بالفيديو: «عائض القرني» استغفر الله .. وأعتذر إليكم عن التعرض لـ «معاوية»

الأربعاء 13 يوليو 2016 08:07 ص

اعتذر الداعية السعودي «عائض القرني»، عبر مقطع فيديو متداول على شبكات التواصل الاجتماعي بكثرة، عن حديث سابق له على إحدى الفضائيات فهم منه التعرض للصحابي «معاوية بن أبي سفيان»، وقد عاد «القرني» عن كلماته مؤكداً إنه يدين بمذهب «أهل السنة والجماعة» الذي يحترم جميع «الصحابة ولا يقبل الطعن أو التعرض لأي منهم».

وبث «القرني» فيديو له على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي المصغر «تويتر» يقول فيه : «إخوتي الكرام، أستغفر الله ثم أعتذر إليكم، أوردت قصة واهية في تاريخ ابن عساكر عن معاوية، رضي الله عنه، وهي أن عمر، رضي الله عنه ، قال لوالده أبي سفيان: تسرق أنت هنا ويسرق ابنك في الشام. وهذه عند ابن عساكر في التاريخ واهية وضعيفة».

وأضاف: «أنا أستغفر الله وأجلّ معاوية وأترضى عليه، وهو كاتب من كُتّاب رسول، صلى الله عليه وسلم».

وأختم كلماته مؤكداً : «وعقيدتي، والله الشاهد، هي عقيدة أهل السنة والجماعة.. احترام الصحابة والترضّي عليهم والذبّ عنهم، بمن فيهم معاوية، رضي الله عنه وأرضاه».

ليست المرة الأولى

ويذكر متابعون للشيخ «القرني» مدققين في كلماته أنها ليست المرة الأولى له التي يتعرض فيها للصحابي «معاوية إذ سبق له الهجوم عليه بفيديوهات باقية لمحاضرتين له بعاميّ 2011 و2012م

إلا انه أصر بعد ذلك على الظهور ببرنامج «في الصميم» بقناة «روتانا» عام 2012م معتذراً عن الأوصاف التي وصف بها الصحابي معاوية بخاصة قوله أنه  «لص وباغٍ»

العريفي والجزيرة

لكن المتابعين المدققين للشيوخ السعوديين يرصدون  موقفاً مماثلاً  كان حدث مع داعية سعودي آخر هو الشيخ  «محمد العريفي»، وقد ظهر الأخير بقناة «الجزيرة» القطرية عام 2013، ليقول: «الحسن بن علي خير من ملء الأرض من معاوية»، مما دفع عضو لجنة الافتاء في المملكة الشيخ صالح الفوزان يتصدى له بالقول "لا يجوز سبّ الصحابي معاوية أو الانتقاص منه».

 سبّ الصحابة

وفي المقابل  تعرض «القرني» لموقف مماثل رداً عما قال من علماء دين سعوديين أيضاً، وكان من أشهرهم ما أوضحه عضو الإدارة العامة للدعوة والإرشاد في المسجد الحرام سابقاً الشيخ «عبدالعزيز الموسى»، وقد أقر بأن  «التطاول على أصحاب النبي محمد من أعظم أمراض القلوب التي يُصاب بها أهل الأهواء، وكل المخالفين هم بين الإفراط والتفريط في جانب حبه وتعظيمه هو وأصحابه، رضي الله عنهم».

وأضاف «الموسى» لـموقع «هافينغتون بوست عربي»، أن «كل مسلم يدين لله بحقوق النبي (صلى الله عليه وسلم) ومنها حفظ حق أصحابه ومودتهم»، مضيفاً أن الشيخين (البخاري ومسلم) رويا عن «أبي سعيد الخدري» أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحد (جبل أحد) ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه».

وأكد «الموسى»: «لا شك ولا ريب أن معاوية بن أبي سفيان من أكابر الصحابة نسباً وقرباً من النبي (صلى الله عليه وسلم) وعلماً وحلماً، فاجتمع له شرف الصحبة وشرف النسب، وشرف مصاهرته للنبي وشرف العلم والحلم والإمارة، ثم الخلافة، وبواحدة مما ذكرنا تتأكد المحبة لأجلها فكيف إذا اجتمعت؟»، حسب قوله.

أسباب الانتقاص

وأوضح «الموسى» أنه يرى أن المتصدين بالانتقاص للصحابي معاوية متأثرين بأحد أمرين: أولهما كتابات وآراء من يطلق عليهم أهل الصحوة - في إشارة إلى منظّري للحركة الإسلامية معاصرين.

 وأفاد «الموسى» أن أحد عامليّ التأثير في منتقدي الصحابة من الدعاة المعاصرين  الكتابات الصفوية، قاصداً الدولة الصفوية الشيعية التي حكمت إيران منذ قرابة 500 عام، وتمت نسبة مذابح إليها،  تسببت في إكراه المسلمين من تغيير مذهبهم من السني إلى الشيعي، كما انه يلصق به كثرة التسبب بسب الصحابة الذين يرى أصحاب «المذهب الصفوي» أنهم تعمدوا الوقوف في وجه الإمام علي أو آل البيت .

وشرح «الموسى»: «كُتب ورسائل المودودي وسيد قطب كانت مرجع الصحويين في الانتقاص من بعض الصحابة عموماً، ومعاوية وأبيه خصوصاً، وبناءً عليه فإن كثيراً من مراجع هؤلاء وتراثهم مليء بالزور والبهتان اللذين يصيبان شخص الصحابي الجليل معاوية» وفق قوله.

وأسهب: «حلم الإخوان المسلمين في إعادة الخلافة الإسلامية جعلهم يثأرون من كل ملك بلا حق ولا حجة، ومعلوم أن الخلافة الراشدة انتهت بتنازل الإمام الحسن بن علي - رضي الله عنهما - لأمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان، كذلك اتهامه بأنه أول مَنْ وضع توريث الحكم في الدولة الإسلامية وذلك بأن عهد إلى ابنه يزيد بالأمر من بعده».

جدير بالذكر أنه حتى الآن لا يوجد قانون أو تنظيم أو ما شابه بالمملكة بلاحق سابيّ الصحابة أو المسيئين للذات الإلهية، وغالباً يوضع الأمر ويخضع لرأي المنوط بنظر هذا النوع من القضايا.

و«معاوية بن أبي سفيان» هو أحد أبرز صحابة الرسول، صلى الله عليه وسلم، المؤثرين بمسيرة الإسلام والحضارة الإسلامية منذ العقود الأولى لهجرة الرسول العظيم،  وذكره يثير تبايناً في الآراء بين «السنة» و«الشيعة»، إذ يتعمد «الشيعة الهجوم عليه لخلافه المشهور مع الإمام «علي بن أبي طالب.

ومن ناحية أخرى  يواجه ذكره بتحفظات  من عدد مفكريّ وعلماء مذهب «أهل السنة والجماعة» معتبرينه أول مَنْ حوّل الحكم في الدولة الإسلامية الاولى إلى الوراثة العائلية أو «ملكاً عضوداً» بحسب التعبير الوارد في أحد الاحاديث النبوية المشرفة.

 وحرصاً على عدم التوتر المذهبي الزائد عن الحد بين «أهل السنة» و«الشيعة» يحرص عدد كبير من المفكرين وعلماء الدين الإسلامي من أهل السنة إلى عدم التطرق إلى الصحابي «معاوية بن أبي سفيان».

https://www.youtube.com/watch?v=m7lj0G4-n_Y&feature=youtu.be

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

عائض القرني استغفر الله أعتذر معاوية بن أبي سفيان