«ناشيونال إنترست»: الولايات المتحدة تورد الدبابات للسعودية لتعويض ما فقدته في اليمن

الأحد 14 أغسطس 2016 08:08 ص

تناول تقرير أمريكي صفقة الدبابات الأمريكية الأخيرة للسعودية، التي تضم 135 دبابة من نوع «إبرامز»، مؤكدا قيام الولايات المتحدة بتوريد 155 دبابة لتعويض ما دمره الحوثيون من الدبابات السعودية في حرب الحدود اليمنية وعددها 20 دبابة من أصل 400 تملكها السعودية. ولكنه اعتبر أن بيع الدبابات الأمريكية للمملكة يضر الشعب اليمني الذي قال أنه «الخاسر الأكبر في الحرب».

وقال موقع «ناشيونال انترست»، في تقرير للكاتب «بروس ريدل» تحت عنوان: «هل بيع الدبابات للمملكة العربية السعودية فكرة جيدة؟»، إن «هذه الصفقة دليل على دور الإدارة الأمريكية العميق في دعم قوات التحالف السعودي في اليمن».

وقال إن الصفقة جاءت في أعقاب قيام وزارة الخارجية الأمريكية بإبلاغ الكونجرس بعملية بيع وشيكة لنحو 135 دبابة أبرامز، من طراز M1A2 وعشرين مركبة أخري من الدبابات الثقيلة (ترفع العدد الإجمالي إلي 155 دبابة)، إضافة إلى ذخائر متنوعة وأسلحة وعدد أخرى إلى الجيش السعودي.

ونوه التقرير إلى أنه «لوحظ في طيات التفاصيل الدقيقة للإعلام أن العشرين دبابة إبرامز تهدف إلى استبدال الدبابات التي دمرت في القتال. مشيرا إلى أن المكان الوحيد الذي تواجدت فيه الدبابات السعودية للقتال هو على طول الحدود السعودية اليمنية في جنوب غرب المملكة، حيث يتواجد المتمردون الحوثيون بشكل فعال ومفاجئ في ضرب أهداف داخل السعودية منذ بداية الحرب قبل ستة عشر شهرا».

حرب إعلامية يشنها الحوثيون

وأشار إلى أن الإعلام الحربي التابع للجيش واللجان الشعبية للحوثيين في اليمن أثبتوا أنهمم «شوكة في حلق السعوديين» حيث يواصلون نشر مشاهد قصف مدن داخلية قامت السعودية بإخلائها بالفعل. ويسترجع الكاتب سلسلة الحروب التي خاضتها حركة أنصار الله الحوثية على الحدود بين البلدين ويشير في هذا الصدد إلى أن لهم مواقعهم ثابتة هناك تساعدهم علي دقة القصف.

ويقول: «منذ اندلاع الحرب، قام الحوثيون الزيديون الشيعة بإصدار فيديو يظهر قيام قواتهم بتدمير الدبابات السعودية وغيرها من الأهداف بصواريخ، وقيامهم أيضًا بقصف المدن داخل المملكة. وقامت القوات اليمنية الموالية للحوثيين وحلفاء الرئيس السابق علي عبد الله صالح بإطلاق صواريخ سكود على القواعد الجوية السعودية وغيرها من الأهداف».

تكلفة الحرب باهظة

وبسبب تكلفة الدبابات الجديدة، يشير الكاتب إلى أنها تعد دليلا آخر على تكلفة الحرب، بدليل دعوة المفتي العام للمملكة «عبد العزيز آل الشيخ»، الشركات والبنوك للتبرع بالمال للمساعدة في دعم عائلات الجنود الذين قتلوا في الحرب، وطلب منح أبناء قتلى الجيش تعليمًا مجانيًا.

ويصف الثمن الباهظ للحرب والتحدي الذي تواجهه الحكومة في دفع هذا الثمن بـ «المستنقع المفتوح».

ويؤكد أن صفقة الدبابات الجديدة هذه ما هي إلا أحدث حلقة في سلسلة مبيعات الأسلحة منذ أعلن السعوديون بداية ما يسمى عملية «عاصفة الحزم» العام الماضي.

سلاح أمريكي بـ 110 مليار دولار

ويقول تقرير «ناشيونال انترست»، أن الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» هو الأكثر حماسًا لبيع الأسلحة للمملكة في التاريخ الأمريكي، وأن جملة المبيعات الأمريكية من الأسلحة للسعودية بلغت 110 مليار دولار في عهده، ما دعا السناتور «كريس ميرفي» من ولاية كونيتيكت للدعوة لمزيد من التدقيق في الأسلحة الموردة للمملكة.

وقد استخدم السعوديون صواريخ باتريوت لاعتراض ما لا يقل عن عشرة صواريخ سكود، وذكرت المملكة هذا الأسبوع أنه تم اعتراض أكثر من اثنين من الصواريخ الباليستية عن طريق اتخاذ تدابير دفاعية سعودية.

ويلمح التقرير إلى أنه إذا كانت المملكة تقول أن الحرب في اليمن منعت استيلاء الإيرانيين على اليمن، وتلعب بورقة إيران لتحافظ على التأييد الشعبي للحرب، وحشد الجزء الأكبر من العالم العربي وراءها، إلا أن السؤال الذي يوجه للملك «سلمان»، هو: إلى أي مدى سيظل يستخدم ورقة التهديد الإيراني؟، لأن طهران سوف تظل دوما تخلق المتاعب والقلاقل للسعودية والخليج.

ويختم التقرير بتأكيد أن «الخاسرين في الحرب هم بالطبع الشعب اليمني، فأكثر من نصف الشعب البالغ تعداده خمسة وعشرين مليون شخص يعانون من سوء التغذية، وهُجر الكثير منهم. كما أن الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر، وأصبحت الحرب تلقي إهمالا ملحوظا في تغطية وسائل الإعلام الأمريكية.

  كلمات مفتاحية

السعودية الولايات المتحدة دبابات صفقات أسلحة

رئيس «النواب الأمريكي» يسعى لمنع صفقة أسلحة للسعودية قيمتها 1.15 مليار دولار

«ديفينس نيوز»: الشركات الأمريكية تستحوذ على 73% من عقود تسليح الخليج

«ديفينس نيوز»: نفقات السعودية والإمارات على التسليح تستخدم للضغط على عواصم القوى الكبرى

«فورين بوليسي»: لماذا تشتري السعودية صواريخ مضادة للدبابات لحرب لن تخوضها؟

«ولد الشيخ» يزور مسقط اليوم السبت للقاء وفد «الحوثي» و«صالح» التفاوضي