«كيري» و«بان كي مون» يدعوان لتقييد طيران النظام السوري و«روحاني» يرفض

الخميس 22 سبتمبر 2016 04:09 ص

دعا وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري»، إلى ضرورة تقييد حركات الطيران فوق المناطق الحساسة ومناطق المعارضة في سوريا.

وقال «كيري»، خلال جلسة رفيعة المستوى لمجلس الأمن الدولي حول الأزمة السورية الأربعاء: «يجب تقييد حركة الطيران في سوريا؛ فهذا يمنع النظام (نظام الأسد) من شن هجمات على أهداف مدنية تحت ذريعة الحرب على جبهة النصرة».

وأدان «كيري» استهداف النظام السوري وروسيا للمدنيين وموظفي الإغاثة، مشددا على ضرورة إنهاء أي تحليق للطيران فوق المناطق الحساسة بسوريا في أقرب وقت ممكن"، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون أي انقطاع.

وأعرب عن أمله في أن يتمكن المجتمع الدولي من استئناف المفاوضات بين أطراف الأزمة في سوريا، وعزل تنظيمي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، وحظر الطيران السوري فوق المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وقال «كيري» لممثلي الدول الأعضاء بالمجلس -ومن بينهم نظيره الروسي «سيرغي لافروف - «لا توجد طائرات تحوم في تلك المنطقة سوى لروسيا وسوريا».

وأضاف أن «قصف المستشفيات وإلقاء القنابل البرميلية انتهاك فاضح للقانون الدولي وهناك وكلاء في هذه القاعة (يقصد قاعة مجلس الأمن) وخارجها قادرون على التأثير على أطراف النزاع».

وحمل وزير الخارجية الأمريكي كلا من روسيا والنظام السوري المسؤولية عن الهجوم الذي وقع الثلاثاء ضد أحد المرافق الطبية بالقرب من مدينة حلب، شمالي سوريا، وأسفر عن مقتل 4 من موظفي الإغاثة هناك.

ووصف «كيري» رئيس النظام السوري، «بشار الأسد»، وتنظيمي «جبهة النصرة والدولة الإسلامية» بأنهم من «المخربين الذين لا يؤمنون بوقف إطلاق النار».

وقال للمشاركين في جلسة مجلس الأمن: «إذا لم يقم المجتمع الدولي بما يجب عليه القيام به إزاء سوريا فسوف نجتمع مرة أخرى هنا في قاعة المجلس وسنشهد شرق أوسط جديد بمزيد من التطرف».

كما أشار «كيري» إلى مقتل 20 من موظفي الإغاثة جراء هجوم استهدف قافلة للمساعدات الإنسانية تتمتع بكامل الصلاحيات والتصاريح يوم الاثنين الماضي، واصفًا ذلك بـ«الهجوم البشع الذي وجّه ضربة كبيرة للجهود الرامية إلى تحقيق السلام في سوريا.

دعوة أممية

وبدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، «بان كي مون»، إلى فرض حظر على تحليق سلاح الجو التابع للنظام السوري فوق مناطق المعارضة في البلاد.

كما وجه، عبر كلمة أمام اجتماع بمجلس الأمن الدولي حول سوريا، نداءً إلى المجتمع الدولي من أجل إعادة إحياء عملية وقف إطلاق النار في سوريا.

وقال «كي مون»«علينا أن نبقى مصرين على أن وقف إطلاق النار (الذي تم التوصل إليه برعاية موسكو وواشنطن في التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري) سيتم إحياؤه، إنني أحث الجميع على استخدام نفوذهم الآن لضمان ذلك».

وأضاف: «هذه هي الفرصة لحظر سلاح الجو السوري، ورؤية عمل عسكري مشترك ضد الجماعات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة (غيرت اسمها مؤخرا إلى جبهة فتح الشام)، وتسهيل المساعدات الإنسانية إلى حلب (شمالي سوريا) وجميع أنحاء البلاد. إذا استطعنا لذلك سبيلاً فسنفتح الطريق لمحادثات سياسية».

