«ناشيونال إنترست»: استعدادات إيران للمواجهة مع البحرية الأمريكية في الخليج

الجمعة 23 سبتمبر 2016 11:09 ص

يصعد الحرس الثوري الإيراني من مضايقاته للقوات الأمريكية في الخليج. في الأسابيع القليلة الماضية، كان على السفن الأمريكية الانحراف وإطلاق طلقات تحذيرية في مناسبات منفصلة لتجنب الاصطدام مع السفن الإيرانية. وسجلت البحرية الأمريكية 31 حالة «غير آمنة أو تفاعلات غير مهنية» من قبل إيران في النصف الأول من هذا العام، مقارنة مع 23 حالة في عام 2015. وبدأت هذه الزيادة مع تنفيذ خطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA) حول البرنامج النووي الإيراني في يناير/ كانون الثاني. ولكن هذه ليست مجرد لعبة لاختبار عزم الولايات المتحدة في أعقاب الصفقة. الأهم من ذلك، أن هذه الحوادث هي مناورات بالذخيرة الحية ضمن استراتيجية إيران لمنافسة هيمنة الولايات المتحدة في الخليج.

وهذا ما يسمى استراتيجية «الحرمان» أو مكافحة الوصول. وهي خطة تهدف إلى منع قوات العدو من استعراض القوة في مسرح العمليات، بينما إنكار المنطقة يحط من قدرة العدو على العمل مرة واحدة في هذا المسرح. وبعبارة أخرى، لا تدع عدوك يدخل الفناء الأمامي الخاص بك، ولكن إذا فعل ذلك، أسقطه.

وطورت إيران هذه الاستراتيجية بنشاط في منطقة الخليج. منذ عملية «فرس النبي» عام 1988، حين قضت الولايات المتحدة على نصف البحرية الإيرانية خلال فترة ظهيرة، تدرك طهران التكاليف الباهظة لمحاولة مواجهة القوات التقليدية المتفوقة للولايات المتحدة وجها لوجه. ومنذ ذلك الحين، ركز الإيرانيون على تطوير قدرات وتكتيكات غير متماثلة للمواجهة مع الولايات المتحدة.

أولا، يوجد لدى بحرية الحرس الثوري الإيراني أسطول كبير من سفن صغيرة نسبيا، تتميز بسرعة عالية ودرجة عالية من المناورة الحرفية في الهجوم. وتم تجهيز العديد منها لإطلاق الصواريخ ومدافع الهاون، وهي معبأة بالمتفجرات لرمي سفن العدو. وعندما تتلاقى من اتجاهات متعددة في سرب، يمكن للهجوم الإيراني أن يتفوق على سفن أكبر من ذلك مثل تلك التابعة لبحرية الولايات المتحدة في جميع أنحاء الخليج.

هذه السفن الصغيرة تستغل الجغرافيا في تعقيد الكشف والتتبع، وذلك باستخدام عنصر المفاجأة لزيادة مستوى اللعب مع قوات الولايات المتحدة. كما أن مضيق هرمز والمياه المحيطة به، كممر عالمي للطاقة، مزدحم بناقلات النفط والسفن التجارية الأخرى، التي يمكن أن تحجب عن غير قصد تلك الأسراب وتعيق كشف الرادار. بالإضافة إلى ذلك، أخفيت العديد من قواعد الحرس الثوري من قبل الجزر الصخرية على الساحل الإيراني والمضيق.

الأمر الثاني هو أن إيران قد تراكمت لديها أكبر ترسانة صاروخية في منطقة الشرق الأوسط ومجموعة قوية من صواريخ كروز، إضافة إلى تجاربها في الصواريخ البالستية. كما تعمل على زيادة قدرتها على حمل رؤوس نووية، ولديها نية واضحة لتخويف حلفاء الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن أكبر تهديد للسفن في الخليج يأتي من مجموعة إيران لصواريخ كروز المضادة للسفن (ASCM) التي تطلقها المنصات البرية والبحرية والجوية المتنقلة. هذه الصواريخ تطير على ارتفاع منخفض وتستطيع المناورة أكثر بكثير من الصواريخ البالستية، وبالتالي يصعب تتبعها واعتراضها. وإذا أطلقت بأعداد كافية من مواقع مختلفة في تتابع سريع، فإنها يمكن أن تشتت أنظمة الدفاع الصاروخي في السفن الأمريكية.

