استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حوار مع مسؤول خليجي لم ينته بيننا

الثلاثاء 9 أغسطس 2016 07:08 ص

كتبت في 2 أغسطس (الجاري) تحت عنوان "صنعاء والرياض ومعركة الحزم" وشرحت فيها الموقف في اليمن الشقي وما يدور على صعيده من معارك مقترحا حلولا لتلك المشكلة، قيل لي إنني لم أكن منصفا فيما ذهبت إليه، الأمر الذي يقتضي الاعتذار.

* * *

الاعتذار عن رأي قيل أو كتب، أو اجتهاد فكري ديني أو دنيوي، لتحقيق مصلحة عامة فالاعتذار هنا غير محبب، لأن الرأي يدحظ برأي آخر يثبت حقيقة الخطأ ويضع الأمر في مساره الصحيح، أما رأي المجتهد يكافأ بأجرين إن أصاب، وإن أخطأ فله أجر واحد، كما يقول الحديث. وعلى ذلك إن كنت قد ارتكبت خطأ عن سبق إصرار فيما كتبت في الأسبوع الماضي، يمس أي دولة من دول التحالف العربي لنصرة الشعب اليمني الشقيق فأني أقدم اعتذاري مؤكدًا أن كل المعلومات التي وردت في مقالي آنف الذكر موثقة، ولا أشك في مصادرها. 

ولحساسية الموقف لم اسم أي دولة من دول التحالف بالاسم عندما تناولت بعض المواقف، كان هدفي من المقال تنبيه صانع القرار إلى ما يتناقله الخلق عن ما يجري على الساحة اليمنية لكي نتجنب أي نقطة ضعف قد تؤثر على تحقيق الهدف الأعظم وهو استعادة السلطة الشرعية والقضاء على الإرهاب وخلاياه وذلك في تقدير الكاتب لن يتم إلا بتوحيد الجبهة الداخلية اليمنية مسنودة بقوة خارجية لتحقيق أهداف محددة وهي عندي عودة السلطة الشرعية، والمحافظة على وحدة اليمن، ودحر ميليشيات الإرهاب بكل أنواعها.

لقد اتسم مقالي بإسداء النصح لكل صانع قرار في هذه المسألة، عبر وسيلة إعلامية هي الصحافة بعد أن تعذر القول بالنصيحة وجها لوجه. لم أكن شامتا ولا متشفيا لكل ما أصاب العملية العسكرية من انتكاسات وتراجعات في بعض الجبهات. لم أكن حاقدا ولا محرضا على أي جهة كانت بل كنت الناصح الأمين الصادق الغيور على تحقيق سمعة عسكرية خليجية في اليمن قادرة على أن تؤدي دورا لحماية الأمة بعد ما انهارت عسكرية بغداد ودمشق والقاهرة.

لقد كنت من أول المرحبين والمتحمسين لعاصفة الحزم والمشيدين بالقيادات الشابة السعودية التي تولت اتخاذ ذلك القرار المجيد لنجدة الشعب اليمني والتصدي لحلفاء إيران في اليمن الذين بغوا على السلطة بقوة السلاح وأجفلوا ولاحقوا الحكومة الشرعية أفرادا وجماعات إلى أن انتهى بهم المقام في المنفى الاختياري.

كتبت كثيرا وما أنفكيت أكتب بأن عاصفة الحزم كانت وما برحت بارقة أمل في تاريخنا اليوم، وإذا أنجزت وحققت الأهداف التي قامت من أجلها وعلى رأس تلك الأهداف إعادة الحكومة الشرعية إلى صنعاء وإنهاء الحرب بتجريد الميليشيات الحوثية وأنصار الرئيس المخلوع من السلاح، فأنها ستدخل تاريخ الوطن العربي من أوسع أبوابه، وليس عندي شك أن قيادة التحالف قادرة على تحقيق ذلك الهدف السامي.

* * * 

كنت أتمنى أن تقرأ مقالتي وينظر إليها بحسن نية، مدماكها حرصي الشديد على تحقيق النصر، والارتفاع بالمكانة العسكرية لدول الخليج العربي، وكنت من دعاة تجميد أي اجتهاد في أي شأن يمني بين المناصرين للشرعية اليمنية على كل الأصعدة حتى تضع الحرب أوزارها، ويستقر حال اليمن.

