تضارب الأنباء حول مواقع سيطرة قوات «حفتر» وحكومة الوفاق للهلال النفطي

الأحد 18 سبتمبر 2016 04:09 ص

اندلعت مواجهات مسلحة بمنطقة الهلال النفطي، شرق وسط ليبيا، اليوم الأحد، بين قوات حرس المنشآت النفطية، التابع لحكومة الوفاق الوطني من جهة، وقوات الجيش الموالية لمجلس نواب طبرق والتي يقودها المشير «خليفة حفتر»، من جهة أخرى.

وفي الوقت الذي أكد فيه الطرف الأول استعادة سيطرته علي مناطق، خسرها الأسبوع الماضي، نفى الطرف الثاني ذلك، مؤكداً احتفاظه بكافة المواقع.

وفي تصريح للأناضول عبر الهاتف، قال «علي الحاسي»، الناطق باسم جهاز حرس المنشآت النفطية (انشق عن برلمان طبرق وأعلن تبعيته لحكومة الوفاق قبل شهرين) إن قواته هاجمت فجر اليوم بشكل مباغتٍ قوات حفتر في مناطق الهلال النفطي، مؤكداً «استعادة السيطرة علي ميناء السدرة النفطي والمنطقة السكنية راس لانوف».

وأشار «الحاسي» إلى أن قواته مستمرة في التقدم لاستعادة السيطرة علي بقية موانئ النفط في المنطقة (خسرتها الأسبوع الماضي لصالح جيش البرلمان)، موضحاً أن المعارك، التي يقودها قائد حرس المنشآت النفطية إبراهيم الجضران، بنفسه لا تزال مستمرة.

وتابع «الطيران الحربي التابع للعدو (قوات حفتر) نفذ ضدنا عدة ضربات جوية، لكنه لم يفلح في صد الهجوم الذي نفذ من أكثر من محور في ذات الوقت».

في المقابل نفى العقيد «مظفر المغربي»، القائد الميداني في قوات جيش مجلس النواب، أن تكون "قوات الجضران قد أحرزت أي تقدم، أو سيطرت علي مواقع خسرتها الأسبوع الماضي».

وأوضح «المغربي»، في تصريح للأناضول عبر الهاتف من موقع المعارك، أن قواتهم كانت تتوقع الهجوم وهو لم يكن مباغتاً أو مفاجئاً بالنسبة لها، مؤكداً أن مواقع تواجد قوات حفتر» مؤمنة.

كما أكد متحدث عسكري من قوات «حفتر» إحكام السيطرة على كامل منطقة الهلال النفطي بعد الهجوم الذي تعرضت له فجر الأحد.

وقال آمر حرس المنشآت النفطية للمنطقة الشرقية والوسطى التابعة للقيادة العامة لجيش حفتر العقيد «مفتاح المقريف» لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إنه تم صد الهجوم وإحكام السيطرة على المنطقة.

وأوضح أنه تم التصدي لهجوم فصيل «مصطفى الجضران» على ميناء راس لانوف بمساعدة ضربات جوية للجيش الوطني الليبي (قوات حفتر) وإن القوات المتحالفة مع الجيش تستعد لاستعادة السيطرة على ميناء السدر.

ولفت «المقريف» إلى وقوع خسائر وقتلى وأسرى، إلا أنه ذكر أنه لم يتم إحصاؤها بعد، مشيرا إلى أن القوات المهاجمة انسحبت لجهة الغرب وأن الأمور أصبحت هادئة.

وقال إن حريقا اشتعل بأحد خزانات النفط، موضحا أنه تم إخماد الحريق.

ولم يذكر أي طرف حصيلة الخسائر في صفوفهما جراء المعارك المحتدمة، كما لم يتسن الحصول على معلومات من مصدر مستقل حول المواقع التي يسيطر عليها كل طرف.

