«أردوغان» يحذر أصدقاء تركيا من «كولن» ويجدد المطالبة بتعديل بنية «مجلس الأمن»

الاثنين 19 سبتمبر 2016 11:09 ص

قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، اليوم الاثنين، إن «الجيش السوري الحر» المدعوم من تركيا، لا يرغب في تدخل قوات خاصة أمريكية، ملقيا باللوم على سلوك المسؤولين الأمريكيين في تزايد التوتر مع مقاتلي المعارضة.

وأشارت تصريحات «أردوغان»، إلى عدد صغير من أفراد القوات الأمريكية الذين دخلوا بلدة الراعي السورية الأسبوع الماضي، في إطار عمليات لتنسيق الضربات الجوية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، لكنهم أجبروا على الانسحاب باتجاه الحدود التركية، بعدما احتج مقاتلو المعارضة على وجودهم.

وأدلى «أردوغان» بهذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي بإسطنبول قبل أن يتوجه إلى نيويورك، حيث من المقرر أن يلقي كلمة أمام الجمعية العامة لـ«الأمم المتحدة»، قائلا إن المنطقة الآمنة التي تقيمها تركيا على الحدود، يمكن في النهاية أن تمتد على مساحة تصل إلى 5000 كيلومتر مربع.

وأضاف «أردوغان»: «في إطار عملية درع الفرات تم تطهير منطقة تبلغ مساحتها 900 كيلومتر مربع من الإرهاب حتى الآن، هذه المنطقة تتوسع جنوبا، وقد نوسعها لتصل إلى 5000 كيلومتر مربع كجزء من منطقة آمنة».

وقال «أردوغان» إن تأخر حل الأزمة السورية مدعاة لخجل «الأمم المتحدة»، مضيفا: «لا يمكن إنهاء أزمة اللاجئين عبر التخفي وراء الأسلاك الشائكة والجدران العازلة على طول الحدود، وعلى الدول وخاصة المتقدمة منها أن تدرك مسؤولياتها الإنسانية تجاه اللاجئين».

وقال «أردوغان» إن مقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا قد يوسعون المناطق التي يسيطرون عليها في شمال سوريا من خلال التقدم جنوبا، فيما يركزون الآن على التحرك نحو بلدة الباب التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأكد «أردوغان» أن مقاتلي المعارضة السورية المدعومين من تركيا –وهم مجموعات من المقاتلين العرب السوريين والتركمان تقاتل تحت راية الجيش السوري الحر- يستهدفون الآن بلدة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، مضيفا: «تم تطهير جرابلس والراعي، والآن نتجه نحو الباب، سنذهب هناك وسنمنع الدولة الإسلامية من أن تشكل تهديدا لنا.

وقالت تركيا مرارا إن هناك حاجة لإقامة منطقة آمنة أو منطقة حظر للطيران على طول الحدود السورية، بهدف القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» والمقاتلين الأكراد وكبح موجة من الهجرة سببت توترات في أوروبا.

لكن حلفاءها الغربيين حتى الآن يحجمون عن تنفيذ تلك الفكرة، وقالوا إنها ستتطلب وجود عدد كبير من القوات البرية وطائرات للقيام بدوريات في المنطقة بما يعد التزاما كبيرا في ساحة حرب متعددة الأطراف.

الوجه المظلم لمنظمة «كولن»

وفي الشأن الداخلي، قال «أردوغان»: «سيكون خطابي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسيلة لكي نشرح للرأي العام في جميع أنحاء العالم بأفضل طريقة المحاولة الانقلابية الفاشلة، وحقيقة منظمة فتح الله كولن، التي أراقت دماء شهدائنا الـ241».

وأضاف: «سنستمر في كشف الوجه المظلم لفتح الله كولن، وإيضاح التهديد الذي تمثله المنظمة لتركيا وجميع دول العالم، وتحذير أصدقائنا في جميع المحافل».

يذكر أن تركيا قدمت طلبا رسميا إلى الولايات المتحدة، لإلقاء القبض على رجل الدين المعارض «فتح الله كولن» المقيم في أراضيها بتهم تدبير محاولة الانقلاب العسكري التي وقعت في تركيا في 15 يوليو/تموز الماضي.

وتتهم أنقرة الحركة الدينية التي يقودها «كولن» بالتخطيط للمحاولة الفاشلة التي قاد خلالها جنود مارقون طائرات حربية ودبابات وقصفوا مبنى البرلمان واستولوا على أكثر من جسر في البلاد سعيا للاستيلاء على الحكم.

في المقابل، خرجت احتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان ومديريات الأمن، مما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب، الأمر الذي ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية.

وفي سياق آخر، وأوضح «أردوغان» أنه سيذكر المشاركين في اجتماع «الأمم المتحدة» بالمشاكل الناجمة عن هيكلية «مجلس الأمن الدولي»، وسيطالب مجددا بإجراء إصلاح في بنيته، انطلاقا من مبدأ تركيا القائل بأن العالم أكبر من الدول الخمس دائمة العضوية في «مجلس الأمن».

يذكر أن «أردوغان»، طالب في وقت سابق بإصلاح منظومة «مجلس الأمن الدولي»، قائلا إن الدول الخمس الدائمة العضوية في «مجلس الأمن» كلها مسيحية، ولا توجد بينها دولة مسلمة واحدة، وهذا أمر غير عادل، مضيفا، «نحن نناضل ونسعى من أجل إنشاء عالم يسوده العدل».

وجاءت تصريحات «أردوغان» عشية افتتاح قمة «منظمة التعاون الإسلامي» في إسطنبول التي عقدت في 13 و14 أبريل/نيسان الماضي.

  كلمات مفتاحية

تركيا سوريا الولايات المتحدة الأمم المتحدة مجلس الأمن الجيس السوري الحر الدولة الإسلامية فتح الله كولن

أنقرة: توقيف أكثر من ألف مشتبه بالانتماء لمنظمة «كولن»

تقرير للاستخبارات التركية يسلط الضوء على تفاصيل الشبكة العالمية لمنظمة «غولن»

تركيا.. «علاقة محتملة» بين «وقف الفرقان» مع مصر والإمارات