كشف وزير النقل الإسرائيلي «يسرائيل كاتس»، أمس الاثنين، عن خطة لإنشاء خط سكة حديد لربط «إسرائيل» مع «الدول العربية المعتدلة».

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن «كاتس» قوله: «إنه يجري حاليا وضع حجر الأساس لخط سكة حديد يربط إسرائيل بالأردن، مضيفا أن الخط سيربط مدينة بيت شان الإسرائيلية بجسر الملك حسين في الأردن».

وأضاف الوزير أن الاتصالات مستمرة مع الجانب الأردني في هذا الشأن.

وأثار حديث وزير النقل والمواصلات الإسرائيلي إقامة سكة حديد مع الأردن لنقل البضائع موجة جديدة من الجدل والتكهنات في موضوع قديم تعاقبت عليه طوال العقدين الماضيين معلومات وتصريحات المختلفة.

لكن أوساط المتابعة السياسية والقانونية التي تلقت معلومات مباشرة في إقامة سكة الحديد، كما نشرها اليوم موقع «كلكيست»، تعاملت مع هذا الخبر بجدية، من زاوية أنه جاء في سياقات وإشارات متفرقة توحي بأن المشروع القديم الوارد في اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية ربما تتوفر له الآن ظروف تنفيذ مدعومة بواساطات أو ربما ضغوط تسريع أمريكية، بحسب المصادر.

فقبل أربعة أيام قامت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الأردن «إليس ويلس»، وبصحبتها السفير الأمريكي في «إسرائيل»، بزيارة نائب الوزير الإسرائيلي لشؤون التعاون الإقليمي عضو الكنيست «أيوب قرا»، وفي اللقاء، الذي نشرت تفاصيل منه موقع «بانيت» الإسرائيلي، كان واضحا تركيز السفيرين الأمريكيين في عمان وتل أبيب على موضوع المشاريع الإقليمية المشتركة ومن بينها قناة البحرين (الأحمر-الميت)، ومشروع المعابر العمالية بين الأردن و«إسرائيل».

يشار إلى أن نائب الوزير الإسرائيلي «أيوب قرا» كان زار الأردن قبل ستة أسابيع، وقيل يومها في الصحف الإسرائيلية أنه بحث موضوعي السكك الحديدية والغاز الإسرائيلي للأردن.

واللافت للانتباه اليوم أن نائب رئيس الوزراء الأردني الدكتور «جواد العناني» تحدث عن موضوع استيراد الأردن للغاز من «إسرائيل» باعتباره قضية ما زالت مطروحة وقائمة، رغم كل ما قيل خلال العامين الماضيين عن تجميد المشروع أو إلغائه بسبب خلافات قانونية داخل «إسرائيل» أو بسبب الضغوط النيابية والشعبية الأردنية.

يشار إلى أن مشروع شبكة السكك الحديدية التي تربط دول المنطقة، بما فيها «إسرائيل»، كان جزءا من مشاريع أو أحلام الشرق الأوسط الكبير الذي تحدث عنه الرئيس الإسرائيلي «شمعون بيريز» في التسعينيات.

وتستذكر المصادر أن إقامة سكة حديد بين الأردن و«إسرائيل» كانت جزءا من ديباجة اتفاقية السلام بين البلدين عام 1994 حيث نصت على أن يقوم الطرفان بفتح أو إقامة طرق ونقاط عبور بينهما، وسيأخذان بالاعتبار إقامة اتصالات برية واتصالات بالسكك الحديدية بينهما.

وكانت الصحف الإسرائيلية نشرت في شهر يوليو/تموز الماضي عن قرب المباشرة بتنفيذ الربط السككي بين ميناء حيفا وقرية أم قيس شمال الأردن بهدف الوصول لاحقا في المشروع إلى بقية دول المنطقة.

وقالت المعلومات إن المشروع الراهن يكلف حوالي مليار دولار وإنه سيربط حيفا مع  ما كان يسمى بـ«الخط الحجازي» الذي كان يستخدم أيام الدولة العثمانية كناقل للجميع.

من جهته، نفى مدير عام مؤسسة الخط الحجازي الأردني «صلاح اللوزي»، في حينه، أي علم بمثل هذا الربط الإسرائيلي مع الخط الحجازي، وقال إن جميع الحكومات المتعاقبة كانت أكدت له أنه لن يكون هناك أي ربط بين الأردن و«إسرائيل» ما لم يتحقق سلام عادل وشامل.

وتحدث «اللوزي»، في حينه، بما تحدث به اليوم نائب رئيس الوزراء الأردني، الدكتور «جواد العناني»، عن مشروع وطني للسكك الحديدية يربط المملكة مع سوريا من جهة، ومع المملكة العربية السعودية من جهة أخرى، ومع ميناء العقبة من جهة ثالثة.

وتحدث نائب رئيس الحكومة الأردني، أيضا عن الصندوق الأردني السعودي المشترك الذي يجري العمل حاليا على تأسيسه، حيث تتصدر مشاريع هذا الصندوق إنشاء شبكة سكك حديدية تربط مدن الأردن مع الحدود السعودية.