وفي وقت سابق، نقلت وسائل إعلام عن أحد قياديي حرس المنشآت «مصطفى بوالعين»، إن الهجوم الذي شنه حرس المنشآت، لاستعادة سيطرته على منطقة الهلال يجرى من أكثر من محور من الجنوب ومن الناحية الغربية، موضحا أن القوات الموالية لـ«حفتر» تستخدم الطيران في استهداف تمركزات حرس المنشآت، فيما تتقهقر على الأرض بسبب الهجوم المباغت.

وأضاف أن حرس المنشآت عازم على استعادة منطقة الهلال النفطي بالكامل، في عملية عسكرية أطلق عليها اسم «الوهم المتبدد».

تصدير النفط

وجاء القتال في وقت تستعد فيه المؤسسة الوطنية للنفط الحكومية لاستئناف صادرات النفط في الموانئ المغلقة منذ قرابة عامين بسبب اشتباكات بين الفصائل المسلحة المتنازعة.

وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط يوم الخميس رفع حالة القوة القاهرة عن الموانئ المغلقة وقالت إن من الممكن استئناف التصدير على الفور من الزويتينة وراس لانوف.

وأضافت أنها ستبدأ التصدير في أقرب وقت ممكن من ميناء السدر وستواصل التصدير في ميناء البريقة الذي ظل مفتوحا.

وخفض النزاع في ليبيا منذ انتفاضة عام 2011 إنتاج النفط إلى نسبة ضئيلة جدا من 1,6 مليون برميل يوميا كانت الدولة العضو في أوبك تنتجها يوما ما.

وكانت قوات «حفتر»، فاجأت الأسبوع الماضي، قوات حرس المنشآت النفطية بهجوم أدى لانسحاب الأخيرة منها.

وحثت الولايات المتحدة وخمس دول أوروبية مؤخرا القوات الموالية لـ«حفتر» على الانسحاب من موانئ نفطية رئيسية انتزعت السيطرة عليها من قوة منافسة لها مطلع الشهر الجاري.

وأدانت القوى الغربية الهجمات على الموانئ وأكدت عزمها على تنفيذ قرار لـ«مجلس الأمن» الدولي يهدف إلى منع ما وصفتها بأنها صادرات نفط غير مشروعة.

وتضم منطقة الهلال النفطي أربع موانئ نفطية (الزويتينة، البريقة، راس لانوف، والسدرة)، وتقع بين مدينتي بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس) وسرت (450 كلم شرق طرابلس)، وتحوي حقولا نفطية يمثل إنتاجها نحو 60% من صادرات ليبيا النفطية إلى الخارج.

ولدى ليبيا أكبر مخزون للنفط في أفريقيا، وتعتمد على إيراداته في تمويل أكثر من 95% من خزانة الدولة، وتمول منها بشكل رئيسي رواتب الموظفين الحكوميين، ونفقات دعم السلع الأساسية والوقود، وكذلك عدد من الخدمات الرئيسية مثل العلاج المجاني في المستشفيات.

وعقب سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، إثر ثورة شعبية، دخلت ليبيا في مرحلة من الانقسام السياسي، تمخض عنها وجود حكومتين وبرلمانيين وجيشين متنافسين في طرابلس غربا، ومدينتي طبرق والبيضاء شرقاً.

ورغم مساعٍ أممية لإنهاء هذا الانقسام، عبر حوار ليبي، جرى في مدينة الصخيرات المغربية وتمخض عنه توقيع اتفاق في 17 ديسمبر/كانون الأول 2015، انبثقت عنه حكومة وحدة وطنية (حكومة الوفاق الوطني) باشرت مهامها من العاصمة طرابلس أواخر مارس/آذار الماضي، إلا أنها لا تزال تواجه رفضاً من الحكومة والبرلمان اللذين يعملان شرقي البلاد.

  كلمات مفتاحية

ليبيا النفط حفتر

ليبيا: حكومة الوفاق تستعين رسميا بخبرة حلف شمال الأطلسي