«واشنطن بوست» قابلت الشخص الذي دفن الطاغية بيديه: «حفتر هو قذافي ليبيا الجديد»

الأحد 18 سبتمبر 2016 06:09 ص

نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية تقريراً مفصّلاً تناول جانباً من حياة «أنور صوان»، الشخص الذي وُضعت جثتا القذافي وابنه في منزله في مصراته بعد قتلهما على يد الثوار.

ويقول التقرير، الذي أعدّه الصحفي «سودرسان راغافان»، إن الغرفة التي احتوت جثتيّ القذافي وابنه تمتلئ اليوم بصناديق يعلوها الغبار، كما اختفت الثلاجة التي كان وضع فيها الجثتين.

وبعد ساعات من قتل «القذافي» وابنه في الثورة الليبية، حمل مقاتلو مصراته جثة القذافي وابنه كغنيمة إلى مدينتهم التي مزقتها الحرب بعد سقوط «القذافي».

الصحيفة تضيف أن الليلة الأولى للجثتين كانت في بيت «أنور»، ما منح المنزل شرفاً ثورياً عظيماً في ليبيا، فيما تحوّل هذا المنزل الآن لمحطة لشحن الأسلحة التي تخدم القوات الثورية في ليبيا، خصوصاً في مدينة سرت.

جهاز الخليوي الخاص بـ«صوان» يحتفظ بالعديد من الرسائل النصية من موالين لـ«القذافي» يتوعّدونه بالانتقام والقتل، كما تحمل عبارات حادة تهدد حياته، حيث إنهم يعتقدون أنه قام بدور هام في مقتل «القذافي» وابنه، كما أنه يعرف المكان السري الذي دٌفن فيه القذافي، وشارك ويشارك تقريباً في كل المعارك التي حدثت وتحدث في ليبيا، مع أنه كان يعمل كرجل أعمال قبل اندلاع الثورة الليبية.

وبحسب التقرير، فإن «صوان» يقوم بشراء الأسلحة، التي يتم بيعها من مخازن السلاح الخاصة بنظام «القذافي»، بالإضافة إلى شرائه للسترات الواقية للرصاص والغذاء، وأي شيء قد يعطي الأفضلية للقوات التي يدعمها صوان في الحرب، خصوصاً على القوات الموالية لتنظيم «الدولة الإسلامية» في ليبيا.

بالنسبة لـ«صوان» فإن هناك العديد من المعارك التي يجب خوضها، كما أن الأعداء على مدّ البصر، ويقول صوان «يوجد الآن أكثر من قذافي واحد في ليبيا».

«صوان»، الذي كان يمتلك مصهراً للألمنيوم ومصنعاً لعلف الحيوانات منذ خمس سنوات، حمل السلاح وانضم إلى الثورة في ليبيا.

وتحولت مصراته، ثالث أكبر مدن ليبيا إلى ساحة حرب كبرى، وشهدت اشتباكات عنيفة بشكل يومي بين أنصار «القذافي» والثوار، وأخيراً في مايو/ أيار من العام 2011 استولى الثوار على المدينة بمساعدة هجمات حلف شمال الأطلسي الجوية.

و يقول التقرير إنه في أكتوبر/تشرين أول من نفس العام تم قتل ا«لقذافي» وابنه «معتصم» في سرت الليبية، وأحضر مقاتلو مصراته جثتيهما إلى ثكناتهم في مصراته، وقد طالبت الحشود برؤيتهما، وفي ذلك الوقت أراد المجلس العسكري المحلي للمدينة أن يجري طبيب شرعي فحصاً للجثث للتأكد من هويات القتلى، وقد عرض «أنور صوان» بيت العائلة لإجراء الفحوصات، والتي بدورها أكسبت المنزل احتراماً، حيث يقول «صوان» «احترم الناس بيتي، ولم يكن يجرؤ أحد على اختراق حرمة بيت شخص آخر»، وفي اليوم التالي تم نقل الجثث إلى سوق محلية، حيث تم عرضها في خزانة تبريد لمدة ثلاثة أيام.

وتقول «واشنطن بوست» إن صوان يدعم قوات «فجر ليبيا»، و قد قامت هذه القوات بمهاجمة مطار طرابلس، وسيطرت على العديد من أجزاء المدينة صيف عام 2014، بينما تسيطر على شرق المدينة حكومة منافسة، فيما تؤكد الآن حكومة ثالثة مدعومة من الغرب سيطرتها على ليبيا بقيادة فايز السراج، فيما ينظر صوان للأمر من منظور آخر، حيث يقول «نصّبه المجتمع الدولي في السلطة، فرضوه علينا».

و لكن التهديد الأكبر بنظر «صوان»، والأخطر حتى من تهديد «الدولة الإسلامية»، هو الجنرال «خليفة حفتر»، الزعيم العسكري الذي تسيطر قواته على عدة مناطق في ليبيا، ولم يعترف بحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس.

وقد قال «صوان» «حفتر هو القذافي الجديد في ليبيا» واستطرد للصحيفة «قريباً ستجد جثته هنا»، مشيراً إلى جانب من المستودع.

واختتمت الصحيفة التقرير بالحديث حول مدينة سرت ومكان قبر «القذافي»، حيث قالت إن قادة مصراته أبقوا مكان القبر سرياً، خوفاً من أن ينتهك المقاتلون حرمته، أو أن يجعل مناصرو القذافي من القبر ضريحاً، ويحوّلوه لما يشبه الأماكن المقدسة، وقد تم دفن القذافي بحضور ثمانية رجال فقط، أقسم جميعهم أن يبقوا الأمر سراً، فيما يقول صوان في آخر حديثه «يظل أسوأ يوم نمرّ به الآن أفضل من أي يوم جيد تحت حكم القذافي».

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

ليبيا القذافي حفتر