صحيفة لبنانية: رسالة سرية من واشنطن إلى طهران للتفاوض حول اليمن بدون الرياض

الخميس 15 سبتمبر 2016 06:09 ص

قالت جريدة «الأخبار» اللبنانية اليوم الخميس، إن واشنطن مررت رسالة سرية إلى طهران للتفاوض حول اليمن بدون المملكة العربية السعودية.

وزعمت الصحيفة أن الحرب في اليمن ما هي إلا استمراراً للحروب بالوكالة في المنطقة، وبالتحديد لحرب الرئيس العراقي الأسبق «صدام حسين» ضد الجمهورية الإسلامية التي كانت «شابة» بحسب وصف الجريدة عام  1980.

وأضافت الجريدة، أنه «مثلما تورط العراق في حربه ضد إيران، أو تم توريطه من قبل قوىً غربية؛ فقد تم توريط السعودية، أيضاً، في الحرب ضد اليمن».

وذكرت أنها الحرب التي «أرادت السعودية عبرها سحق أنصار الله وعلي عبد الله صالح في غضون أسابيع... تحولت إلى خطر حقيقي يهدّد الرياض، ما استدعى تدخّلّاً أمريكياً دون اعتبار المُعتدي طرفاً أصيلاً في التفاوض الإقليمي!».

وادعت الجريدة أنه عقب توغل اليمنيين في العمق السعودي ومضي عام ونصف العام من بدء الحرب فإن الأمر صار مقلقاً للأمريكيين مما جعلهم يقدمون على اقتراح سري من أجل التفاوض مع إيران واليمنيين بعيداً عن السعودية وهو الأسلوب الذي يتبعه الأميركيون، وهو تكرار لسيناريو بريطاني فعلته لندن في السنة الأخيرة للحرب العراقية ــ الإيرانية، حينما نُقلت رسالة إلى طهران مفادها (أننا مستعدون للتفاوض)».

رسائل أمريكية وتمهل إيراني

وأضافت الجريدة: «في سياق الحرب اليمنية، يكشف مصدر مطلع في طهران عن أنّ واشنطن مررت قبل أسابيع، وتحديداً قبيل طرح خطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري في 12 أغسطس/آب الماضي، رسالة إلى السفارة الإيرانية لدى مسقط (عبر الحكومة العُمانية)، تقترح بموجبها إجراء مفاوضات إيرانية ــ روسية ــ أمريكية على مستوى الخبراء بداية، لتقرير مصير الحرب، من دون أي ذكر للسعودية في الاقتراح».

وبحسب الجريدة اللبنانية، أيضاً، فإن المصدر أفاد بأنّ «الاقتراح علمت به السعودية وأزعجها، لكن الجمهورية الإسلامية لم ترحب به ولم تردّ عليه بعد، بل يبدو أنها ستكرر رد فعل الخميني في ظل تشابه الظروف والسلوك (؟)، فضلاً عن ضرورة تأكيد أن الطرف المخول للحديث معه في أي تفاوض هو الجانب اليمني المتمثل حالياً في المجلس السياسي الأعلى».

وبحسب المصدر، الذي اعتمدت الجريدة عليه، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه، «فقد أكّد أن أحد مساعدي وزير الخارجية الإيراني (محمد جواد ظريف)، أبدى ترحيبه بالاقتراح، معلناً استعداده الدخول في المفاوضات المقترحة، ولكن لم يسمح له بالتحرك حتى الآن في القضية، لأن الأوساط المعنية ترى أن الهدف الأساسي للطرح الأمريكي هو أساساً (إيقاف الزحف اليمني في العمق السعودي)، أي احتواء الحرب لا إيقافها، من ثم ترتب واشنطن أوراقها مع السعودية، كذلك استبعد أن تجيب طهران في أي وقت قريب، ما دام التقدم اليمني متواصلاً في السعودية، وأيضاً في ظل الأجواء الانتخابية في الولايات المتحدة وانهماك (الحزب الديموقراطي) فيها».

وخلصت «الأخبار» اللبنانية إلى أنه: «تعددت الأسباب التي دفعت جون كيري إلى طرح خطة لإنقاذ السعودية من الورطة: أولاً اليمنيون تجاوزوا الخطوط الحمر (وفق النظرة الأمريكية) بدخولهم العمق السعودي، والصواريخ الباليستية يتّضح كل يوم أن مداها يتزايد، بخاصة بعد سقوط صاروخ (بركان 1) قرب مدينة الطائف (غربي المملكة)، ما يعني أن هذه الصواريخ تستطيع استهداف أماكن أبعد من حيث المدى.. كذلك إن إصابة صاروخ واحد المستوعبات النفطية السعودية في نجران، كان كفيلاً برفع سعر برميل النفط الخام 2% عالمياً وفق مراقبين، ما قد يسبب فوضى في سوق الطاقة العالمية، وهذا ما لا يريده البيت الأبيض عشية الانتخابات».

وأكدت الجريدة «من جهة أخرى، استطاع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إمرار صفقات شراء أسلحة أميركية للسعودية بأرقام قياسية تفوق 120 مليار دولار خلال ولايتيه، منها صفقة 150 دبابة (أبرامز) أُعطِب العشرات منها بالصواريخاليمنية المضادة للدروع، الأمر الذي دفع مرافقاً عسكرياً لجون كيري ــ خلال زيارته الأخيرة للمملكة ــ إلى تقديم نصيحة لولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بأن يستخدم الجيش جنوداً أكثر كفاءة وبراعة لقيادة المركبات الأمريكية، حتى لا يضر ذلك سمعة الصناعة الأمريكية التي باتت تهان على أيدي مقاتلين لا يملكون إلا أسلحة صغيرة وبضعة صواريخ موجهة».

واختتمت الجريدة تقريرها ومزاعمها بالقول: «ضمن سياسة (تبريد الحرب) لا إنهائها، لا مشكلة لدى واشنطن في تجاوز الرياض الآن وغداً، أو على الأقل حتى تتجاوز الاستحقاق الانتخابي بسلام، وهذا ما تستوعبه القيادة الإيرانية، وتعرف أنه حتى مجرد قبول الحديث في المقترح الأمريكي، أو مناقشته مع اليمنيين، هو خطأ لا يقع فيه المبتدئون».

المصدر | الخليج الجديد+الأخبار اللبنانية

  كلمات مفتاحية

لبنان صحيفة زعم أمريكا واشنطون تخلي إيران اليمن السعودية

سعودي يتلقى خبر مصرع ثاني أبنائه على الحدود اليمنية خلال عام

مقتل 5 جنود سعوديين في هجمات منفصلة على حدود اليمن

«مجتهد»: الإمارات تسيطر على منفذ الوديعة تمهيدا لفصل جنوب اليمن

«ناشيونال إنترست»: الحرب السعودية في اليمن ليست طائفية لكنها تدور حول المصالح

‏التايمز: ضغوط لحظر بيع الأسلحة البريطانية للسعودية بسبب حرب اليمن ⁦‪