صرح العاهل المغربي الملك «محمد السادس» أمس الأحد أن بلاده اتخذت قراراً بالعودة إلى «الاتحاد الافريقي»، عقب 32 عاماً من انسحابها منه احتجاجاً على قبوله ضم «الجمهورية الصحراوية»، التي أسستها «جبهة البوليساريو» التي تستهدف الاعتراف الدولي باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب.

وكان المغرب انسحب من منظمة «الوحدة الافريقية» في سبتمبر/أيلول 1984 (تحولت إلى الاتحاد الافريقي عام 2001) لتصبح عضوية المغرب معلقة بالمنظمة التي تضم 54 دولة حالياً.

وأكد «محمد السادس» في رسالة إلى القمة 27 للاتحاد الأفريقي المنعقدة في العاصمة الرواندية كيغالي إن «المغرب يتجه اليوم، بكل عزم ووضوح، نحو العودة إلى كنف عائلته المؤسسية، ومواصلة تحمل مسؤولياته بحماس أكبر وبكل الاقتناع».

ومن ناحية أخرى كانت الجمهورية الصحراوية قد شكلتها «جبهة البوليساريو» أو ما يعرف بتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.

تجاوز الانقسامات

لكن العاهل المغربي عاد في رسالته إلى القمة 27 للاتحاد الأفريقي إلى تفسير واقعة انسحاب بلاده من المنظمة مضيفاً: «إن فرض أمر واقع لا أخلاقي، والانقلاب على الشرعية الدولية، دفعا المملكة المغربية، تفاديا للتجزئة والانقسام، إلى اتخاذ قرار مؤلم، يتمثل في الانسحاب».

وأكد «من المؤلم أن يتقبل الشعب المغربي الاعتراف بدولة وهمية، كما أنه من الصعب أيضا القبول بمقارنة المملكة المغربية، كأمة عريقة في التاريخ، بكيان يفتقد لأبسط مقومات السيادة، ولا يتوفر على أي تمثيلية أو وجود حقيقي».

وتتطلب قوانين «الاتحاد الأفريقي» لعودة الرباط إلى عضويته تصويت «المفوضية الأفريقية» على قبول العودة، ومن ناحية أخرى كانت «نكوسازانا دلاميني ـ زوما»، رئيس مفوضية «الاتحاد الأفريقي» جددت أمس الأحد بالقمة الـ 27 للاتحاد تأكيدها على دعمه لاستقلال الصحراء الغربية، رغم تجديد المغرب اعتراضها.

وفي حين أكد الملك المغربي في رسالته للاتحاد أن قرار عودة بلاده إليه «تم اتخاذه بعد تفكير عميق، وهو قرار صادر عن كل القوى الحية بالمملكة»، مضيفًا أنه «من خلال هذا القرار التاريخي والمسؤول سيعمل المغرب من داخل الاتحاد الأفريقي على تجاوز كل الانقسامات».