الصحفي الكويتي «عياد الحربي» يواصل إضرابه عن الطعام بعد تعرضه للتعذيب

الخميس 30 أكتوبر 2014 11:10 ص

تعرض الصحفي الكويتي المعتقل «عياد الحربي» إلى الضرب والتهديد، حيث تم الاعتداء عليه جسديا في السجن المركزي، وتم تقييد يديه وقدميه، ومن ثم رميه في ممرات السجن عدة ساعات، حسبما أفاد ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وكذلك صحيفة «سبر» الكويتية المستقلة التي كان «الحربي» يعمل فيها.

ورجحت الصحيفة أن هناك توصيات خاصة من قبل مدير السجن لمعاملة «الحربي» بطريقة سيئة، لافتة أن الأخير يعاني من الآلام في جسده بسبب الضرب المستمر، وأشارت الصحيفة أن «الحربي» يتم تهديده بين الحين والآخر بوضعه في زنزانة انفرادية تسمى «الصاجة» وهي مشهورة بقذارتها، ومخصصة لتعذيب المساجين.

وكانت السلطات الكويتية اعتقلت «الحربي» فجر الخميس الماضي 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري؛ لتنفيذ حكم صدر ضده بالسجن عامين بسبب تغريدة اعتبرتها المحكمة مساسا بالذات الأميرية. 

وقد تفاعل الناشطون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مع الخبر، وأنشأوا هشتاج «#تعذيب_عياد_الحربي_في_السجن» وآخر باسم «#ضرب_عياد_الحربي»؛ حيث عبروا عن غضبهم واستنكارهم للمعاملة السيئة التي يتعرض لها «الحربي» في السجن، محملين وزارة الداخلية  المسؤولية؛ فيما رأى آخرون أن مثل هذه المعاملة سيطال للجميع ما لم يتم تنظيم اعتصام.

وكانت محكمة الاستئناف قد قضت بسجن «الحربي» في 22 مايو/أيار 2014، بعد سلسلة من المحاكمات؛ حيث قضت بسجنه  لمدة سنتين مع الشغل والنفاذ في قضية أمن دولة بتهمة العيب في الذات الأميرية من خلال موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ونشره مقاله بعنوان: «أعطيني حريتي لأطلق أفكاري»، إلا أن الحكم لم ينفذ في ذلك اليوم.

ومن أكثر التهم شهرة لـ«الحربي» ويتداولها الناشطون بسخرية، هي إعادة إرسال تغريدة الشاعر العراقي «أحمد مطر»، حيث اعتبرت المحكمة أن ريتويت -إعادة الإرسال- تعطي انطباعا بالموافقة، وأن المتهم يقصد بها أمير البلاد.

من جهته أصر «الحربي» على مواصلة إضرابه عن الطعام حتى يعود إلى مكانه القانوني وهو العنبر.

وبحسب صحيفة «سبر» فقد تم نقل الحربي صباح اليوم الخميس إلى العيادة الطبية لإجراء الفحص اللازم له بعد إضرابه عن الطعام الذي نفذه أمس احتجاجا على إيداعه «الصاجة»، كما علمت «سبر» أنه لم يتمكن من تناول دواء القولون الخاص به، حيث كانت آخر جرعة تناولها منه أول من أمس.

من جانبه، استنكر «التيار التقدمي» ما تعرض له سجين الرأي «عياد الحربي» من إهانة وضرب في السجن المركزي، وما واجهه من إجراءات تعسفية تشكّل مخالفة صريحة للمعاهدات الدولية الضامنة لحقوق الإنسان.

وقال«ضاري الرجيب»المنسق العام لـ«التيار التقدمي» في تصريح له: «إننا تلقينا باستياء وقلق الأخبار المتواترة عن إساءة معاملة سجين الرأي عياد الحربي الذي تعرّض إلى الضرب والإهانة والتكبيل بالحديد والحبس الانفرادي فيما يسمى بـ«الصاجة» على أيدي بعض المسؤولين في السجن»، مشيراً إلى أن تلك تعد إجراءات تعسفية تشكّل مخالفة صريحة للمعاهدات الدولية الضامنة لحقوق الإنسان، بل هي مخالفة صارخة للمادة 31 من الدستور الكويتي التي تنص من بين ما تنص عليه بأنه «لا يُعرّض إنسان للتعذيب أو للمعاملة الحاطة بالكرامة».

وأكد «الرجيب» أنه بالإضافة إلى ما سبق فإنّ ما تعرّض له سجين الرأي «عياد الحربي »من إجراءات تعسفية يتعارض تماما مع ما نص عليه القانون رقم 26 لسنة 1962 بتنظيم السجون، الذي يحدد إجراءات تأديب المسجونين، إذ يلزم القانون أن يتم إعلان المسجون بالمخالفة المنسوبة إليه قبل توقيع العقوبة عليه، وله الحق في إبداء أقواله دفاعاً عن نفسه، ناهيك عن أنّ هذه الإجراءات التأديبية لا تشمل الضرب على الإطلاق، بل إنّه حتى إجراء التكبيل بالحديد يجب أن يتم بقرار من وزير الداخلية نفسه، وليس من ضابط السجن وفق المادة 60 من قانون تنظيم السجون.

وطالب «الرجيب» الجهات المختصة بحقوق الإنسان في الكويت وكذلك المنظمات الإنسانية الدولية بالتحرك السريع ضد هذا التعسف المرفوض.

يذكر أن «عياد الحربي» شاب ناشط في الحراك الكويتي، وهو صحفي وكاتب في صحيفة «سبر»، وتم تكريمه بدرع تذكاري في العاصمة البريطانية لندن، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي أقيم في لندن 2013 وكان معتقلا وقتها.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

الكويت انتهاكات تعذيب

«الأمعاء الخاوية».. معركة مقاومة يخوضها المعتقلون في السجون المصريّة