مصر تشترط موافقة وزارتي الثقافة والآثار قبل وضع التماثيل في الميادين العامة

الأربعاء 7 سبتمبر 2016 07:09 ص

أصدر رئيس الوزراء المصري «شريف إسماعيل»، قرارا بحظر وضع تماثيل أو منحوتات جديدة أو ترميم أخرى قائمة إلا بعد الرجوع لوزارتي الثقافة والآثار.

جاء ذلك بعد تكرار رفع تماثيل مشوّهة في عدد من مدن البلاد، كان آخرها تمثال يظهر جنديا يحتضن امرأة من الخلف في محافظة سوهاج في جنوب البلاد، وهو ما أثار غضباً وسخرية دفعت المسؤولين لتعديل تصميمه.

وقال مسؤول في مجلس الوزراء، إن القرار جاء بعد «تكرار وضع تماثيل سيئة في ميادين البلاد لا تتماشى مع التاريخ المصري العريق».

وكان محافظ سوهاج «أيمن عبد المنعم» أمر بتعديل تصميم التمثال الذي أثار الأزمة، وكان وضع في مدينة البلينة في هذه المحافظة.

وقال إنه أمر بالتحقيق في التكليف بنحت التمثال من قبل المجلس المحلي، مضيفا أنه كان يتعين استشارة مكتب المحافظة قبل إنفاق 250 ألف جنيه مصري مقابل التمثال.

وتابع «أحيانا تصطدم رؤية الفنان مع ثقافة المجتمع، وإذا كنا معنيين باحترام المواطنين، فعلينا ألا نؤذي مشاعرهم، وكلنا نحترم جيشنا وبلدنا».

وأثار تصميم التمثال، الذي يحتضن فيه الجندي المرأة، سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر البعض أنه يتضمن دعوة غير مباشرة للتحرش.

وأكد رئيس مدينة البلينة «عدلي أبو عقيل» أن «التمثال يجسد جنديا شهيدا يحتضن أمه»، قائلا «الناس فهموا خطأ».

وأضاف «بناء على توجيهات المحافظ أبلغنا الفنان الذي صمّمه بتعديله، ليكون تمثالا للأم فقط وهي تحمل علم مصر».

ويمثل التمثال المنحوت، والذي سمي «أم البطل»، مصر بفلاحة نحيلة كما هي العادة في الفن التقليدي بمصر، وهي تمد ذراعيها على الجانبين. يقف خلفها جندي يلبس خوذة بشكل ملاصق لها، ينظر من فوق كتفها ويلف ذراعيه حولها.

وبدأ النحات «وجيه يني»، البالغ من العمر 60 عامًا، والمنفذ للتمثال، بتعديل التمثال بإزالة الجندي، واستبداله بغصن زيتون في يد المرأة. وقال أنه سيضع حمامات بيضاء تشكل هلالًا ترمز للسلام على رأس المرأة.

ودافع «يني» عن عمله، رافضا أي ادعاء بالبذاءة في عمله، قائلًا أن الجندي يمثل «روح الشهيد» وهي تحمي مصر.

وأكد «مازلت مقتنعًا بفكرة التمثال الأصلية، ولن تغير التعديلات من ذلك. ولكن من المهم لي أن يسعد كل شخص بالتمثال».

وسبق أن أثارت تماثيل مشوهة وضعت في عدد من مدن البلاد انتقادات شديدة.

أبرز هذه التماثيل كان تمثال للملكة نفرتيتي وضع عند مدخل مدينة سمالوط بمحافظة المنيا (جنوب مصر)، واحتوى على مشاكل فنية واضحة منها عدم استواء الوجه والأنف، وعيوب أخرى بالعين. وقررت السلطات حينها إزالته بعد اعتراضات واسعة.

وفي محافظة الإسماعيلية (شرق مصر)، أثارت صور تمثال للاعب رياضي يظهر عضلاته سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعدما فشلوا في معرفة رمزيته، لتتصاعد السخرية بخصوصه وخصوصاً أن تنفيذ التمثال أعطى انطباعاً بأنه شخص لا يرتدي سوى ملابس داخلية.

وتتزين ميادين شهيرة في القاهرة بتماثيل نفّذها نحاتون مصريون مشهورون قبل عقود.

ففي ميادين وسط القاهرة، يقف تمثال الزعيم المصري الوطني «مصطفى كامل» ملوحا بيديه في الميدان الذي يحمل اسمه، وليس بعيدا منه تمثال الاقتصادي الكبير «طلعت حرب» في الميدان الذي يحمل اسمه كذلك.

كما يوجد تمثال «إبراهيم باشا» ممتطيا جواده في تمثال بارع التفاصيل في ميدان الأوبرا المزدحم ليلا ونهارا.

  كلمات مفتاحية

مصر تماثيل تحرش جنسي وزارة الثقافة وزارة الآثار تماثيل مصر