وعندئذ نفتح الملفات (القاعدة، منظمات الدواعش، التيارات الدينية، الانفصال بين الشمال والجنوب، ودعوة اليمن لعضوية مجلس التعاون، أو الكونفيدرالية مع المملكة العربية السعودية)، لم يكن في ذهني المس بمكانة أي قوة من قوى التحالف العربي من أجل اليمن، كان هدفي أعلى وأنبل وأكرم من ذلك، قد يكون كُتب حرفًا من حروف الربط، أو كلمة وصل، أدبيا بالجملة إلى معراج آخر حرفت المعنى الذي كنت أقصده فهنا وجب الاعتذار عن خطأ لغوي ليس مقصود.

* * *

الخليج العربي تحيط به النيران المشتعلة من كل جهاته الجغرافية في طرقها إلى قلبه، وتتربص بأمنه داخليا خلايا كامنة ولاؤها خارج الحدود، وليس هناك دولة خليجية في مأمن، ولكن يتحقق استقرارها وأمنها في إطار الأمن الجماعي للمنطقة، وعلى ذلك فلابد أن تعيد المجموعة الخليجية النظر في علاقاتها البينية.

أكرر المسألة اليمنية لا تحتمل الأوضاع على أرضها نصف موقف، يجب ألا نحسب للضغوط الأمريكية والغربية أي حساب في شأن أمننا واستقرار أنظمتنا السياسية ونقبل بالحد الأدنى في تحقيق أهدافنا في اليمن، أو أي مكان آخر في محيطنا العربي.

الرأي عندي في الشأن اليمني، ضرورة استغلال فشل المحادثات في الكويت بتحييد البنك المركزي في صنعاء الذي تحت إدارة الحلف الثنائي (صالح والحوثي) وعدم توريد المعونات أو عائد الصادرات إليه، لإضعافه وحرمان الثنائي من الاستفادة منه ماليا. الإسراع في تحرير الجوف وحجة والحديدة من الحوثيين والمخلوع صالح، وتأمين الحدود السعودية الجنوبية بعمق 50 إلى 60 كيلو مترًا داخل الأراضي اليمنية، الإسراع في تحرير تعز والتقدم نحو العاصمة صنعاء لإجبار الخصم على الاستسلام، وإن رغبوا في المشاركة السياسية فعليهم التحول إلى حزب سياسي غير مسلح.

* * *

يقترح الدكتور محمد الرميحي في مقاله المنشور في الشرق الأوسط (6 / 8) على الشرعية اليمنية تأسيس ذراع إعلامية فعالة ممزوجة بشعارات وطنية حقيقية تعبر عن رغبة الجمهور في دولة مدنية حقيقية "وخلق كتيبة إعلامية مدربة" ومدها بكل الإمكانيات المالية والفنية كي تقوم بدورها المطلوب.

أعتقد أن الدكتور الرميحي فاته أن الدولة الشرعية بقيادة عبد ربه منصور بلا ميزانية، وليس لها موارد مالية، وأن سلكها الدبلوماسي في الخارج يعيش في محنة لا يعلمها إلا الله، وأن معظم المقاتلين في معظم الجبهات لم يتسلموا مرتباتهم منذ أكثر من نصف عام، فكيف يخلقون كتائب إعلامية من العدم.

أذكّر الدكتور الرميحي بالمكانة الإعلامية الخليجية عام غزو الكويت، كيف لعب الإعلام الخليجي متحدا إلى جانب الإعلام الكويتي المكتفي ماليا دورا حاسما في تعبئة الرأي العام العربي والدولي هل كان باستطاعته أن يحقق الأهداف لو لم تتوفر له الإمكانيات المالية؟ الإعلام الخليجي بكل أسف لم يقم بدوره تجاه اليمن.

سؤالي الملح، هل يقبل قادة التحالف منا اقتراحا مؤداه أعطوا الحكومة الشرعية 4 مليارات دولار قرضا طويل الأجل واحموهم جويا وبحريا ومدوهم بالسلاح الفعال واجعلوهم يحسمون المعركة بأيديهم وبرجالهم وأنتم على ذلك من الشاهدين. والحق إن فعلتم ذلك ستكونون من المنتصرين.

آخر القول رددوا معي قول الحق: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا..} (البقرة: 286).

  كلمات مفتاحية

اليمن الحكومة اليمنية عاصفة الحزم التحالف العربي القيادة السعودية حرب اليمن الحوثيين الكويت

صنعاء والرياض ومعركة الحسم

الأحزاب اليمنية من الفشل الوطني إلى التبعية العسكرية

قيادة التحالف العربي واليمن والوسيط الدولي

السعودية واليمن ومحادثات الكويت

الحزم السعودي والتراجع الإيراني

تحوّلات في الخليج