«عزمي بشارة» و«بدر الراشد»: «عداوة إيران» بوابة للتطبيع مع الصهاينة في الخليج

الجمعة 23 سبتمبر 2016 06:09 ص

انتقد كل من المفكر والأكاديمي الفلسطيني «عزمي بشارة»، والكاتب الصحفي السعودي «بدر الراشد»، محاولات بعض الدول الخليجية التطبيع مع (إسرائيل)، بحجة الاستعانة بها في مواجهة إيران تدخلاتها في المنطقة.

وقال «بشارة» في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «من يريد مواجهة التدخلات الإيرانية، ويفتح معركة ضد الشعوب العربية وتركيا في الوقت ذاته، يبحث في النهاية عن إسرائيل حليفا ضد إيران».

من جهته قال «بدر الراشد»، في مقال نشره بصحيفة «العربي الجديد»، إن مدينة نيويورك الأمريكية شهدت قبل أيام اجتماعًا تطبيعيًا عربيًا-إسرائيليًا، شارك فيه مسؤولون حكوميون من الإمارات والبحرين، وأكاديميون من السعودية ولبنان، جنبًا إلى جنب مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة «تسيبي ليفني»، والدبلوماسي الإسرائيلي «ميخائيل أورين».

وأضاف أن الاجتماع جرى برعاية منظمة «متحدون ضد إيران نووية' التي لا تخفي محاباتها لـ(إسرائيل) في مقاربتها للأوضاع في المنطقة.

وشارك في المؤتمر الذي عُقد الاثنين الماضي، من الجانب العربي، السفير الإماراتي في واشنطن «يوسف العتيبة»، والدبلوماسية البحرينية «هيا بن راشد آل خليفة»، والباحث السعودي «محمد خالد اليحيى»، واللبناني «طوني بدران».

وحمل المؤتمر التطبيعي لافتة عداوة إيران، ليبرر جمع المسؤولين الإماراتيين والبحرينيين مع الإسرائيليين، وجاء برعاية منظمة «متحدون ضد إيران نووية»، والتي ساهم في إنشائها دبلوماسيون أمريكيون لا يخفون انحيازهم لـ(إسرائيل)، مثل «مارك والاس ودينيس روس»، وآخرون عُرفوا بتوجهاتهم العدائية ضد العرب، ومهاجمتهم المتكررة للسعودية، منهم الرئيس الأسبق للاستخبارات الأميركية «جيمس وولسي»، كما شارك في تأسيس المنظمة الدبلوماسي الأمريكي الراحل «ريتشارد هولبروك».

ووفق «الراشد»، فإن هذه ليست المرة الأولى التي تخطو فيها الإمارات خطوات تطبيعية رسمية مع الكيان الصهيوني، إذ سبق وشاركت قوات إماراتية جنبًا إلى جنب مع القوات الإسرائيلية والباكستانية والأمريكية، في مناورة عسكرية مشتركة في الولايات المتحدة الأميركية، في أغسطس/آب الماضي.

إيران مدخل للتطبيع

وقال «الراشد» إنه منذ تنامي حدة التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، في العراق وسوريا واليمن، بات استخدام ورقة (إسرائيل) دارجًا، أكان في المعسكر الحليف لإيران، أم المناوئ لها، في محاولة لفرض مواقف متطابقة مع إيران أو منحازة لـ(إسرائيل) وإلغاء إمكانية عداوة الدولتين معًا.

فما يُعرف بـ«محور الممانعة»، ممثلًا بالنظام السوري و«حزب الله»، اعتبر أن مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة، ودعمها المليشيات في العراق وسورية واليمن، هو عمل لصالح (إسرائيل)، فقام بوصف أي انتقاد لإيران باعتباره عملًا لصالح الصهاينة، وأصبح الخضوع للنظام الإيراني هو الخيار الوحيد أمام رافضي إسرائيل.

في المقابل، ظهرت أصوات عربية تطرح فكرة مناقضة للارتماء في أحضان إيران، وهي التعاون مع الكيان الصهيوني لمواجهة طموحات طهران التوسعية.

ويُعتبر اللواء السعودي المتقاعد «أنور عشقي»، أبرز هذه الأسماء المتبنية لهذه الفكرة. وقام عشقي بكيل المديح إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، باعتباره رجلًا «عقلانيًا»، ثم قام بزيارة إلى فلسطين المحتلة والتقى بالدبلوماسي الصهيوني «دوري غولد»، في خطوة اعتبرها عشقي «ترويجًا لمبادرة عربية»، بينما لا يمكن رؤيتها إلا كخطوة تطبيعية تجاه عدو محتل لأراضٍ عربية.

ويُعتبر «عشقي» من المروجين للفكرة التي يقوم عليها مؤتمر «الخطر الإيراني» في نيويورك، باعتبار أن أهمية التحالف مع (إسرائيل) تنبع من خطورة أطماع إيران التوسعية في المنطقة، الرؤية التي تتجاهل الأطماع التوسعية الإسرائيلية واحتلالها أراضي عربية وامتلاكها أسلحة نووية وأسلحة دمار شامل.

وأثير الكثير من الجدل حيال زيارة عشقي إلى فلسطين المحتلة، في الوقت الذي تمسكت فيه وزارة الخارجية السعودية، ببيان سابق كانت قد أصدرته منذ ما يقارب السنة عندما بثّت قناة إسرائيلية لقاء مع «عشقي»، وقالت الخارجية السعودية فيه إن «عشقي» لا يحمل أي صفة حكومية ولا يمثّل رأي الحكومة السعودية.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

عزمي بشارة بدر الراشد التطبيع إيران