النظام السوري يهدد بمصادرة استثمارات دول الخليج بحجة دعمها للمعارضة

الجمعة 29 يوليو 2016 06:07 ص

قالت مصادر لبنانية مقربة من النظام السوري، إن الأخير يسعى لمصادرة الاستثمارات الخليجية في سوريا بذريعة دعم الخليج العربي للمعارضة وتدمير الموارد الوطنية، معتبرةً أن العلاقة بين الطرفين وصلت إلى مرحـلة «إعلان الحـرب».

ونوهت صحيفة «الأخبار» اللبنانية نقلاً عن النظام السوري بأن مصادرة الاستثمارات الخليجية في سوريا والتي تقدر بمليارات الدولارات هي بمثابة «تعويضات» عن التدخل الخليجي، معتبرة أن سوريا قدمت فرص اقتصادية «ذهبية» للخليج العربي كان من الصعب تركها تذهب لمنافسين آخرين، فكيف إذا كان هذا المنافس هو إيران، على حد وصفها.

ووفق المصادر، تقدر الاستثمارات الخليجية في سوريا وخاصة لدول «السعودية، قطر، الإمارات»، بمليارات الدولارات الأمريكية وهي تشمل جميع القطاعات والمشاريع الاقتصادية «السياحية، العقارات، الطاقة والخدمات المالية» وغيرها.

المحامي اللبناني «طارق شندب» رأى أن نظام «الأسد» يسعى أكثر فأكثر على الدول الخليجية للوقوف في جانبه بغية استمراره في قتل الشعب السوري، وما سرب عن خبر مصادرة الاستثمارات الخليجية لا يمكن أن يكون إلا نوعا من أنواع «الهبل القانوني» التي من الممكن أن يلجأ إليه النظام، فقد فعل ذلك سـابقاً وسـرق أموال السـوريين.

وقال لـ «القدس العربي» خلال اتصال هاتفي خاص معه: إقدام النظام السوري على مثل هذه الخطوة سيعرضه إلى عقوبات كبرى، إذ إن الاستثمارات محمية بموجب القوانين والاتفاقيات الدولية، وهذا أيضاً سيعرض النظام لحجز كميات كبيرة من الأموال المستثمرة في الخليج، وفي حال تنفذه يعني فرض عقوبات اقتصادية جديدة على الأسد ونظامه.

وأشار المحامي اللبناني، إلى أن الشركات الخليجية وأصحاب الاستثمارات بإمكانهم اللجوء إلى المحاكم الدولية المختصة، وبالتالي حجز أموال للنظام السوري في مناطق عدة، مشيرا إلى أن «الأسد» فعل مثل الإجراءات من قبل ولكن بالسر دون إخراجها للعلن، لأنها سترتد عليه بكوارث اقتصادية لا يمكنه تحملها.

أما الناشط الحقوقي «فراس الشامي»، فأكد أن النظام السوري منذ تولي «الأسد» الأب الحكم في سوريا أقدم على مصادرة مساحات هائلة من السوريين أنفسهم تحت مسمى «الاستملاك» لصالح قواته العسكرية دون دفع أي مبالغ مالية للمالكين الأصليين، فيما تم دفع مبالغ رمزية جداً لآخرين.

واعتبر أن تلويح نظام «الأسد» الابن عبر الصحيفة اللبنانية بمصادرة الاستثمارات الخليجية أمر غير مستبعد تنفيذه، كما لم يستبعد الشامي وجود نفوذ وقرار إيراني بحت في هذا الإعلان.

وقال: لم يعد إخفاء المرحلة المقبلة أمراً وارداً، فالجميع بات يدرك أن حرباً باردة تجري بين الخليج وطهران، فيما تسعى الأخيرة لإيجاد احتكاكات مباشرة خاصة مع السعودية وقطر، معتبراً أن التلميح بمصادرة أملاك الخليج ربما هو يصب في خلق مشكلة جديدة وتعقيد الأمور السياسية، كما يحمل في الوقت ذاته خيار المساومة حيال الملف السوري.

واستطرد: «التلميح لمثل هذه الأعمال في الوقت الراهن يحمل مدلولات عدة منها: مؤشرات على انهيارات الاقتصاد في سوريا ولجوء النظام ومن خلفه لمثل هذه الأفعال هي لسد الفوهات المالية، حركة كيدية ضد الخليج بسبب التوافق الروسي الأمريكي ضد المعارضة السورية».

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

النظام السوري دول الخليج تصفية استثمارات دعم المعارضة

تقرير: اتفاق أمريكي ـ روسي وشيك لإبقاء «الأسد» مدة قصيرة في الفترة الانتقالية

من سيدفع الثمن؟ أسئلة بلا إجابات حول الاتفاق الأمريكي الروسي في سوريا

الحد من تأثر الخليج بالأزمات

نظام «الأسد» يحمل السعودية مسؤولية منع السوريين من أداء فريضة الحج