«بشير نافع»: الطبقة الوسطى أنقذت تركيا

الأحد 24 يوليو 2016 06:07 ص

اعتبر الدكتور «بشير نافع»، المؤرخ وأستاذ تاريخ المشرق العربي الإسلامي أن أحد الأسباب الرئيسية لفشل الانقلاب في تركيا، هو تصدي الطبقة الوسطى له.

وأضاف «نافع» في تصريحات لموقع (أخبار تركيا) أن الطبقة الوسطة التي نمت في المجتمع بشكل ملموس منذ بداية الألفية الجديدة، ودور الشريحة المحافظة فيها التي باتت تمثل غالبية فيها، كانت عاملاً حاسماً في إسقاط الانقلاب، مشيرا إلى أن تلك الطبقة لا يمكن خداعها ولا تسمح بذلك فضلاً عن كونها عماد المجتمع».

وتابع قائلا: «من الواضح أن الأتراك ومنذ بداية انتعاش الطبقة الوسطى في المجتمع التركي، ما كانوا ليقبلوا بانقلاب عسكري ولو حصل الانقلاب قبل خمس أو ست سنوات لكنا شاهدنا نفس ردة الفعل من الشعب التركي».

وأشار «نافع» إلى أن “هناك عوامل أخرى ساهمت في أيضاً في فشل الانقلاب منها ظهور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد منتصف الليل وطلبه من شعبه الخروج، وأيضاً دور رجال الشرطة والأمن في التصدي للانقلابيين، وأول خطوات فشل الانقلاب كانت عدم سيطرتهم على مبنى المخابرات».

وحول إمكانية تجدد الحركة الانقلابية، لم يستبعد «نافع» ذلك مبينا أن «الحركة الانقلابية لم تكن صغيرة بل هي بقيادة 126 جنرالاً ما يعني ثلث القوات المسلحة التركية، مبينا أن حركة فتح الله كولن التي تقف خلف الانقلاب ليس من السهولة القضاء عليها في غضون أيام أو أشهر بل ستأخذ مدة طويلة للتخلص من آخر جذورها، يمكن أن تعود الموجة الثانية إما من داخل القوات المسلحة أو من خلال جماعات مدنية مسلحة».

وعن دور الولايات المتحدة في الانقلاب، اعتبر المؤرخ العربي أن «الولايات المتحدة ربما كانت على علم بالانقلاب، لكنها لم يكن لها يد فيه»، موضحاً في نفس الوقت أن المجتمع الدولي والولايات المتحدة، ما كانت لتنتقده لو أنه نجح.

وبخصوص فجاجة التغطية الغربية الإعلامية في التعاطي مع ما جرى في تركيا، قال «نافع» إنها تعود إلى تراجع الموقف الغربي من تركيا والذي بدأ - بحسب الكاتب - أواخر عام 2011.

وأرجع «نافع» هذا التراجع إلى أن الغرب انزعج من تركيا، لأنها أرادت بعد الربيع العربي لعب دور أكبر من المسموح لها ما أدى إلى تصادم في المواقف وفتور في العلاقات، وأكبر مثال هو الاختلاف التركي - الأمريكي حول سوريا».

ووصف الباحث الاعتقالات التي أعقبت محاولة الانقلاب بالطبيعية كونها تجري في أجواء استثنائية، مشيرا إلى أن الاعتقالات تجري وفق القانون والدستور ولم تشهد أي عملية اضطهاد أمني أو اعتقال تعسفي وهذا أمر يدعو للإعجاب، معتبراً أن هذه الظروف تشكل فرصة لإعادة بناء الدولة التركية، وعلاقة الدولة بالشعب.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء الجمعة 15 يوليو/ تموز الجاري، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة «فتح الله كولن» (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث طوق المواطنون مباني البرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب مما ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية.

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا انقلاب الطبقة الوسطى

«فورين أفيرز»: معالم التقارب التركي الروسي في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة

فشل الانقلاب: الطبقة الوسطى المتدينة ترسم مستقبل تركيا على حساب النخبة الكمالية

موقع إسرائيلي: «كولن» زار الإمارات مؤخرا وتركيا تحقق في صلات عربية بالانقلاب الفاشل

«يلدريم»: اعتقال أكثر من 7500 على صلة بمحاولة الانقلاب

اعتقال 11 عسكريا تركيا بينهم قائد قاعدة «إنجرليك» على خلفية محاولة الانقلاب

حفل زفاف تركي يشهد غياب العريس لالتحاقه بوحدته العسكرية في مواجهة الانقلاب