استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

غياب الأفكار

الأربعاء 10 أغسطس 2016 06:08 ص

أمقت التعميم والأحكام القطعية عند مناقشة قضايا جوهرية، كالقضية التي سآتي عليها هنا، بغية إثارة الأسئلة حولها، وليس بالضرورة تقديم أجوبة مغلقة.

ولو عقدنا مقارنة بين انشغالات الأجيال الأسبق، وانشغالات جيل اليوم، ألن نجد أن الأجيال السابقة كانت أكثر ولعاً بالأفكار والإيديولوجيات، فيما أجيال اليوم أكثر ولعاً بالتقنيات.

على سبيل المثال فحسب، إذا قارنا بين الطريقة التي يتداخل بها مثقف أو سياسي مخضرم في مؤتمر أو ندوة، وتلك التي يتداخل بها شاب من أبناء اليوم، سنجد المخضرم أكثر جنوحاً نحو التنظير، لا بالمعنى السلبي أو المبتذل الذي قد تنصرف إليه الأذهان حين ترد هذه المفردة، وإنما بمعنى أنه يسعى لإيصال ما في ذهنه بالكلام، أي بعرض الأفكار، فيما يجنح الشباب إلى استخدام وسائل العرض «السمعية البصرية» مقتصداً أكثر ما يمكن في الكلام الذي يبدو له فائضاً عن الحاجة، مركزاً على ما تتركه وسائل عرضه من تأثير أسرع في إيصال فكرته، عبر المقارنة بين الأرقام والوقائع المدونة، وبكلمات قليلة، في خانات مصممة لهذا الغرض، يوجه الحاضرون أبصارهم نحوها على الشاشة، أكثر مما يوجهونها نحو المحاضر نفسه.

لا المخضرم على خطأ، وليس الشاب على خطأ، كلاهما يفتقد ميزة عند الآخر.

المخضرم لا يمتلك المهارات التي لدى الشاب الذي تلقى تأهيلاً تقنياً جيداً، والقريب من تفكير ونفسية أبناء جيله، والعارف كيف يخاطبهم ويؤثر فيهم، والشاب يفتقد تلك الرؤية الفكرية الواسعة الناتجة عن الاطلاع والخبرة اللذين نلمسهما في حديث المخضرم.

ليس الأمر على هذا التبسيط بالتأكيد، لذلك قلت إني أمقت التعميم، فبوسع المخضرم أن يجمع بين خبرته ومهارة الشاب، ويمكن للشاب أن يجمع بين مهارته ورؤية المخضرم.

هذا لا ينفي أنه لم يعد للأفكار قوة الحضور التي كانت لها، ولنوسع دائرة التأمل في ذلك.

الاحتشاد في الميادين والشوارع للمطالبة بالحقوق على نحو ما حدث في 2011 في عديد العواصم العربية ليس بدعة جيل اليوم، فالأجيال السابقة، عندما كانت فتية، فعلت الشيء نفسه، لكن كان هناك فارق، فعلى رأس حشود الأمس قادة تلهمهم أفكار كبرى، اتفقنا معها أو اختلفنا ليس مهماً. 

لنذهب أبعد: كانت الأفكار مظهر نزاع بريجنيف أو أندروبوف في موسكو مع جيمي كارتر أو رونالد ريغان في واشنطن حتى لو كان جوهرها المصالح، لكن أين الفارق اليوم بين الأفكار في «الكريملين» و«البيت الأبيض»؟

* د. حسن مدن كاتب بحريني

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

غياب الأفكار التعميم والأحكام القطعية المثقف المخضرم التنظير الاحتشاد المطالبة بالحقوق