وتطرق الأمين العام إلى المقترحات التي سيجري تقديمها لأطراف الصراع في سوريا بهدف استئناف مفاوضات السلام، قائلاً: «لا يجب أن يعتمد مصير أي بلد على مصير فرد واحد، إذا استمر جانب واحد في الإصرار على أن صلاحيات مكتب الرئيس لا تخضع للتفاوض، فلن تكون هناك تسوية عن طريق التفاوض، وإذا أصر جانب آخر على أن الرئيس ببساطة يجب أن يغادر في بداية المرحلة الانتقالية، فمن الصعب أن نرى مفاوضات حقيقية».

وكان «بان كي مون» يشير في ذلك إلى تمسك النظام السوري بعدم طرح مصير بشار الأسد» في أي مفاوضات، ومطالب المعارضة بخروج بشار من المشهد كشرط لبداية المرحلة الانتقالية.

وأشار إلى أن المقترحات، التي سيقدمها المبعوث الأممي إلى سوريا «ستيفان دي ميستورا»، إلى أطراف النزاع «تسترشد بالكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وبيان جنيف».

واعتمد مجلس الأمن الدولي القرار 2254 في 25 ديسمبر/كانون الأول 2015، ونص على بدء محادثات السلام بسوريا في يناير/كانون الثاني 2016، ودعا القرار أيضا إلى تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية، مطالباً بوقف أي هجمات ضد المدنيين بشكل فوري.

وقال «بان كي مون»، خلال كلمته : «طلبت من المبعوث الخاص العمل بشكل مكثف نحو عقد مفاوضات رسمية في أقرب وقت ممكن، وأدعو مجلس الأمن إلى تقديم الدعم الكامل للمبعوث الخاص، وعلينا أن نتحرك بشكل - لا لبس فيه - نحو عملية سياسية ذات مصداقية».

وتابع «العملية الانتقالية يجب أن تضمن استمرارية وإصلاح مؤسسات الدولة والخدمات العامة في البلاد، وهذا يتطلب مجموعة شاملة جديدة للترتيبات الإدارية، وهناك أيضا حاجة عميقة للمساءلة، وأكرر ندائي إلى مجلس الأمن لإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.. إننا الآن في لحظة حياة أو موت».

رفض إيران 

من جانبه، رفض الرئيس الإيراني «حسن روحاني» الأربعاء المطلب الأمريكي بأن توقف سوريا وروسيا تحليق جميع الطائرات في شمال سوريا.

وفي مقابلة مع قناة إن بي سي نيوز التلفزيونية، قال «روحاني» إن «وقف الطائرات سيساعد الدولة الإسلامية وجبهة النصرة».

وأضاف قائلا «يجب إبقاؤهما تحت الضغط… إذا منعنا تحليق الطائرات فإنهم 100% سيستفيدون من ذلك»، بحسب ما نقلت رويترز.

يذكر أن وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا توصلا في جنيف، في 9 سبتمبر/أيلول الجاري، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا يقوم على أساس وقف تجريبي لمدة 48 ساعة (اعتبارا من مساء الإثنين 12 سبتمبر/أيلول أول أيام عيد الأضحى)، ويتكرر بعدها لمرتين وهو ما تم بالفعل.

وبحسب الإعلان عن الاتفاق، فإنه بعد صمود الأخير لسبعة أيام يبدأ التنسيق التام بين أمريكا وروسيا في قتال تنظيم «الدولة الإسلامية» وجبهة فتح الشام (بعد فك ارتباطها بجبهة النصرة مؤخراً).

وأعلن الكرملين الثلاثاء، أن الهدنة انتهت الإثنين، بعد أسبوع من الهدوء النسبي ولا يمكن إعادة العمل بها ما لم يوقف من وصفهم بـ(الإرهابين) هجماتهم على مواقع الجيش النظامي السوري.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

سوريا أمريكا إيران الأمم المتحدة