إيران تدعو السعودية لنبذ الانقسام.. والمملكة تطالبها بعدم التدخل في شؤون الآخرين

الخميس 22 سبتمبر 2016 03:09 ص

دعا الرئيس الإيراني «حسن روحاني» السعودية، اليوم الخميس، إلى «التوقف والكف» عن السياسات المثيرة للانقسام إذا كانت جادة بشأن السلام والأمن بالمنطقة، كما دعا إلى شراكة بين بلاده وجيرانها تقوم على أساس تعزيز الأمن والتنمية المشتركة.

وأضاف روحاني في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن «عدم امتثال» الولايات المتحدة للاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية الست في 2015 ينبغي «تداركه فورًا”.

وبخصوص السعودية قال «روحاني» إنه إذا كانت الحكومة «جادة بشأن رؤيتها للتنمية والأمن الإقليمي.. يجب عليها التوقف والكف عن السياسات المثيرة للانقسام ونشى فكر الكراهية والتعدي على حقوق جيرانها».

وقال «روحاني»، في كلمته، إن «إيران تدعو إلى شراكة مع جيرانها تقوم على أساس الأمن المشترك وتعزيز التنمية”، مضيفاً أن «المسلمين شيعة وسُنة عاشوا لقرون في تناغم واحترام متبادل».

وعزا الرئيس الإيراني انتشار التطرف في منطقة الشرق الأوسط إلى «الاستراتيجيات الأمنية التي وضعتها القوى الكبرى في السنوات الـ15 الماضية (عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول على مركز التجارة العالمي بنيويورك) ».

واعتبر أن «الأمن لا يمكن تحقيقه في منطقة واحدة على حساب انعدام الأمن في المناطق الأخرى”، مشيرًا إلى أن «الأمن بات مشكلة عالمية بسبب تورط القوى الكبرى (دون تسميتها) في أساليب مختلفة من القمع والتدخل العسكري في مناطق بالعالم تحت ذريعة خلق بيئة آمنة لمواطنيها».

كما اتهم «روحاني في كلمته «الجماعات التكفيرية بتحويل الدين إلى أداة للعنف و(الإرهاب) من خلال نشر الأفكار (المتطرفة) بدعم سري وعلني من قبل بعض الدول (لم يسمها) ».

وحذر من تداعيات «انتشار خطاب الكراهية والعنف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بسرعة مذهلة».

واستطرد: «ملايين السوريين تقطعت بهم السبل في الصحاري وأعالي البحار؛ ما أدى إلى مصرع مئات الآلاف منهم، كما أن العراقيين يعيشون في خوف إزاء مستقبل وطنهم، وفي اليمن يتعرض الشعب الأعزل لقصف يومي، وبعد عقود من الاحتلال والفظائع لم يسلم الشعب الأفغاني من المعاناة والعنف و(الإرهاب)، ولا يزال الفلسطينيون المضطهدون يعانون من السياسات والأعمال الوحشية والفصل العنصري الذي أسسه النظام الصهيوني الغاصب».

على صعيد آخر، اعتبر الرئيس الإيراني إأن اقتصاد بلاده «هو الأسلم والأكثر أماناً في المنطقة»، لافتا إلى أن «معدل النمو في بلاده تجاوز 4%، وهو أعلى معدلات نمو تحققها البلدان المصدرة للنفط»، حسب قوله.

أيضًا، جدد «روحاني»، عبر كلمته، هجومه على السعودية، قائلاً: «إذا كانت الحكومة هناك جادة في رؤيتها للتنمية والأمن الإقليمي، فعليها أن تكف عن السياسات الانقسامية، وأن تقبل مسؤوليتها عن حماية أرواح وكرامة أبناء دول المنطقة وبناء علاقات معها على أساس الاحترام المتبادل والمسائلة»، بحسب رأيه.

وفي كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، دعا الأمير «محمد بن نايف»، ولي العهد السعودي، السلطات الإيرانية إلى أن «تكون علاقتها مع دول المنطقة قائمة على حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وإنهاء احتلال الجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) ».

وتقع الجزر الثلاث في مضيق هرمز، عند مدخل الخليج العربي، وسيطرت عليها إيران عام 1971 مع انسحاب القوات البريطانية من المنطقة.

وحملت الرياض، طهران، مسؤولية منع مواطنيها (الإيرانيين) من أداء الحج هذا العام، وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية، إن وفد منظمة الحج والزيارة الإيرانية، غادر البلاد، دون التوقيع على محضر إنهاء ترتيبات حج الإيرانيين لهذا العام، مؤكدة «رفض المملكة القاطع لتسيس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين».

وإعلان «البراءة من المشركين» هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل، «آية الله الخميني»، حجاج بيت الله الحرام (من الإيرانيين) برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ ممن يعتبرونهم مشركين، باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.

وتصر إيران على حق حجاجها في أداء إعلان «البراءة من المشركين»، بينما ترفض السلطات السعودية ذلك.

  كلمات مفتاحية

إيران السعودية انقسام تدخل شؤون داخلية