بالإضافة إلى ذلك، تبذل إيران مساع لمعالجة العجز المتبقي في قدرتها على الحد من قدرات سلطة الولايات المتحدة في المجال الجوي. نشرت إيران في يوليو/تموز نظام الدفاع الجوي «إس- 300» المتطور من روسيا، وبالتالي رفعت قدرتها على إسقاط الطائرات الأمريكية، والطائرات بدون طيار، وأسلحة المواجهة بعيدة المدى مثل صواريخ كروز. واعتمادا على كيف وأين ستنشر إيران أنظمتها، فإنها قد لا تهدف فقط إلى الدفاع عن المجال الجوي الإيراني، ولكن أيضا عن القوات الإيرانية التي تعمل في وحول مضيق هرمز.

منذ يناير /كانون الثاني، اختبرت إيران نظام صواريخ كروز المضادة للسفن ASCMs، وأطلقت رخات صواريخ عبر قوس حاملة الطائرات الأمريكية، كما حشدت عدة سفن للبحرية الأمريكية للهجوم السريع. إضافة إلى ذلك، فإنها هددت بإسقاط الطائرات العسكرية الأمريكية، وأفصحت عن رغبتها في الحصول على المقاتلة ذات القدرة العالية «سو 30» من روسيا التي قد تستهدف السفن الأمريكية.

وقد قيم مركز ««Gemunder للدفاع والاستراتيجية في تقارير متعددة كيف يجعل الاتفاق النووي الصراع مع إيران أكثر احتمالا في السنوات القادمة. إن رفع العقوبات والحظر المفروض على الأسلحة من مجلس الأمن، جنبا إلى جنب مع ضعف الالتزامات الأمنية الأمريكية في المنطقة، يوفران الموارد والحوافز لإيران لمتابعة استراتيجية أكثر لمزاحمة تفوق الولايات المتحدة في الخليج.

لحسن الحظ، تمتلك الولايات المتحدة إطارا متينا لتبدأ بجدية في مواجهة هذه التحديات. على المستوى الاستراتيجي ينص مبدأ كارتر على الفعل التالي: «سيتم معاملة أي محاولة من جانب أي قوة خارجية للسيطرة على منطقة الخليج على أنها اعتداء على المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية، وسيتم صد مثل هذا الهجوم بالوسائل الضرورية، بما في ذلك القوة العسكرية». وقد صدر مبدأ «كارتر» ردا على الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979، وقد كان هذا هو المحرك الأساسي لسياسة الولايات المتحدة تجاه المنطقة منذ ذلك الحين.

يحتاج مبدأ «كارتر» إلى تحديث. إيران ليست أول قوة إقليمية قادرة على السيطرة على الخليج، ولكن قدرتها على القيام بذلك سوف تستمر في النمو تحت مظلة الاتفاق النووي. يتعين على زعماء الولايات المتحدة إدراك ذلك بوضوح، والرد في وقت مبكر على الاستفزازات الإيرانية في الخليج.

يمكن للتغييرات على المستوى التكتيكي أن تعزز مصداقية هذه البيانات مع أعداد أكبر من الصواريخ الاعتراضية قصيرة المدى ذات التكلفة المنخفضة. وبالفعل، تم تصميم تقنيات إيرانية يعمل جزء منها على الإرباك العمودي للسفن الأمريكية من خلال إطلاق أنظمة (العمل العمودي) التي تستخدم صواريخ اعتراضية بعيدة المدى بشكل أقل.

يتعين على صناع القرار في الولايات المتحدة أن يضاعفوا جهود البحرية الأمريكية المستمرة لتجهيز سفنها الحربية بأسلحة موجهة، بما في ذلك نظم سلاح الليزر. على المدى المتوسط والطويل، وهذه توفر حلا أرخص بكثير من الصواريخ الاعتراضية في هزيمة أسراب من الهجوم السريع والطائرات بدون طيار ومختلف الصواريخ الإيرانية.

يببدو أن التوترات بين الولايات المتحدة وإيران تتجه نحو تكرار المواجهة الطويلة التي بلغت ذروتها في عام 1988. وهذه المرة، تبذل طهران جهودا واضحة لتكون أفضل استعدادا عندما يحين وقت الحسم، ويتعين على واشنطن أن تفعل الشيء نفسه.

المصدر | ناشيونال إنترست

  كلمات مفتاحية

البحرية الإيرانية البحرية الأمريكية مضيق هرمز الاتفاق النووي مياه الخليج