استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لماذا لا تتعولم أمريكا؟

الأحد 18 سبتمبر 2016 03:09 ص

أكثر، وأشد، أنواع هجاء العولمة شيوعاً هو ذاك الذي ينعتها بالأمركة، فكأننا حين نتحدث عن «عولمة» العالم، يكون قصدنا «أمركته».

ومع أن هذا الهجاء تنقصه الدقة في الكثير من أوجهه، لكنه غير خالٍ تماماً من الوجاهة، على الأقل من زاوية واحدة كبيرة الأهمية، هي أن الصعود المدوي لعولمة العالم في العقدين أو الثلاثة المنقضية، تزامن مع الهيمنة شبه المطلقة للولايات المتحدة الأمريكية على العالم، بعد انهيار ثنائية القطبين العالميين مع انهيار الاتحاد السوفييتي، وما تلا ذلك من تقهقر مكانة روسيا، عموده الفقري، وانشغال الصين بترتيب بيتها الداخلي أولاً، بصمت، وبعيداً عن الاستعراض، وتحاشي التنطح لأدوار عالمية لم تكن تجد أن لحظتها قد أزفت بعد.

لكن ما من شيء ثابتٍ على حاله، الثابت الوحيد في الدنيا هو التغيير.

روسيا التي خرجت متهالكة واهنة القوى بعد سباق الحرب الباردة الطويل، لم تعد كذلك، وحتى لو لم تستعد سالف المجد السوفييتي، لكنها باتت قوة كبرى قادرة على منازلة الهيمنة الأمريكية في أكثر من منطقة، بينها منطقتنا العربية مثالاً، وفي يدي فلاديمير بوتين أوراق قوة لا يصح الاستخفاف بها يرميها وقت يشاء.

الصين هي الأخرى كفت عن أن تكون الدولة المنكفئة على نفسها، المنصرفة لشأنها التنموي الداخلي، فهي اليوم تتصرف بمنطق القوة العالمية التي ليس بالوسع تجاهل كلمتها، ما فرض تغييراً في الاستراتيجيات الأمنية والدفاعية الأمريكية لتتوجه نحو آسيا البعيدة، حيث تأتي مؤشرات جادة على أن عالم القطب الواحد ينتهي أو يوشك على الانتهاء.

يمكن الحديث هنا أيضاً عن الصعود الألماني، فلعل هذه الدولة، باستعادة وحدتها، كانت أكثر المستفيدين من نهاية الحرب الباردة، لجهة استعادة دورها المحوري لا في أوروبا وحدها، وإنما في العالم كله، حتى لو ظلت مقصية من حق العضوية الدائمة في مجلس الأمن. 

إلى ذلك كله تواجه الهيمنة الأمريكية على مناطق نفوذها صعوبات جمة؛ فهي لا تحظى بالقبول في كل مكان تعتقد واشنطن أنها تسيطر عليه. باحث أمريكي قال مرة ما مفاده: كون الآخرين يشربون الكوكاكولا ويلبسون الجينز، لا يعني أن تفكيرهم بات أمريكياً، أو أنهم يستسيغون السياسات الأمريكية.

غاية القول أن العولمة لم تعد أمريكية. العالم يتعولم بألوان سياسية وثقافية متعددة، وفي كلمات أخرى: لقد حانت اللحظة التي لن يعود ممكناً بعدها أن يدار العالم من مركز واحد. ثمة مراكز قوة كبرى، تتشكل وتؤثر، لكن الناقص في هذا هو أن تعترف الولايات المتحدة بحاجتها، هي، إلى أن «تتعولم»، وتكف عن حلم «أمركة» الآخرين.

* د. حسن مدن كاتب بحريني

  كلمات مفتاحية

أمريكا العولمة الهيمنة الأمريكية الاتحاد السوفييتي روسيا الصين الحرب الباردة المنطقة العربية بوتين