حذفت فضائية «العربية» السعودية نص المقابلة الخاصة التي أجرتها مع زعيم منظمة الكيان الموازي «فتح الله كولن»، الذي نشرته من موقعها الإلكتروني وأيضا قناتها على اليوتيوب.

وشن نشطاء على «تويتر» هجوما عنيفا على قناة العربية لنشرها هذه المقابلة، معتبرين أنها تسيء بهذه المقابلة إلى العلاقات بين تركيا والسعودية، وطالبوا بحذفها.

وبعدها بوقت قصير تم حذف المقابلة من موقع العربية الإلكتروني وقناتها على اليوتيوب، دون أسباب واضحة. 

وكانت تغطية قناة «العربية» التي تدار من دبي، لأحداث الانقلاب الفاشل الذي وقع في تركيا، منتصف الشهر الماضي قد واجهت هجوما عنيفا، حيث اتهمها نشطاء بالانحياز بشكلٍ واضح للانقلابيين في تركيا، خاصة بعدما حاولت القناة مقارنة ما حصل في مصر من انقلاب عسكري عام 2013، واصفةً إياه بـ«الربيع العربي»، بما يحدث في تركيا، ووصفته «الصيف التركي».

وتحدث «كولن» في المقابلة عن الأوضاع في تركيا بعد محاولة الانقلاب الذي اتهمه الرئيس «رجب طيب أردوغان» بتدبيرها، وزعم أن «أردوغان» أساء إلى الديمقراطية والجمهورية التركية.

ووصف «كولن» محاولة الانقلاب الفاشلة بأنه انقلاب دموي مسرحي مصطنع، وخطط له سلفًا، لاستغلاله أسوأ استغلال، منتقدا حملة الاعتقالات التي قامت بها الحكومة التركية عقب محاولة الانقلاب في صفوف أتباع «كولن داخل مؤسسات الدولة.

ووجه «كولن» العديد من الاتهامات للرئيس التركي، زاعما أن «أردوغان كان يريد توظيف المؤسسات التابعة لكولن للدعاية الشخصية لنفسه، وللترويج لزعامته للمسلمين وإمارة المؤمنين، بحد قوله.

وقال «بعد سيناريو الانقلاب الأخير هذا، وإسكاته لكل صوت معارض تمكن أخيرا من بسط كافة نفوذه، وبادر إلى اتهامنا بأننا كيان موازٍ وتنظيم إرهابي، واعتقل كل من يعترض طريقه. لقد اعتقل آلافًا من الناس».

واعتبر «كولن» أن «أردوغان أضر بالديمقراطية، وبالنظام الجمهوري، وأضر بعلاقات تركيا الخارجية، وأضر بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وبمكانة تركيا في حلف الناتو. كما أساء إلى سمعة تركيا في العالم الإسلامي»، بحد زعمه.

كما ادعى أن «أردوغان لم يكن له أي أثر إيجابي في فترة حكمه الأخيرة».

وعن مطالبة تركيا بتسليمه من الولايات المتحدة التي يقيم بها، قال «كولن»: «لا يمكنني أن أقول شيئًا في هذا الصدد. لكن سبق أن أدليت بأقوالي في النيابة العامة بنيوجرسي على خلفية قضايا رفعت ضدي في المحاكم التركية قبل سنين».

 وتابع «كنت شاهدًا على مدى احترامهم لقيم العدالة في التعامل معي. لذلك أعتقد بناء على تجرتبي السابقة أنهم لن يفرّطوا في هذه القيم أو يتخذوا قرارات خاطئة استنادًا إلى ادعاءات واهية. فالولايات المتحدة لن تجازف بسمعتها لدى الرأي العام العالمي وترتكب خطأ كهذا»، بحد قوله.

مصر عرضت استضافته

وأشار إلى أنه تلقى دعوات لاستضافته مؤخرا من مسؤوليين كبار في مصر وبعض دول أمريكا اللاتينية، وقبلها روسيا.

وبسؤاله عن سبب اعتقاد أغلب الشعب التركي بأنه وأتباعه يقفون خلف الانقلاب الأخير، واصل «كولن» مزاعمه بالقول إن «معظم الشعب التركي خاضع جراء التهديدات، والبعض الآخر طامع في منافع مقدَّمة وأخرى موعودة، حيث تقدم السلطات فيللا وقصورًا من أجل إخضاعهم. وأحيانًا يعطونهم أموالا لحشد الناس في اللقاءات الجماهيرية».

وعن رأيه في إعلان حالة الطوارئ في البلاد، واحتمال استعادة عقوبة الإعدام؟، قال «كولن» إن «السلطة المدنية تستغل الآن حالة الطوارئ لتصفية حساباتها».

وفيما يتعلق بتحسن العلاقات مع روسيا، ادعى «كولن»: أن الحكومة التركية غارقة في دوامة من المشكلات دون أن تجد لها حلولًا، مشيرا في هذا الصدد إلى أن إعادة تطبيع العلاقات مع (إسرائيل)، وخطاباتُ الود الموجَّهة لها تسير في هذا السياق.

وأضاف «ومن قبلُ كانوا يطلقون ألسنهم ضد روسيا، لكن عندما غرقوا في المشكلات صاروا يريدون سحب روسيا إلى جانبهم. بالإضافة إلى وجود مصالح مشتركة بين الطرفين تتعلق بالغاز والبترول ورغبةِ تركيا في تأمين علاقاتها مع دول وسط آسيا».

واعتبر أن ما يحدث في تركيا الآن سيؤدي إلى عزلتها إلى تفاقم عزلتها، وقد تُفرَض عليها عقوبات بموجب عضويتها في بعض المنظمات الدولية كالاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي وحلف الناتو، وقد تحدث انشقاقات داخل الحزب الحاكم.