلماً شهيراً حمل الاسم نفسه «القطط السمان»، من بطولة حسن يوسف وشمس البارودي حظي بصيت كبير في ذلك الحين.

لكن القطط السمان لم تكن ظاهرة مصرية فقط، وإنما ظاهرة عربية، وانصرف كثير من الدارسين للتحولات الاجتماعية والاقتصادية في البلدان العربية الأخرى نحو رصد ظاهرة هذه الشريحة حديثة الثراء وتقصي مصادر تكوّن ثرواتها، التي كانت في الكثير من الحالات، وربما في غالبها، مصادر غير مشروعة.

بهذا المعنى بدأ نشوء واستشراء نفوذ هذه الشريحة، أحد تجليات السياسات الاقتصادية المشوهة التي لم تعد تراعي البعد الاجتماعي للتنمية، ولا تأبه بمصالح الشرائح الواسعة من السكان المعدمين، واقترن ارتفاع معدلات الثراء لدى أصحابها بارتفاع مستوى الفقر الذي غدا معمماً، حين جرف إلى تياره فئات واسعة كانت تعد في نطاق الطبقات الوسطى التي تعرضت للتلاشي.

لكن هاته القطط السمان لا تنشأ وتنمو في ظروف السلم وحدها، ففي الوضع المأزوم الراهن حيث تجتاح الحروب أماكن عدة تنشأ فئات ممن يعرفون بأمراء الحرب، ممن يؤمن لهم ظرف الحرب ثروات ومنافع ما كانوا سيجنونها لولاها، عبر تجارة السلاح وتهريب البضائع وافتداء الرهائن، وكل ما في الحرب من موبقات و«بلاوي» تتحول لدى هؤلاء إلى مصادر ثروة، لذا فإن مصلحتهم هي في صب الزيت على أوارها، وإطالة أمدها.

هنا أيضاً يتعين التفتيش عن القطط السمان.

* د. حسن مدن كاتب بحريني

  كلمات مفتاحية

القِطط السِمان المال الديمقراطية الفقر السياسات الاقتصادية الثروة