لم يحمل حصد دول الخليج، حتى الآن، على ميداليتين أحدهما ذهبية، والثانية برونزية، في بطولة الألعاب الأولمبية المنعقدة في ريو دي جانيرو، فرحا خالصا، وإنما كان ممزوجا بحسرة، فالأول كويتي حمل الذهبية تحت العلم الأوليمبي، والثاني إماراتي مجنس.

«فهد الديحاني» و«سيرجيو توما»، بطلان خليجيان، حصدا ميداليات في أولمبياد «ريو 2016»، إلا أن هذه الميداليات، جددت أحزان الخليج.

«فهد الديحاني»

«فهيد الديحاني»، رامي كويتي، حقق ذهبية الرماية في فئة الحفرة المزدوجة، كتب اسم العرب بذهب لم يسجل باسم بلاده، لمشاركته تحت العلم الأوليمبي ضمن فريق «الرياضيون الأولمبيون المستقلون».

يعود ذلك إلى تجميد النشاط الرياضي في الكويت قبل انطلاق الأولمبياد بقرار من اللجنة الأوليمبية الدولية، والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

القرار الدولي اتهم الكويت، بمخالفة المواثيق الرياضية المعترف بها دوليًا، عبر التدخل الحكومي في شؤون الرياضة.

إلا ان وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي الشيخ «سلمان الصباح»، قال إن «إنجاز الديحاني التاريخي يدعو الجميع إلى بذل الجهود لتطوير الرياضة».

في الوقت الذي أعرب كويتيون عن أملهم في أن تكون ذهبية «الديحاني» نقطة بداية لإعادة الرياضة الكويتية إلى مسارها الحقيقي.

«الديحاني» نفسه، قال في تصريحات تلفزيونية: «كنت متأكدًا أني سأفوز رغم أن التحضيرات لم تكن بالمستوى المطلوب».

وفي رد على من انتقد مشاركته تحت العلم الأوليمبي، أضاف: «بدلًا من أن نبقي الميدالية لهم نروح ونأخذها».

«الديحاني»، سبق أن أحرز أول ميدالية أولمبية للكويت في سيدني 2000، بعد حصوله على المركز الثالث في مسابقة الرماية الدبل تراب، كما حقق، برونزية الرماية في أولمبياد لندن 2012، ولكنها أيضا كانت تحت العلم الأولميبي.

حيث أن اللجنة الاولمبية الدولية، أصدرت في يناير/ كانون الثاني 2010، قرارا بإيقاف اللجنة الاولمبية الكويتية، نظرا لتدخل الدولة في شؤونها بعد التدخل السياسي، من قبل الحكومة الكويتية في الحركة الرياضية الكويتية.

يشار إلى أن مغردين كويتيين، دشنوا مع افتتاح البطولة، وسما بعنوان «علم الكويت يغيب عن الأولمبياد»، حصد آلاف التغريدات على «تويتر» بالكويت، إذ عبر المغردون عن حزنهم لما وصل إليه حال الرياضة، لاسيما وأنها المرة الأولى التي يغيب عنها علم الكويت في الفعالية الرياضية العالمية.

«سيرجيو توما»

أما اللاعب الآخر، فهو «سيرجيو توما»، الذي صعد على منصة التتويج، ممثلا للإمارات، وواضعا علم بلادها على صدره، وحاصدا للميدالية البرونزية، فهو مولديفي الأصل.

ونجح لاعب الجودو الإماراتي المجنس «توما»، في تحقيق ميدالية برونزية في فئة أقل من 81 كيلوغرام، وسط حالة من البكاء عند تسلم ميداليته.

«توما»، من أصل مودليفي، هي دولة أوروبية تقع شرق أوروبا بين أوكرانيا ورومانيا، وحصل على الجنسية الإمارتية قبل أعوام، وسبق له أن مثل بلاده التي ولد فيها قبل 29 عاما، في أولمبياد «لندن 2012»، إلا إنه لم ينجح في تخطي الدور الثالث.

«توما» ليس اللاعب الإماراتي أو الخليجي الوحيد المجنس، بل تشارك عدد من دول الخليج بلاعبين مجنسين.

من جانبه، انتقد الأكاديمي الإماراتي «عبدالخالق عبدالله»، هذه السياسة، وكتب في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «٢٣ من ٣٩ رياضيا.. أي ٦٠٪ من إجمالي الرياضيين في بعثة دولة خليجية لأولمبياد ريو ٢٠١٦ مجنسين ينتمون لـ١٧ دولة مختلفة».

وعلى الرغم من أن «عبدالله»، لم يذكر اسم هذه الدولة، إلا أنه أضاف: «عيب حتى لو أتوا بالذهبية».

ويشارك 102 رياضي من دول الخليج العربي؛ بينهم 40 رياضياً من دولة البحرين وحدها و34 رياضياً من قطر، و11 من السعودية، و13 من الإمارات، و4 من سلطنة عمان.

يشار إلى أن إجمالي ما حصده العرب، من ميداليات في «ريو 2016»، بلغ 5 ميداليات، فبالإضافة إلى ميدالتين «الديحاني» و«توما»، نجحت الرباعة المصرية «سارة سمير» ذات الـ19 عاما، في حصد بروزنية رفع الأثقال بوزن 69 كغ، لتكون أول مصرية تحقق ميداليات في هذه الرياضة بتاريخ مشاركات مصر الأولمبية، قبل أن ينجح مواطنها «محمد إيهاب» بتحقيق ميدالية برونزية في رفع الأثقال بوزن 77 كغ، لتسجل مصر أفضل مشاركة عربية حتى الآن بميداليتين أولمبيتين.

أما لاعبة السيخ التونسية «إيناس البوبكري»، فقد حصدت لبلادها ميدالية برونزية، بعد أن هزمت نظيرتها الروسية، لتكون أول لاعبة عربية تفوز بميدالية في المبارزة.